تدريب أئمة من 4 دول في مصر لمواجهة «الكتائب الإلكترونية المتطرفة»

TT

تدريب أئمة من 4 دول في مصر لمواجهة «الكتائب الإلكترونية المتطرفة»

فيما وصفه مراقبون بأنه «تحرك مهم للمساهمة في التصدي للأفكار والآراء (المتشددة) على بعض مواقع التواصل الاجتماعي»، تدرب مصر أئمة من 4 دول عن بُعد لمواجهة «الكتائب الإلكترونية المتطرفة». في حين قالت «الإفتاء المصرية» إن «سيد قطب (منظر تنظيم الإخوان) رسخ للانعزال والصراع مع المجتمع». وتنطلق في «أكاديمية الأوقاف الدولية» نهاية الشهر الجاري، الدورة الدولية الأولى للتدريب عن بُعد، بمشاركة أئمة من «تنزانيا، والبرازيل، وأميركا، وكازاخستان»، وتشمل الدورة محاضرات ومناقشات حول قواعد الفقه، واللغة العربية وتوظيفها في الخطاب الديني.
وأكد وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، أن «الدعوة عبر الفضاء الإلكتروني، هدف استراتيجي لـ(الأوقاف) في المرحلة الحالية، لنشر صحيح الإسلام والفكر الوسطي المستنير، و(سحب البساط) من مواقع الجماعات المتطرفة و(المتشددة)، ومواجهة (الكتائب الإلكترونية) بالحجة».
وأطلقت «الأوقاف» في يناير (كانون الثاني) عام 2019 أكاديمية لتدريب وتأهيل الأئمة وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها. وتشير «الأوقاف المصرية» إلى أنه «ينبغي للأئمة الإحاطة بالتقنيات الحديثة، للاستفادة منها، والاحتراز من مخاطرها، وكذلك مواجهة عناصر (جماعات العنف) التي تنشر على بعض مواقع التواصل، وتستخدم (صفحات وحسابات إلكترونية مجهولة) لنشر الأفكار المتطرفة». إلى ذلك، قال مفتي مصر، شوقي علام، إن «سيد قطب اعتبر حال المسلمين في العصر الحديث في جاهلية، كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم، وتوهم أن الإسلام قد غاب، أو أن الشريعة لم تكن موجودة؛ وبهذا النسج المحكم بالشبهات المكشوفة، انطلق (أهل التطرف) في ترسيخ الخصام والانعزال في نفوس أفرادهم والمخترقين منهم عن آبائهم وأهليهم وبني أوطانهم تحت أوصاف ما أنزل الله بها من سلطان كـ(المجتمع الجاهلي)، و(التقاليد الجاهلية)، و(القيادات الجاهلية)»، لافتاً أن «أفكار قطب تؤكد على حتمية الصراع مع المجتمع بكافة مكوناته.
سواء القوات الأمنية والعسكرية، أم المجتمع المدني، لنشر تلك الأفكار، وبالتالي يصبح القتل والتدمير وأخذ الأموال داخلاً في حيز الإباحة عنده، من أجل إعادة الناس عن جاهليتهم»، موضحاً أن «الإرهابيين انطلقوا من قاعدة الحاكمية التي فهموها خطأ من بعض الآيات القرآنية، إلى القول بتكفير الأمة، متمسكين بمفاسد جسيمة بدءاً من الانعزال وترك المشاركة والتعايش مع الأمة في حياتها الاجتماعية ومسيرتها، ومروراً بشق الصف وحدوث الفرقة بين أفراد المجتمع والعجز عن المساهمة في استقراره ودعم وجود الدولة».
وعن دعوى بعض «الإرهابيين» لاتخاذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتبرير القتل، قال مفتي مصر في بيان له مساء أول من أمس، إن «هذا الأمر يطبقه ولي الأمر، أو من ينوب عنه بصورة مؤسسية ومنضبطة». وفند علام الأدلة التي تتخذها جماعات «الإرهاب» لإعلان «حرب مفتوحة» ضد الآمنين، ومنها الآية المسماة بـ«آية السيف»، وهي الآية الخامسة من سورة التوبة. وقال المفتي: «لا يوجد في القرآن الكريم لفظ السيف؛ لكن فهم المتطرفون الآية فهماً خاطئاً من منطلق أنهم يأتون على كل المجتمعات التي لا توافق أفكارهم بالتكفير»، مؤكداً أن «تفسير الآية التي يستشهدون بها على ذلك، وهي قوله عز وجل: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين)، يجب أن يتم بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد في الآية ليس على العموم؛ بل يقصد به مجموعة معينة من المشركين المعينين المحددين».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.