بعد السعودية وقطر.. الإمارات تنقل سفارتها إلى عدن

دول الخليج تواصل دعمها للرئيس هادي

بعد السعودية وقطر.. الإمارات تنقل سفارتها إلى عدن
TT

بعد السعودية وقطر.. الإمارات تنقل سفارتها إلى عدن

بعد السعودية وقطر.. الإمارات تنقل سفارتها إلى عدن

بدأت دول الخليج العربي ما يشبه تضييق الخناق سياسيا على جماعة عبد الملك الحوثي، التي قادت انقلابا على الشرعية اليمنية والرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، وذلك بنقل سفاراتها رسميا من العاصمة صنعاء إلى عدن. وبعد اللقاء الذي جمع بين هادي والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبد اللطيف الزياني، أول من أمس، وبعد إعلان السعودية وقطر استئناف أعمال سفارتهما في عدن، أمس، قررت الإمارات العربية المتحدة، اليوم (الجمعة)، استئناف عمل سفارتها من مدينة عدن.
يرى مراقبون أن الجهود الخليجية لنقل أعمال السفارات إلى عدن، سيتبعها نقل أعمال سفارات وقنصليات دول أجنبية وعربية، لتحذو حذو السعودية وقطر والإمارات، ومن المتوقع أن تعلن دول أخرى استئناف أعمالها الدبلوماسية من عدن بدلا عن صنعاء.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش قوله إن الإمارات «قررت استئناف عمل سفارتها لدى اليمن في مدينة عدن»، بعد أسبوعين على إغلاق السفارة في صنعاء بسبب سيطرة المسلحين الحوثيين عليها.
وأوضح أن هذا القرار الذي سبقته خطوة سعودية مماثلة «يأتي دعما وترسيخا للشرعية الدستورية في اليمن (...)، ودعما للمبادرة الخليجية والمسار السياسي المتفق عليه إقليميا».
كما أكد قرقاش «رفض دولة الإمارات المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية والخطوات التعسفية اللاحقة». وكان السفير السعودي لدى اليمن استأنف، أمس، عمله من عدن.
وأغلقت السعودية والإمارات، منتصف فبراير (شباط)، سفارتيهما في صنعاء، وأجلتا دبلوماسييهما، في خطوة اتخذها عدد كبير من السفارات بشكل متزامن.
وبعد ذلك بأسبوع تقريبا، تمكن الرئيس اليمني من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون منذ 21 يناير (كانون الثاني) في صنعاء، ووصل إلى عدن حيث تراجع عن استقالته وعاد ليمارس مهامه.
ويحظى هادي بدعم خليجي ودولي كبير في مواجهة المتمردين الحوثيين الذين أصدروا في 6 فبراير (شباط): «إعلانا دستوريا» حلوا بموجبه البرلمان، وقرروا إقامة مجلس وطني ومجلس رئاسي.
ويرفض الحوثيون الذي يبقون جزءا من الحوار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، الاعتراف بشرعية هادي.



السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

تعكف الرياض والقاهرة على وضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي. وهو ما عدَّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «خطوة على طريق تعميق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية».

وقال عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي»، مؤكداً على «العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، والتنسيق المستمر بين البلدين».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي، وولى العهد السعودي.

ومنتصف الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي». وأوضحت الحكومة في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعدَّ الإعلامي السعودي، خالد المجرشي، «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري» بمثابة «خطوة تؤكد إمكانية توسيع تكامل العلاقات بين الرياض والقاهرة، في إطار سلسلة من الخطوات التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان».

وقال إن «المجلس يأتي في إطار بناء الآلية المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مع توجيهات رسمية من قادة البلدين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري». واستشهد المجرشي بما سبق أن قاله وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، عن تكليفه بتشجيع الاستثمار في مصر.

ونهاية عام 2018، قال القصبي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «مجلس الأعمال المصري - السعودي»، إنه «تلقى تكليفاً واضحاً من ولي العهد السعودي بأن يعد نفسه وزيراً بالحكومة المصرية سعياً لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن «وجود مجلس أعلى للتنسيق بين القاهرة والرياض من شأنه تذليل أي عقبات أمام التعاون الثنائي لا سيما أنه برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد»، موضحاً أن «المجلس خطوة لتعميق العلاقات بين السعودية ومصر في مختلف المجالات».

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وأوضح عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «السعودية ومصر هما قبة الميزان في المنطقة، وتعزيز التعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية»، وَعَدَّ سعيد «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «نقطة بداية لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «لا تستطيع دولة عربية واحدة مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن «تعميق العلاقات السعودية - المصرية من خلال (مجلس التنسيق الأعلى) من شأنه حماية القاهرة والرياض من الأخطار، وأيضاً التنسيق لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات».

وكان وزير الخارجية المصري أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، الشهر الماضي، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».