القاهرة تقدم مساعدات للفلسطينيين

البرلمان العربي يثمن إدانة «النواب الآيرلندي» نشاط إسرائيل الاستيطاني

فلسطينية بجانب منزلها المدمر في بيت حانون بقطاع غزة يوم 21 مايو الجاري (رويترز)
فلسطينية بجانب منزلها المدمر في بيت حانون بقطاع غزة يوم 21 مايو الجاري (رويترز)
TT

القاهرة تقدم مساعدات للفلسطينيين

فلسطينية بجانب منزلها المدمر في بيت حانون بقطاع غزة يوم 21 مايو الجاري (رويترز)
فلسطينية بجانب منزلها المدمر في بيت حانون بقطاع غزة يوم 21 مايو الجاري (رويترز)

تتواصل الجهود والمساعي المصرية لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وزار وفد من «الهلال الأحمر المصري» قطاع غزة وتفقد مواقع تعرضت للتدمير بفعل الغارات الإسرائيلية الأخيرة وأجرى اتصالات مع «الهلال الأحمر الفلسطيني» في القطاع. وأوضحت السلطات المصرية أن زيارة الوفد هدفها «تقديم العون والمساعدة في مختلف المجالات، وتعزيز التعاون والتواصل، وتنسيق العمل من خلال زيارات ميدانية، وذلك لتحديد الاحتياجات العاجلة والأساسية للفلسطينيين، والتأكيد على الدور القيادي الذي تقوم به مصر في دعم الجهود الإنسانية وتقديم المعونات للفلسطينيين».
وأوضح بيان لمجلس الوزراء المصري أمس أن الزيارة التي ترأسها من الجانب المصري رامي الناظر، المدير التنفيذي لجمعية (الهلال الأحمر المصري)، تضمنت لقاء يونس الخطيب، رئيس (الهلال الأحمر الفلسطيني)، من أجل تعزيز التعاون المشترك بين الجمعيتين و«الدور المحوري الذي تقوم به الجمعيتان في الاستجابة للاحتياجات الأساسية الإنسانية للمتضررين من الفلسطينيين جراء الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى لقاء المسؤولين القائمين على مختلف البرامج من أقسام الاستجابة للكوارث والإسعاف والصحة والبرامج والمشروعات والشباب والتطوع والعلاقات العامة».
وبحسب البيان «الوزراء المصري» فقد زار وفد «الهلال الأحمر المصري» المناطق التي تضررت من الأحداث الأخيرة، للوقوف على الاحتياجات الأساسية والإنسانية العاجلة، كما التقى الوفد المصري ممثل وزارة الصحة الفلسطينية، حيث تمت زيارة بعض المستشفيات التي استقبلت المصابين للوقوف على الاحتياجات الصحية وحالات المصابين».
وأكد مجلس الوزراء المصري أن «الهلال الأحمر المصري يواصل تقديم المعونات والمساعدات الإنسانية للهلال الأحمر الفلسطيني، حيث سيقوم خلال الأيام المقبلة بتسليم الشحنة الثالثة من المساعدات الإنسانية والطبية، كما تستمر جهود المتطوعين في دعم المصابين وذويهم، الذين يتلقون العلاج داخل مستشفيات وزارة الصحة المصرية، من خلال توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي وإعادة الروابط العائلية، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم خلال فترة تواجدهم في مصر، لحين الانتهاء من رحلة العلاج».
في غضون ذلك، ثمن عادل بن عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، قرار مجلس النواب في آيرلندا بشأن إدانته ضم الأراضي الفلسطينية والنشاط الاستيطاني المستمر لإسرائيل في مدينة القدس والضفة الغربية و«التطهير العرقي والتهجير القسري للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة».
وأكد رئيس البرلمان العربي، في بيان له أمس، أن «هذا القرار (الشجاع) لمجلس النواب الآيرلندي، والذي جاء بإجماع الأغلبية والمعارضة، يضاف إلى سجل المواقف المشرفة للبرلمانات التي تدعم الحق الفلسطيني، ويبرهن بشكل جلي على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ورفض برلمانات وشعوب العالم الحر انتهاكات القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) في الأراضي الفلسطينية، ومسعاها المكشوف أمام العالم في تغيير الوضع القانوني والتاريخي للقدس بالمخالفة للمواثيق والقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية»، معتبراً هذا القرار «انتصاراً للقانون الدولي، وحقوق الإنسان، وقرارات الشرعية الدولية، وإرادة الشعوب الحرة المحبة للعدل والسلام».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.