حشرات «السيكادا» حمراء العيون تظهر بعد غياب 17 عاماً... لتتكاثر وتموت

حشرة «السيكادا» حمراء العينين (غيتي)
حشرة «السيكادا» حمراء العينين (غيتي)
TT

حشرات «السيكادا» حمراء العيون تظهر بعد غياب 17 عاماً... لتتكاثر وتموت

حشرة «السيكادا» حمراء العينين (غيتي)
حشرة «السيكادا» حمراء العينين (غيتي)

شهدت المناطق المشجرة في أعلى وأسفل الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية ضجيجاً يصم الآذان إيذاناً بوصول جمع هائل مهيب من الحشرات العجيبة للغاية.
بعد مرور 17 عاماً من فترة قضتها تحت سطح الأرض، بدأت البلايين من حشرات السيكادا حمراء العيون (فصيلة الزيزيات العليا المنتمية إلى رتبة الحشرات نصفيات الأجنحة) في الظهور في عرض طبيعي مثير للذهول. ويكمن هدفها من الظهور بعد تلك الفترة الطويلة من المكوث في باطن الأرض في العثور على شريك للتزاوج، ثم التكاثر، انتهاءً بالوفاة، حسب ما ذكرته صحيفة (ميرور) البريطانية.
ويغطي الجمع الهائل الكثيف من هذه الحشرات الأشجار وسطح الأرض عند الظهور، مع الذكور التي تملأ الأجواء بطنينها المزعج وصفيرها المميز جذباً للإناث في موسم التزاوج الجديد، غير أن هذا الضجيج الهائل قد جذب إليها أيضاً السواح والعلماء الذين اهتموا بدراسة هذه الظاهرة نادرة الحدوث وقليلة التكرار.
ومع ارتفاع درجات حرارة الهواء والتربة المسطحة إثر التغيرات المناخية المصاحبة، يحرص العلماء المعنيون أيضاً على معرفة كيفية وأنماط استجابة هذه الحشرات العجيبة.
وتلعب درجات حرارة الأجواء المحيطة دوراً بارزاً في ظهور حشرات السيكادا حمراء العيون ونموها المستتر تحت سطح الأرض. وشاهد العلماء أعداداً هائلة من تلك الحشرات التي ظلت كامنة لمدة 17 عاماً قبل سنوات من ميعاد خروجها المحدد في عام 2017، والتي يعتقد علماء الحشرات أن خروجها قد يكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بظاهرة الاحتباس الحراري المعروفة.
تقول الدكتورة كريس سيمون، عالمة البيولوجيا التطورية لدى جامعة كونيتيكت الأميركية، والتي عكفت على دراسة تلك الحشرات لما يزيد على ثلاثة عقود كاملة: «يدور التساؤل الكبير حول أثر التغيرات المناخية في الكوكب على دورات حياة تلك الحشرات، ثم مقدار التغيرات التي طرأت عليها وعلى أنماط حياتها».
وكانت الدكتورة سيمون قد أمضت أغلب مايو (أيار) الجاري، برفقة زوجها، في قيادة سيارتها حول مختلف مناطق الساحل الشرقي للولايات المتحدة لمراقبة تلك الظاهرة، مع متابعة حثيثة للتقارير ذات الصلة على شبكة الإنترنت حول المحاضن الناشئة لهذه الحشرات خلال العام الجاري من أجل الوقوف الدقيق على نطاق وجودها وانتشارها. ويتشارك الدكتور ستيفن شيزويل، عالم المحيطات وزوج الدكتورة سيمون، معها في رحلات مراقبة حشرات السيكادا، كما يشاركها نشر الأوراق البحثية بشأن هذه الظاهرة.
وتشكل حشرات السيكادا حمراء العيون البالغة من العمر 17 عاماً، والتي ظهرت خلال العام الجاري، محضن «برود إكس»، وهو واحد من أكبر محاضن الزيزيات العليا نصفيات الأجنحة حول العالم. وتظهر محاضن تلك الحشرات بصفة دورية مرة كل 13 إلى 17 عاماً في غير منطقة أخرى من مناطق البلاد، ولا تزال محاضن السيكادا الأخرى تظهر تباعاً بصفة سنوية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.