تصاعد موجة الانتقادات للعملية الانتخابية رغم دفاع خامنئي

رابطة مدرسي حوزة قم العلمية تنضم إلى المنتقدين... وخاتمي يحذر من «تقويض الجمهورية»

نواب البرلمان الإيراني يرددون هتافات أثناء خطاب المرشد علي خامنئي عبر الفيديو أمس (موقع خامنئي)
نواب البرلمان الإيراني يرددون هتافات أثناء خطاب المرشد علي خامنئي عبر الفيديو أمس (موقع خامنئي)
TT

تصاعد موجة الانتقادات للعملية الانتخابية رغم دفاع خامنئي

نواب البرلمان الإيراني يرددون هتافات أثناء خطاب المرشد علي خامنئي عبر الفيديو أمس (موقع خامنئي)
نواب البرلمان الإيراني يرددون هتافات أثناء خطاب المرشد علي خامنئي عبر الفيديو أمس (موقع خامنئي)

أخذت موجة الانتقادات لإبعاد مسؤولين إيرانيين من السباق الرئاسي مساراً تصاعدياً، أمس، رغم دفاع «المرشد» علي خامنئي عن قرارات مجلس «صيانة الدستور» بعد استبعاده لشخصيات بارزة مرشحة من السباق الرئاسي، داعياً الإيرانيين إلى تجاهل الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات المقررة 18 يونيو (حزيران) لانتخاب خليفة حسن روحاني.
وتجاهل خامنئي خلال خطاب موجه إلى نواب البرلمان، عبر تقنية الفيديو، التعليق على رسالة موجهة من الرئيس روحاني، طلب فيها من المرشد إصدار «حكم دولة» لإعادة النظر في قائمة المرشحين بعد إقصاء حليفه رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، وإسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الأول.
ورفض خامنئي ضمناً أن يكون للأسماء المطروحة في الانتخابات أي دور في نسبة المشاركة، وقال: «لا ترتبط المشاركة بهذا الاسم أو ذاك»، واعتبر حضور «المديرين الأقوياء سبب زيادة المشاركة في الانتخابات». وأوصى المرشحين عشية انطلاق الحملات الانتخابية بتقديم حلول عملية وواقعية لحل المشكلات الاقتصادية والمعيشية، في برامجهم الانتخابية، معرباً عن اعتقاده بأنها ستكون مؤثرة على زيادة الإقبال على صناديق الاقتراع.
ونوّه خامنئي: «عدم التحقق من الأهلية لا يعني أن الأشخاص لا أهلية لهم، وإنما لم يتمكن مجلس الصيانة الدستور في التحقق من أهليتهم». وأشاد بمن تقدموا لطلب الترشح في الانتخابات، ومن لم يتم التحقق من أهليته، وتصرف بطريقة «لائقة» في حض الناس على المشاركة.
وكان مجلس صيانة الدستور، الذي يفحص أوراق المرشحين، قد وافق على 7 مرشحين، من بينهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، من أصل 592 مرشحاً. وتأتي الانتخابات وسط مشاعر استياء واسعة إزاء أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، وعقب احتجاجات استخدمت السلطات الشدة في التعامل معها، في شتاء 2017 - 2018 وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وتشير استطلاعات الرأي الرسمية، بما فيها استطلاع أجراه التلفزيون الحكومي في مايو (أيار)، إلى أن نسبة المشاركة في التصويت قد تتدنى حتى 30 في المائة، وهي نسبة تقل كثيراً عن نظيرتها في الانتخابات السابقة، حسب «رويترز».

ودعا خامنئي الإيرانيين إلى التصويت في الانتخابات التي يُنظر إليها على أنها اختبار لشرعية المؤسسة الحاكمة، وسط غضب شعبي عارم بسبب الضغوط الاقتصادية والقيود على الحريات السياسية. ونقل التلفزيون عنه قوله: «شعب إيران العزيز، لا تلتفتوا إلى من يحاولون وصم الانتخابات بأنها عديمة الفائدة... النتائج المترتبة عليها ستستمر لسنوات... شاركوا في الانتخابات».
وتصاعدت دعوات المقاطعة من مختلف التوجهات تحت وسم «#لا للجمهورية الإسلامية» الذي تناقله إيرانيون في الداخل والخارج وحقق انتشاراً واسعاً على موقع «تويتر» في الأسابيع الماضية. وفي جزء من خطابه، اتهم خامنئي من سماهم «الأعداء» بأنهم «يستخدمون الوسائل كافة لتكون الانتخابات سبباً في إذلال الأمة»، وقال: «يستمر البعض في الداخل، بتكرار ما يقوله الكارهون، عن قصد أو دون قصد»، قبل أن يدعو المرشحين، إلى قبول نتائج الانتخابات، وإعلان الهزيمة بطريقة «لائقة». وتابع: «لا ينبغي أن نقبل بالانتخابات والجمهورية ما دامت في مصلحتنا، وإذا كانت في مصلحة شخص آخر، نقول لا نقبل بها، من المؤسف أن هذا الاختبار المرير هو ما بقي من عام 2009».
وقبل ساعات من خطاب خامنئي، نشر موقع الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، بياناً، قال فيه إن «أجراس الإنذار تدق من تقويض الجمهورية»، معتبراً «تضييق» ساحة الانتخابات على الناس، أصبح «أكثر وضوحاً وجرأة» من السابق، محذراً من أن «الجمهورية» التي أسست على «التصويت الحر»، تصبح «باهتة كل يوم وتتعرض إلى خطر أكثر جدية». وأضاف: «أي تيار وأي انتماء وتوجه لا يمكن أن يكون غير مبالٍ بهذا الخطر العظيم». وقال: «ما حدث هذه الأيام أثناء تقديم المرشحين للرئاسة، ناجم عن مقاربة، وتصور وإجراء، ساهم في تضييق هذا المجال على انتخابات الناس، هذه المرة أكثر وضوحاً وبلا وجل»، مشيراً إلى أن «الأهم والأسوأ» من حرمان جزء مهم من المجتمع ومن مختلف التيارات من مرشحين مطلوبين هو «نفي معيار أصوات الناس، وأن يكون أساساً للنظام السياسي».
وطالب العضو السابق في «مجلس خبراء القيادة»، محمود حجتي كرماني «المرشد» خامنئي بإصدار «أمر دولة» لتنصيب إبراهيم رئيسي في منصب رئاسة الجمهورية. ونقل موقع «جماران» عن حجتي كرماني: «إحباط ولامبالاة عموم الناس وكثير من الخبراء والمراقبين أمر خطير للغاية ويزداد خطورة كل يوم» ودعا إلى «إعفاء الناس من متاعب المشاركة في الانتخابات الشكلية والاستعراضية، ومنع إهدار وإنفاق عشرات مليارات على الانتخابات».
في وقت سابق، أصدرت رابطة الأساتذة والباحثين في حوزة قم العلمية بياناً احتجاجاً على رفض أهلية المرشحين في الانتخابات. وبحسب البيان، الذي نشره موقع «جماران» التابع لمؤسسة الخميني، فإن «تقييد أصوات الناس بدأ عندما اتجهت (صيانة الدستور) إلى الإشراف الاستصوابي»، إشارة إلى صلاحيات واسعة تسمح للهيئة برفض طلبات الترشيح، بعدما كان دورها يقتصر على مراقبة سلامة الانتخابات.
وأشار الموقعون إلى تصريحات المتحدث باسم «صيانة الدستور» أن عدم تأثر مشروعية النظام من المشاركة المتدنية «تظهر أن لجنة صيانة الدستور لا تعترف بالجمهورية وأصوات الناس، وتقدم مطالبها وذوقها على أصوات الناس». وزاد البيان أنه «نظراً لرفض واسع لأهلية المرشحين، يعلم الجميع أن هذه الانتخابات ستكون شكلية وباهتة، غير تنافسية وبأقل مشاركة»، وأضافوا: «يتحمل مسؤوليتها مجلس صيانة الدستور الذي فقد شرعيته بسبب محاولة إضعاف جمهورية النظام»، مطالبين المسؤولين بالتدخل لمنع هذا الجهاز من «سلب دور الناس في شرعنة وإدارة البلاد».
وأثناء فحص طلبات الترشيح، قال المتحدث باسم «صيانة الدستور»، عباس علي كدخدايي، لوكالة «أسوشيتدبرس»، إن المشاركة المنخفضة «لا تسبب أي مشكلات قانونية» في مصداقية الانتخابات.
وقال رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، أمس، إنه لم يبلغ بأسباب رفض أهليته. ونقلت مواقع إيرانية عن لاريجاني قوله، خلال توديع أعضاء حملته الانتخابية: «قدموا أسباب رفض أهلية المرشحين، في حين لم يقولوا لي شيئاً». وأضاف: «المشكلة شيء آخر، لكن توفر الأدلة يثير الاستغراب، سعيد بما حدث، سأعمل في اتجاه آخر».
وكان شقيقه، صادق لاريجاني، أحد الـ12 من أعضاء صيانة الدستور، وأبرز المحتجين لإقصاء شقيقه، وكتب الثلاثاء 4 تغريدات على «تويتر»، هاجم فيها الهيئة موجهاً أصابع الاتهام إلى تقارير أجهزة الاستخبارات، وعدّها وراء إقصاء شقيقه.
وبعد 24 ساعة، تراجع صادق لاريجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام، بأمر من المرشد علي خامنئي، بعد عزله من منصب رئيس القضاء. وحاول تبرير احتجاجه بأنه من منطلق «الحرص». وألقى باللوم على «ضيوف غير مرحب بهم، ومجموعات معادية للثورة والنظام» بأنها خرجت بـ«انطباعات» خاطئة من أقواله.
وكان رئيس القضاء، المرشح إبراهيم رئيسي قد أعلن أنه يجري اتصالات في محاولة للإبقاء على الانتخابات أكثر تنافسية، عبر إعادة علي لاريجاني إلى الانتخابات. وردّ صهر لاريجاني، النائب السابق، علي مطهري الذي بدوره استبعد من الانتخابات، على ما قاله رئيسي، وخاطبه بأن 3 من أصل 6 يسميهم رئيس القضاء في عضوية صيانة الدستور، كانوا وراء رفض طلب لاريجاني.
وفي وقت متأخر، الأربعاء، خاطب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، مواطنيه عبر تسجيل فيديو، معلناً مقاطعته للانتخابات وعدم الاعتراف بها أو دعم أي من المرشحين.
قبل ذلك بساعات، نشر موقع «دولت بهار» التابع لأحمدي نجاد عن تلقيه رسالة من «الحرس الثوري» نقلها قائد قاعدة «ثار الله» المسؤولة عن حماية طهران، وطالبه بـ«التعاون والتزام الصمت». كما نشر الموقع ردّ أحمدي نجاد على القيادي في «الحرس»، وحذر من خطورة انهيار إيران، ونزول الإيرانيين في احتجاجات جديدة ضد تدهور الأوضاع الداخلية.
ومع ذلك، شدد أحمدي نجاد في تسجيل الفيديو، على أنه لا ينوي الصمت، على رفض طلبه للترشح مرتين، وكانت المرة الأولى في الانتخابات السابقة، التي فاز بها حسن روحاني بولاية ثانية.
وأحمدي نجاد أبرز مسؤول إيراني يعلن مقاطعة الانتخابات، بعد توليه منصب الرئاسة لفترة 8 أعوام بين 2005 و2013.
من جهته، قال الجنرال سعيد محمد، مستشار قائد «الحرس الثوري» في بيان حول رفض طلبه للترشح، إن قرارات «صيانة الدستور» هي «فصل الخطاب» و«يجب العمل بها»، موضحاً أنه دخل مجال الانتخابات «حسب الواجب»، وأضاف: «بذلنا جهدنا لكي نعرض طريقاً وأسلوباً جديداً للناس عبر دخول الأفكار والأساليب القائمة على العلم في نظام الحكم».
وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف إن الانتخابات «توقيت مثالي للتشويه وإثارة الشبهات والإيحاء باليأس وإحباط الناس، وطرح مزاعم كاذبة ضد الجمهورية الإسلامية بهدف خفض المشاركة الشعبية في الانتخابات» واعتبر الانتخابات «ربع وسائل الإعلام الأجنبية». وأضاف: «يسعى العدو إلى إحباط الناس من النظام بإثارة قضايا مثل ندم الشعب على الثورة وعدم وجود مستقبل واضح، والأوضاع المتأزمة». وصرح أن «الواجب الأساسي للناشطين الإعلاميين في فترة الانتخابات العمل بتوصيات مرشد الجمهورية الإسلامية لتحقيق أقصى مشاركة».
وكان المتحدث يخاطب حشداً من أنصار «الحرس الثوري» ينشط عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام، ضمن ما يعرف بـ«الجيش الإلكتروني» أو «ضباط الحرب الناعمة».
وكتب الناشط الإصلاحي، وعضو اللجنة المركزية في «جبهة الإصلاحات»، مصطفى تاجزاده، الذي رفض طلبه لخوض الانتخابات، عبر «تويتر»، «بيان الاحتجاج على هندسة الانتخابات... ما حدث من الموافقة ورفض أهلية المرشحين لانتخابات الرئاسة، يشبه كل شيء إلا انتخابات تنافسية وذات مغزى»، وأضاف: «لطالما قلت إنني أشارك في الانتخابات. انتخابات (تعيينات) المرشد لا حاجة لها بصوتي» وأضاف هاشتاغ «#الانقلاب - الانتخابي».
واعتبر الكاتب ومنظر التيار الإصلاحي، سعيد حجاريان ما حدث في 23 مايو 1997 (فوز محمد خاتمي بالرئاسة) كان خطأ في حسابات المؤسسة الحاكمة، ولن يتكرر ما لا يمكن تجنبه، وأضاف: «لن يشارك الإصلاحيون بعد الآن في الشطرنج السياسي الذي يقطع عنه التيار الكهربائي أثناء اللعبة، إلا إذا كانت الانتخابات حرة».



إيران: خطة الرد «القاسي» على الإجراءات المحتملة لإسرائيل جاهزة

خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
TT

إيران: خطة الرد «القاسي» على الإجراءات المحتملة لإسرائيل جاهزة

خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)

قال مسؤول عسكري إيراني إن بلاده أعدت خطة للرد على هجوم محتمل لإسرائيل، في وقت منح المرشد الإيراني علي خامنئي، قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس»، وساماً رفيعاً على خلفية الهجوم الذي شنته إيران، الثلاثاء.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس (السبت)، إن إسرائيل سترد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران الأسبوع الماضي، «عندما يحين الوقت المناسب».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن «مصدر مطلع»، أن «خطة الرد المطلوب على الإجراءات المحتملة للصهاينة جاهزة تماماً».

وأوضح: «لا يوجد أدنى شك في توجيه ضربة مضادة من إيران»، متحدثاً عن «عدة أنواع من الضربات المضادة والمحددة في الخطة الإيرانية».

وأضاف المصدر: «سيتم اتخاذ قرار فوري بشأن تنفيذ واحدة أو أكثر منها، حسب نوع عمل الصهاينة»، لافتاً إلى أن إيران «لديها بنك أهداف متعددة في إسرائيل».

وقال إن «عملية الوعد الصادق 2» أظهرت «أننا نستطيع تدمير أي نقطة نريدها».

جاء ذلك، في وقت منح المرشد علي خامنئي، وسام «الفتح الذهبي»، لقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده، على خليفة الهجوم الصاروخي.

وفي وقت سابق اليوم، قال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني علي رضا تنغسيري إن إيران تعكف على تقييم جميع السيناريوهات «التي قد ينفذها العدو في منطقة جغرافية، مثل الخليج أو غير ذلك»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. وقال تنغسيري إن «إيران تُجري تدريبات وتضع مخططات بناءً على ذلك»، مضيفاً: «لقد صممنا سيناريوهات للاشتباك مع العدو»، موضحاً: «لدينا خطط لكل وضع». وأوضح أن إيران «لن تقوم بأي عمل» في حال لم تتعرض مصالحها الوطنية للضرر.

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» بعد تقليده وسام «فتح» الأحد (موقع خامنئي)

ونشر موقع «خامنئي» الرسمي صور مراسم تقليد الوسام، بحضور رئيس الأركان محمد باقري، وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، وقائد الجيش عبد الرحيم موسوي، ورئيس غرفة العمليات المشتركة غلام علي رشيد.

بنك أهداف إيران

في الأثناء، قالت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب المرشد الإيراني، إن إيران ستهاجم البنية التحتية الإسرائيلية بما في ذلك 15 مركزاً اقتصادياً إسرائيلياً، إذا تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي و«لو كان صغيراً».

وحذرت الصحيفة من أنه «إذا قامت الحكومة الإسرائيلية بالرد العسكري على هذه العملية التي تتماشى مع الحقوق القانونية للبلاد والقوانين الدولية، فستواجه هجمات قاسية ومدمرة لاحقاً».

وقالت الصحيفة، في عددها الصادر يوم الأحد، إن «إسرائيل تعتمد على عدد قليل من حقول النفط والغاز ومحطات الطاقة ومصافي النفط؛ بسبب مساحتها الجغرافية المحدودة».

وأشارت الصحيفة إلى 3 حقول غاز في كاريش، وتمار، وليفياتان، ومصافي النفط في حيفا وأشدود، و6 محطات كهرباء هي: هاجيت، وأوروت رابين، وأشكول، وروتنبرغ، وغزر، ورامت هوف، وحقلين نفطيين هما حلتس ومجد، ومخازن النفط في أشكلون وإيلات.

كما أشارت إلى ضرب موانئ إسرائيل، وخطوط نقل الكهرباء، ومحطات البنزين. وأضافت أن ذلك «سيؤدي أيضاً إلى تدمير إمكانية نقل الكهرباء والوقود من الخارج، مما يجعل الحياة في الأراضي المحتلة مستحيلة».

وذكر الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا)، الأحد، أن الوزير محسن باك نجاد، وصل إلى جزيرة خرج، وسط مخاوف من استهداف إسرائيل للمرفأ النفطي هناك، وهو الأكبر في إيران.

وتحدثت عدة مواقع إسرائيلية عن احتمال استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، رداً على الهجوم الإيراني.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه لا يعتقد أن إسرائيل قررت بعد كيفية الرد. وحضّ إسرائيل على تفادي استهداف منشآت نفطية إيرانية، فيما أكد المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترمب، أن على إسرائيل «ضرب» المواقع النووية الإيرانية.

وذكر موقع «شانا» أن «باك نجاد وصل صباح اليوم (الأحد) لزيارة منشآت النفط، ولقاء موظفي عمليات في جزيرة خرج»، مضيفاً أن مرفأ النفط هناك تبلغ سعته التخزينية 23 مليون برميل من الخام.

وتضم هذه الجزيرة الواقعة غربي الخليج العربي، أكبر محطة لتصدير النفط الخام الإيراني. وكان الوزير الإيراني قد زار، السبت، مدينة عسلوية الساحلية المطلّة على الخليج، التي تعدّ مركزاً مهماً لصناعة الغاز والبتروكيماويات، حيث أجرى «رحلة عمل عادية»، وفقاً للتلفزيون الرسمي.

بنك أهداف إسرائيل

جاء مقال صحيفة «كيهان» على ما يبدو رداً على ما نشرته حسابات أمنية إسرائيلية على منصة «إكس»، ومن بينها حساب «ترور آلارم» الذي كشف عن قائمة بنك أهداف إسرائيل، وتشمل 10 مدن إيرانية «في الجولة الأولى من الضربات الإسرائيلية». وأضاف الحساب: «سيتم استخدام الأسلحة النووية في حال ردت إيران».

وتشير القائمة إلى استهداف عدة مراكز في طهران، من بينها معهد أبحاث الفضاء الإيراني المرتبط بالبرنامج الصاروخي، ومنظمة الفضاء الإيرانية، ومقرات الوحدة الجوية - الصاروخية في «الحرس الثوري»، ومركز قيادة «الحرس الثوري»، ومركز «أبحاث جهاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومنظمة صناعات الفضاء» التابعة لـ«الحرس الثوري»، فضلاً عن مركز «فجر» للصناعات الدفاعية.

ويشمل بنك الأهداف الإسرائيلية قواعد صاروخية ومصانع لإنتاج الصواريخ في مدينتي شيراز وحاجي آباد (جنوباً)، ومدينة كرمانشاه، وقاعدة خرم آباد (غرباً). وتبريز شمال غرب، وأصفهان وآراك وسط البلاد.

كما تشير القائمة إلى مركز محطة إطلاق الصواريخ الفضائية «الخميني» في سمنان شرقي طهران. والمحطة الفضائية في ميناء تشابهار.

تحذير إسرائيلي

كان «الحرس الثوري» قد أطلق 200 صاروخي باليستي، مستخدماً صواريخ «قدر»، البالغ مداها ألفي كيلومتر، و«عماد» الذي يصل إلى 1700 كيلومتر، حسب حمولة الرأس الحربي.

وأعلن «الحرس الثوري» أنه استخدم صاروخ «فتاح» الفرط صوتي، الذي يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، وهو ما شكك به خبراء، مرجحين استخدام صاروخ «خبير شكن»، الذي يشبه صاروخ «فتاح» في هيكله الخارجي.

وزعم «الحرس الثوري» أن الصواريخ التي أطلقها أصابت الأهداف بنسبة 90 في المائة، مضيفاً أنه استهدف 3 قواعد جوية في إسرائيل؛ هي: «نيفاتيم» و«حتساريم» و«تل نوف».

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إيران، اليوم (الأحد)، من أنها قد تتعرّض لدمار يشبه ما يحصل في غزة وبيروت في حال ألحقت الأذى ببلاده.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال غالانت في بيان: «لم يمسّ الإيرانيون قدرات سلاح الجو (في الهجوم)، ولم تتضرر أي طائرة، ولم يتم إخراج أي سرب عن الخدمة»، في إشارة إلى الضربة الإيرانية التي طالت قاعدتين لسلاح الجو.

وأضاف غالانت: «من يعتقد أن مجرد محاولة إلحاق الأذى بنا ستمنعنا عن اتخاذ أي إجراء، فعليه أن ينظر إلى (إنجازاتنا) في غزة وبيروت».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، أمس، إن إسرائيل ستردّ على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي شنته طهران الأسبوع الماضي، عندما يحين الوقت المناسب. وأضاف هاغاري أن الهجوم الإيراني أصاب قاعدتين جويتين لكنهما ما زالتا تعملان بكامل طاقتيهما، ولم تتضرر أي طائرة. وذكر في بيان بثه التلفزيون: «سنحدد الطريقة والمكان والتوقيت للرد على هذا الهجوم المشين وفقاً لتعليمات القيادة السياسية».