طالبان تحذر دول الجوار من استضافة القوات الأميركية بعد انسحابها من أفغانستان

حشود شعبية من مواطنين وعلماء ومشايخ في هراة تطالب بوقف إطلاق النار بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية أمس (إ.ب.أ)
حشود شعبية من مواطنين وعلماء ومشايخ في هراة تطالب بوقف إطلاق النار بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية أمس (إ.ب.أ)
TT

طالبان تحذر دول الجوار من استضافة القوات الأميركية بعد انسحابها من أفغانستان

حشود شعبية من مواطنين وعلماء ومشايخ في هراة تطالب بوقف إطلاق النار بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية أمس (إ.ب.أ)
حشود شعبية من مواطنين وعلماء ومشايخ في هراة تطالب بوقف إطلاق النار بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية أمس (إ.ب.أ)

حذرت حركة طالبان أول من أمس الدول المجاورة لأفغانستان وطلبت منها عدم قبول أن تبني الولايات المتحدة قواعد على أراضيها مؤكدة أن مقاتليها سيفشلون مثل هذا الخطأ التاريخي «في حال حصوله». وتعهدت واشنطن بسحب قواتها من أفغانستان بعد تدخل عسكري استمر 20 عاما في هذا البلد الذي لا يزال وضعه الأمني هشا». وأشارت معلومات نشرت في الأيام الماضية في وسائل إعلام أفغانية إلى رغبة الولايات المتحدة في إقامة قاعدة في المنطقة تتيح لها التدخل في أفغانستان في حال الحاجة في المستقبل». وقالت طالبان في بيان «نطلب من الدول المجاورة عدم السماح بذلك لأي كان». وأضافت «في حال اتخاذ مثل هذا القرار، فسيكون خطأ تاريخيا... والمجاهدون الأفغان لن يبقوا صامتين أمام مثل هذا الاستفزاز». وتابعت «لقد قلنا عدة مرات إن أرضنا لن تستخدم لأمن دول أخرى وننتظر من الدول الأخرى ألا تسمح بدورها أن تستخدم أراضيها ومجالها الجوي ضدنا». وأول من أمس، نفى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي أمام مجلس الشيوخ ما أوردته عدة وسائل إعلام عن اتفاق عسكري جديد مع واشنطن». وقال «هذه المعلومات لا أساس لها. إن باكستان في ظل سلطة عمران خان (رئيس الوزراء) لن تسمح أبدا للأميركيين بأن يقيموا قاعدة على أرضنا». ووقعت الولايات المتحدة وطالبان في فبراير (شباط) 2020 في قطر اتفاقا تاريخيا نص على انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
ويفترض أن تسحب الولايات المتحدة جنودها البالغ عددهم 2500 من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر (أيلول)، في ذكرى اعتداءات 2001 التي كانت وراء الاجتياح الأميركي وأطول حرب في هذا البلد». وتدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وعلى البنتاغون. وقامت بطرد حركة طالبان من السلطة لاتهامها بإيواء تنظيم «القاعدة» المسؤول عن الاعتداءات». ويزيد الإعلان عن رحيل القوات الأميركية من خوف العديد من الأفغان الذين يخشون عودة طالبان إلى السلطة وفرض نفس النظام المتشدد كما فعلت حين تسلمت الحكم بين 1996 و2001.
إلى ذلك، أنجز الانسحاب الأميركي من أفغانستان المقرر استكماله بحلول 11 سبتمبر، بنسبة تتراوح بين 16 و25 في المائة، وفقًا لتقدير أسبوعي للبنتاغون نشر الثلاثاء، ما يظهر استمرار عمليات الانسحاب بوتيرة ثابتة.
ومنذ أن أصدر الرئيس جو بايدن أوامر بمغادرة القوات في أبريل (نيسان)، سحب الأميركيون من البلاد ما يعادل 160 طائرة شحن من طراز سي - 17 محملة بالعتاد، وفقًا للقيادة المركزية للجيش الأميركي. كما قاموا بتسليم أكثر من 10 آلاف قطعة من المعدات إلى وكالة تابعة للبنتاغون لتدميرها.
وأشارت التقديرات السابقة التي نشرت في 18 مايو (أيار) إلى 115 طائرة سي - 17 و5000 قطعة يجب تدميرها، أي 13 إلى 20 في المائة من عملية الانسحاب». وأشارت القيادة المركزية إلى أنها سلمت أيضا خمس منشآت لوزارة الدفاع الأفغانية، وهو العدد نفسه الذي تم تسليمه الأسبوع الماضي. ويرفض الجيش الأميركي أن يكون أكثر دقة بشأن وتيرة الانسحاب وموعده النهائي «حفاظا على أمن العمليات».
وعلى وزارة الدفاع الأميركية سحب آخر الجنود الـ2500 والمتعاقدين المدنيين الـ16 ألفا بحلول 11 سبتمبر، الذكرى السنوية لاعتداءات 2001 التي أدت إلى الغزو الأميركي». وفي برلين، أعلنت الجمعية الألمانية للتعاون الدولي عزمها على مواصلة عملها في أفغانستان حتى بعد انسحاب القوات الدولية من هناك». وقالت متحدثة باسم الجمعية: «الجمعية الألمانية للتعاون الدولي قادرة على العمل تحت ظروف صعبة في أفغانستان». يشار إلى أن هذه الجمعية التي تعد منظمة مساعدة تنموية ألمانية حكومية لديها حاليا 25 مشروعا في أفغانستان، وتعمل هناك أيضا داخل وزارات، ويعمل إجمالي 1100 شخص تقريبا لصالح الجمعية في أفغانستان، من بينهم نحو ألف شخص يتحدرون من أفغانستان نفسها». ومن المقرر أن تغادر آخر القوات الدولية أفغانستان في سبتمبر القادم. وتابعت المتحدثة باسم الجمعية أن العمل سيتركز على شمال أفغانستان، لافتة إلى أنه ليس هناك نشاط للجمعية في المناطق التي تسيطر عليها جماعة طالبان. وأكدت المتحدثة أن للأمن الأولوية العليا، موضحة أن هناك منذ أعوام إدارة مخاطر راسخة تشمل معلومات عن الوضع الراهن وتوصيات ملموسة للتصرف واتخاذ إجراءات». يشار إلى أن الجمعية الألمانية للتعاون الدولي لديها خبرات مع العنف في أفغانستان؛ حيث تمت مهاجمة «القرية الخضراء» في كابل مرتين في عام 2019، وهي عبارة عن موقع سكني ومكتبي مؤمن بشدة للأجانب، ويضم أيضا مقر الجمعية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».