المهدي لجولة أفريقية لحشد التأييد في أزمة «السد»

دقلو إلى أنقرة وسط أزمة «الإسلاميين» الفارين

وزير الخارجية السودانية مريم المهدي (سونا)
وزير الخارجية السودانية مريم المهدي (سونا)
TT

المهدي لجولة أفريقية لحشد التأييد في أزمة «السد»

وزير الخارجية السودانية مريم المهدي (سونا)
وزير الخارجية السودانية مريم المهدي (سونا)

شرعت وزيرة الخارجية السودانية في جولة أفريقية جديدة لكسب التأييد لموقف السودان من مفاوضات سد النهضة، والداعي لتوقيع اتفاق قانوني ملزم قبل شروع الجانب الإثيوبي في ملء وتشغيل سد النهضة.
وقال إعلام الخارجية إن الوزيرة مريم المهدي غادرت البلاد إلى «أبوجا» النيجيرية، على رأس وفد دبلوماسي وقانوني وفني، كمستهل للجولة الأفريقية الثانية التي تقوم بها لكسب التأييد للموقف السوداني، الذي يطالب الطرف الإثيوبي بتوقيع اتفاقية قانونية ملزمة قبل الشروع في ملء وتشغيل سد النهضة.
وبحسب النشرة الصحافية فإن الوزيرة، ستلتقي خلال جولتها برؤساء نيجيريا وغانا والسنغال والنيجر، تتناول معهم ملف سد النهضة الإثيوبي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ولتأكيد حرص السودان على تكثيف التواصل مع القادة الأفارقة.
وتعمل الوزيرة خلال الجولة على شرح الأولويات المتقدمة التي تشغل السودان، وشرح موقفه المنطلق من مرجعيات قانونية، والداعم للجهود الحالية للاتحاد الأفريقي في مفاوضات سد النهضة بين الأطراف الثلاثة.
والأسبوع الأخير من أبريل (نيسان) الماضي، أنهت وزيرة الخارجية السودانية جولة أفريقية أولى، التقت خلالها رؤساء كل من «كينيا وأوغندا، ورواندا» إضافة إلى الكونغو الديمقراطية التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وشرعت في قيادة الوساطة بين الدول الثلاثة خلفاً لرئيس الاتحاد الأفريقي السابق جنوب أفريقيا للغرض نفسه، وأعقبتها زيارة قام بها رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس فيليكس تشيسيكيدى، لكل من الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا.
من جهة ثانية، وصل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى العاصمة التركية، أنقرة، وبرفقته عدد كبير من المسؤولين، في أول زيارة رسمية لوفد سوداني بهذا المستوى منذ الثورة الشعبية التي أطاحت حكومة الإسلاميين في السودان قبل نحو عامين إلى تركيا، رغم إيواء أنقرة لعدد من رموز الإسلاميين المطلوبين للحكومة الانتقالية.
وتثير الزيارة ضجة في وسائط التواصل السودانية وبين شرائح واسعة من الثوار الذين يطالبون بتسليم الفارين إلى تركيا من رموز نظام الإسلاميين، وإيواء أنقرة لهم، رغم أن بعضهم مطلوبون في قضايا فساد وجرائم سياسية وجنائية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.