الأسماك تكيّفت مع المناخ الدافئ في العصر الإيوسيني

إحدى الحفريات المكتشفة
إحدى الحفريات المكتشفة
TT

الأسماك تكيّفت مع المناخ الدافئ في العصر الإيوسيني

إحدى الحفريات المكتشفة
إحدى الحفريات المكتشفة

تعد الأسماك من بين الكائنات الحية التي يُعتقد أنها أكثر حساسية للمناخ الدافئ، ومن المحتمل أن تكون درجات حرارة سطح البحر الاستوائية خلال فترة العصر الباليوسيني والإيوسيني، قد اقتربت من درجات حرارة قاتلة لبعض أنواع الأسماك البحرية الحديثة، وفقاً لبعض التقديرات.
لكنّ الحفريات السمكية المكتشفة حديثاً من موقع صحراوي شرقي مصر، تُظهر تكيف الأسماك البحرية مع المناخ الدافئ في بعض المناطق الاستوائية على الأقل خلال هذه الفترة.
ووفق الدراسة التي قام بها فريق من العلماء المصريين وزميل من جامعة ميشيغان، ونُشرت في العدد الأخير من دورية «الجيولوجيا»، فإن هذه الحفريات تقدم معلومات مهمة بشأن كيفية استجابة الحياة في المناطق المدارية، وتسد فجوة كبيرة في فهم الباحثين لهذا الأمر.
ويقول مات فريدمان، مدير متحف علم الأحافير في جامعة ميتشغان الأميركية، والأستاذ بقسم علوم الأرض والبيئة بالجامعة، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة: «كانت لدينا أدلة ضئيلة عن الأسماك وتأثرها بالمناخ الدافئ، وتقدم الحفريات المصرية أول نظرة خاطفة لنا من المناطق الاستوائية، ويبدو أنهم تجاوزوا فترة الحد الأقصى للحرارة في العصر الباليوسيني والإيوسيني بشكل جيد».
وتقول الباحثة الرئيسية بالدراسة سناء السيد من جامعة المنصورة المصرية، في التقرير: «تم التنقيب عن المجموعة الأحفورية المكتشفة حديثاً، والمعروفة باسم (رأس غريب أ)، شرق القاهرة، وتقدم الحفريات أول صورة واضحة لتنوع الأسماك العظمية البحرية في المناطق الاستوائية خلال فترة الحد الأقصى للحرارة في العصر الباليوسيني والإيوسيني، والتي قدّرت الدراسات السابقة أن درجات حرارة سطح البحر تجاوزت خلالها في بعض أجزاء المناطق المدارية 95 درجة فهرنهايت (35 درجة مئوية) في ذلك الوقت، مما يشير إلى عواقب وخيمة على أسماك المحيطات المنخفضة».
وتضيف السيد: «المفاجأة أن الحفريات المصرية تلتقط نظاماً بيئياً سليماً به سلالات سمكية متنوعة ومجموعة متنوعة من النظم البيئية».
وحاولت الدراسة تفسير سبب ذلك، حيث قالت السيد إنه من المحتمل أن يكون الساحل الشمالي لأفريقيا قد شهد تصاعداً للمياه الباردة من أعماق المحيط أو ربما انتقلت الأسماك إلى مياه أعمق وأكثر برودة لتجنب درجات الحرارة الأكثر دفئاً، والاحتمال الآخر هو أن الأسماك البحرية في ذلك الوقت كانت أكثر مرونة مما كان يعتقد الباحثون.



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.