صدام جديد لـ«آنت غروب» مع الحكومة الصينية

أوقفت طرح أوراق مالية بضمان قروض الإنترنت

أوقفت «آنت غروب» طرح أوراق مالية مضمونة بالقروض المقدمة عبر الإنترنت (إ.ب.أ)
أوقفت «آنت غروب» طرح أوراق مالية مضمونة بالقروض المقدمة عبر الإنترنت (إ.ب.أ)
TT

صدام جديد لـ«آنت غروب» مع الحكومة الصينية

أوقفت «آنت غروب» طرح أوراق مالية مضمونة بالقروض المقدمة عبر الإنترنت (إ.ب.أ)
أوقفت «آنت غروب» طرح أوراق مالية مضمونة بالقروض المقدمة عبر الإنترنت (إ.ب.أ)

قالت مصادر مطلعة إن شركة الخدمات المالية عبر الإنترنت الصينية «آنت غروب» التابعة لمجموعة التجارة الإلكترونية العملاقة «علي بابا» علّقت طرح أوراق مالية مضمونة بالقروض المقدمة عبر الإنترنت، في ظل عدم رضا السلطات الرقابية الصينية عن وتيرة تقدم الشركة في عملية إعادة هيكلة أنشطتها وتقليص نفوذها في السوق.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» أمس (الأربعاء)، عن أحد المصادر القول إنه على «آنت غروب» تخفيض معدل قروضها إلى أقل من 4 أمثال صافي قيمة أصولها بأسرع ما يمكن. يُذكر أن إجمالي حجم أعمالها يعادل في سبتمبر (أيلول) الماضي كان 4.7 مرة إجمالي قيمة أصولها.
كانت السلطات الرقابية في الصين قد أمرت في أبريل (نيسان) الماضي بإعادة تنظيم شركة «آنت غروب» إحدى كبرى شركات تكنولوجيا الخدمات المالية في العالم، وهي الخطوة التي يرى محللون أنها ستضعها تحت رقابة أشد من جانب الدولة وتقلل قيمتها السوقية.
وتعني إعادة تنظيم الشركة تحويلها إلى شركة مالية قابضة. وهذا يعني خضوع أنشطتها لرقابة أقوى من جانب السلطات الصينية... كما تعني أن «آنت غروب» ستحتاج إلى تعزيز سيولتها النقدية، وهو ما يعني تراجع حجم النقد المتاح لديها.
وقال بان غونشينغ، نائب رئيس بنك الشعب (المركزي الصيني)، إن «آنت غروب» يجب أن تُنهي «ممارساتها التنافسية غير العادلة» وتقلل بصورة نشطة مخاطر السيولة لديها. وستخضع القروض التي تقدمها الشركة بعد ذلك لنفس قواعد الائتمان وحماية البيانات التي تلتزم بها البنوك العاملة في الصين.
يُذكر أن أرباح «آنت غروب» ارتفعت إلى 3.4 مليار دولار في الربع المنتهي في آخر شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حسب تقرير حديث، وتأتي هذه النتائج في أعقاب إلغاء المنظِّمين الصينيين لطرحها العام الأولي القياسي، طالبين منها تقليص أعمالها المترامية الأطراف.
وأظهر إفصاح المجموعة الأخير، أنَ عملاق التكنولوجيا المالية، المملوك لمؤسس مجموعة «علي بابا»، الملياردير جاك ما، أسهم بنحو 7.2 مليار يوان (1.1 مليار دولار) في أرباح مجموعة «علي بابا» القابضة، إذ تملك الأخيرة حصة الثلث من أسهم «آنت غروب»، التي حققت أرباحاً إجمالية بلغت 21.8 مليار يوان (3.4 مليار دولار)، بزيادة 50% عن أرباح الربع السابق، التي بلغت من 14.5 مليار يوان.
لكن في ذات الوقت، توقعت «بلومبرغ إنتيليجنس» تراجع قيمة «آنت غروب» إلى 29 مليار دولار بعدما أصبحت شركة مالية قابضة تخضع للتنظيم مثل البنوك. وقالت «بلومبرغ» إن التشديد التنظيمي قد يتسبب في تراجع نمو الإيرادات لدى «آنت غروب» إلى مستوى أدنى من 20%، مقارنةً بـ30% في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مما يؤدي إلى تراجع توقعات الأرباح. وحسب تلك التقديرات، فإن تقييم الشركة قد يتراوح ما بين 29 ملياراً و115 مليار دولار، مقارنةً بالتقييم السابق عند 320 مليار دولار، إذ تواجه احتمالات تقييمها بما يشبه البنوك والمؤسسات المالية الأخرى.
كما أشارت التقديرات إلى أن مستقبل «آنت غروب» كعملاق للتكنولوجيا المالية في الصين سيتضاءل -سواء مع وجود جاك ما أو من دونه، إذ يمتلك في الوقت الحالي حصة حاكمة في الشركة.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».