طوى أنتونيو كونتي فصلاً قصيراً مع إنتر ميلان اختتمه بإعادة الفريق إلى عرش كرة القدم الإيطالية بعد 11 عاماً، لرفضه سياسة التقشف في النادي جراء ما كلّفه موقعه على رأس الجهاز الفني للنيراتسوري.
وصل كونتي (51 عاماً) إلى ميلانو في مايو (أيار) من عام 2019 ليكسر احتكار يوفنتوس على لقب الكالتشيو لتسعة أعوام متتالية ويقود إنتر إلى لقبه التاسع عشر والأول منذ 2010.
وأعلن النادي، اليوم الأربعاء، مغادرة مدربه إثر «اتفاق متبادل» بين الطرفين، بعد توتر العلاقة مع مجموعة «سونينغ» الصينية المالكة للنادي.
وجاء في بيان على الموقع الرسمي لنادي مدينة ميلانو أن «إنتر يؤكد أنه توصل إلى اتفاق مع أنتونيو كونتي لإنهاء عقده بالتراضي»، شاكراً إياه على «العمل الاستثنائي الذي قام به وبلغ ذروته مع التتويج باللقب التاسع عشر في الدوري».
وتابع: «أنتونيو كونتي سيبقى دائماً جزءاً من تاريخ نادينا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكرت الصحافة أنه وفقاً للعقد بين الطرفين، لن يُسمح لكونتي بتولي المهام في فريق إيطالي الموسم المقبل.
ومن بين الأسماء المطروحة لخلافته مدرب لاتسيو الحالي سيموني إنزاغي ويوفنتوس السابق ماسيميليانو أليغري الذي ارتبط أيضاً بالعودة إلى ناديه السابق في تورينو.
أما من جهة كونتي، فيبدو كل من ريال مدريد الإسباني وتوتنهام الإنجليزي وجهة محتملة.
وأشار العديد من التقارير المحلية في اليومين الأخيرين إلى توتر العلاقة بين النادي ومدرب يوفنتوس السابق على خلفية معارضة الأخير لخطة المالكين التي تهدف إلى تقليص الميزانية.
من خلال السماح لكونتي بالمغادرة، سيحقق إنتر بعض المدخرات، إذ وفق شبكة «سكاي سبورت»، كان الإيطالي سيحصل على 7 ملايين يورو كتعويض عن آخر سنة من عقده، بينما كان يحصل على راتب سنوي مقداره 11 مليوناً أو 12 مليون يورو.
ويغادر المدرب المتطلب مدينة ميلانو في قمة الكرة الإيطالية بعد فوزه بلقب الدوري المحلي للمرة الرابعة كمدرب، بعد تتويجه ثلاث مرات متتالية مع يوفنتوس بين عامي 2012 و2014، بالإضافة إلى لقب الدوري الإنجليزي مع تشيلسي عام 2017.
وفي أصل الخلاف بين مجموعة «سونينغ» الصينية المالكة للنادي وكونتي، تكمن الصعوبات المالية الخطيرة التي من شأنها أن تمنع المدرب من أن يجلب اللاعبين الذين يعتقد أنه بحاجة إلى خدماتهم لمواصلة رحلة الفوز للفريق.
في هذا السياق، تريد المجموعة الصينية توفير أكبر مقدار ممكن من الأموال عند شراء لاعبين جدد وتحديد رواتبهم، مع البحث عن قيمة مضافة من خلال بيع أولئك الذين لديهم أعلى قيمة في السوق، وهو نهج يعتبره كونتي غير متوافق مع الرغبة في اللعب على أعلى المستويات في أوروبا.
ونجح مدرب منتخب إيطاليا السابق في نقل ثقافته وأسلوبه إلى النادي وأعاد بناء الفريق بالكامل مع اللاعبين الذين ساهم في تطورّهم أمثال البلجيكي روميلو لوكاكو، نيكولو باريلا، الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز وغيرهم، فيما ساعد أمثال الدنماركي كريستيان إريكسن والكرواتي إيفان بيريشيتش في تخطي البدايات الصعبة.
ولكن هل سيبقى هؤلاء اللاعبون في النادي الموسم المقبل؟
وقال لوكاكو الذي يصف الحصص التدريبية مع كونتي بأنها أشبه بـ«ساحة حرب»: «إنه أفضل مدرب في العالم. كانت هناك علاقة قوية بيننا. أريد مدرباً مثله، يساعدني كل يوم ويعطيني الدافع».
وسجل إنتر الموسم الماضي خسائر تجاوزت 100 مليون يورو، كما أن «سونينغ»، عملاقة توزيع المنتجات الإلكترونية التي تملك نحو 70 في المائة من أسهم إنتر منذ 2016، هي نفسها في حالة تذبذب مالي خصوصاً بسبب تداعيات جائحة فيروس «كورونا».
ولهذا انسحبت المجموعة من نادي جيانغسو الصيني الذي توج بطلاً هذا العام أيضاً، واضطر إلى إغلاق أبوابه في نهاية فبراير (شباط) الماضي.
وكان المالك الصيني للنادي أبرم صفقة تمويل بقيمة 275 مليون يورو (336 مليون دولار) مع شركة الاستثمار الأميركية «أوكتري كابيتال»، بحسب تقارير صحافية الأسبوع الماضي.
وأصدر النادي بياناً عبر وكالة «أنسا» الإيطالية مؤكداً ضخ الأموال لإخراج النادي من كبوته المالية الراهنة. وبحسب الصحافة الإيطالية، سيتعين على مجموعة «سونينغ» سداد القرض الممنوح خلال السنوات الثلاث المقبلة.
كونتي الطموح يودّع إنتر بعد إعادته إلى قمة الكرة الإيطالية
كونتي الطموح يودّع إنتر بعد إعادته إلى قمة الكرة الإيطالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة