قتيلان و150 مصاباً في احتجاجات بغداد

محتجون خلال مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة العراقية ليلة الثلاثاء (رويترز)
محتجون خلال مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة العراقية ليلة الثلاثاء (رويترز)
TT

قتيلان و150 مصاباً في احتجاجات بغداد

محتجون خلال مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة العراقية ليلة الثلاثاء (رويترز)
محتجون خلال مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة العراقية ليلة الثلاثاء (رويترز)

فيما أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق سقوط قتيلين و150 مصاباً غالبيتهم من عناصر القوات الأمنية في المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها بغداد ومناطق عراقية أخرى أول من أمس، أمرت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الأحداث ومحاسبة المقصرين. ورفعت مظاهرات الثلاثاء شعار «من قتلني»، للمطالبة بمحاسبة المتورطين باغتيال الناشطين.
ورغم الهدوء الذي لازم الاحتجاجات منذ انطلاقها صباح الثلاثاء، واستمر إلى قرابة السادسة من مساء اليوم نفسه، فإن مواجهات عنيفة وقعت بعد ذلك بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين في ساحة التحرير بوسط بغداد، وأسفرت عن قتل وإصابة العشرات.
وعبرت مفوضية حقوق الإنسان في بيان، أمس (الأربعاء)، عن بالغ أسفها لوقوع قتلى ومصابين في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية. وقالت إن الصدامات أدت إلى مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 20 آخرين، العديد منهم إصاباتهم خطرة، بجانب إصابة 130 عنصراً من القوات الأمنية. وكشف بيان المفوضية عن «اعتقال عدد كبير من المتظاهرين، تم إطلاق سراح أغلبهم وتبقى 11 متظاهراً رهن الاعتقال، وتم عرض أوراقهم على القضاء، إلى جانب حرق (عربتي) كرفان لقوة حفظ النظام».
وذكرت المفوضية أن «القوات الأمنية استخدمت الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع، فيما استخدم المتظاهرون الحجارة والآلات الحادة».
وطالبت المفوضية القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ«تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات الأكثر جدية ضد من استخدم الرصاص الحي والعنف المفرط وإحالتهم للقضاء وإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية المظاهرات».
وطالبت المفوضية، في وقت سابق، بإعداد مسودة قانون وإرسالها إلى البرلمان بشكل سريع لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المتورطين بجرائم قتل المتظاهرين.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعد، مساء الثلاثاء، بـ«فتح تحقيق شفاف حول حقيقة ما حدث في اللحظات الأخيرة من مظاهرات ساحة التحرير». وقال الكاظمي، في تدوينة عبر «تويتر»: «دعمنا حرية التظاهر السلمي في العراق، وأصدرنا أوامر مشددة بحماية المظاهرات وضبط النفس ومنع استخدام الرصاص الحي لأي سبب كان». وأضاف: «سنفتح تحقيقاً شفافاً حول حقيقة ما حدث في اللحظات الأخيرة من مظاهرة ساحة التحرير لكشف الملابسات. الأمن مسؤولية الجميع ويجب أن نتشارك جميعاً في حفظه».
وتعرض الكاظمي، القريب نسبياً من «حراك تشرين»، الذي تسلم رئاسة الوزارة في مايو (أيار) من العام الماضي، على خلفية إطاحة المظاهرات بحكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، إلى انتقادات واسعة عقب أحداث العنف وسقوط قتلى وجرحى في مظاهرات أول من أمس.
بدورها، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) أن «المساءلة» هي السبيل الذي سيوقف استهداف الناشطين والمدنيين. وقالت البعثة، في بيان مقتضب، إن «المساءلة فقط هي التي ستوقف نمط الهجمات المميتة التي تستهدف الناشطين المدنيين والسياسيين. في حين قد يعتقد الجناة أنهم أسكتوا الأصوات، فإنهم قد جعلوها أعلى فحسب. المساءلة هي مفتاح لاستقرار العراق. من حق الشعب العراقي أن يعرف».
وأطلق مدونون عراقيون، خلال اليومين الأخيرين، حملة ضد البعثة الأممية ووجهوا لها اتهامات بـ«التواطؤ» من النظام القائم في البلاد و«مشاركته في جرائم القتل والفساد». وتصدر هاشتاغ «يونامي شريكة القتلة» موقع «تويتر» في العراق، على خلفية أحداث العنف التي طالت المتظاهرين في ساحة التحرير.
من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية، أمس، توضيحاً حول حقيقة اغتيال الناشط طارق ياسين في منطقة الأعظمية وسط العاصمة بغداد. وذكر بيان للوزارة أن «صفحات التواصل الاجتماعي تناولت خبراً مفاده اغتيال الناشط المدني طارق ياسين في منطقة الأعظمية، ورميه بطلقتين من خلال مسدس كاتم (للصوت) قرب ساحة عنتر بالعاصمة بغداد». وأشار البيان إلى أنه بالتحري عن الموضوع تبين أنه «حادث جنائي بسبب شجار بين المجني عليه الذي كان يستقل دراجة نارية وبين الجاني الذي كان يستقل سيارة في منطقة الأعظمية بالتحديد في شارع عمر».



إلحاق مهاجرين أفارقة بمعسكرات تجنيد حوثية

المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
TT

إلحاق مهاجرين أفارقة بمعسكرات تجنيد حوثية

المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)
المهاجرون يتعرّضون للانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)

ألحقت جماعة الحوثيين مئات المهاجرين الأفارقة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء بمعسكراتها التي تقيمها للتعبئة العسكرية، ضمن حملات تجنيد تستهدف جميع الفئات؛ استعداداً لإشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

ودفعت الجماعة الحوثية في الأيام الأخيرة بأكثر من 220 مهاجراً أفريقياً، بينهم أطفال وكبار سن للالتحاق بدورات عسكرية سرية أُقيمت في مناطق عدة في صنعاء وريفها تحت اسم دورات «طوفان الأقصى»، حسب ما ذكرته مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط».

أفارقة استقطبهم الحوثيون في صنعاء (إعلام محلي)

ويسعى الحوثيون إلى تدعيم صفوفهم بمقاتلين جُدد، عبر تنفيذ عمليات ملاحَقة وخطف واستقطاب وغسل أدمغة وإجبار على الالتحاق بدورات طائفية وعسكرية.

ووفقاً للمصادر، فإن مئات المهاجرين الأفارقة المستهدفين بعملية التجنيد الأخيرة هُم ممن جرى القبض عليهم قبل فترة، ونقلهم على دفعات من محافظة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة إلى معسكرات تدريب تعبوية وعسكرية أُنشئت بعيداً عن متابعة المنظمات الدولية ورقابتها.

واتهمت المصادر جماعة الحوثي بالقيام بمساومة أعداد من المهاجرين بين الالتحاق بصفوفها للقتال أو ترحيلهم قسراً إلى مناطق سيطرة الحكومة اليمنية. وذكرت أن ذلك الاستهداف يُعد ترجمة لتوجيهات كان أصدرها زعيم الجماعة الحوثية، تحضّ على إنشاء معسكرات تعبئة المهاجرين.

وجاءت هذه الممارسات متوازية مع إقرار الجماعة بشنّ حملات تعقب ومطاردة للمهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة أسفرت خلال شهر واحد عن اعتقال 1694 شخصاً من مناطق عدة بالمحافظة، واقتيادهم إلى مراكز احتجاز، بعضها يتبع ما تُسمّى «مصلحة الهجرة»، وفق ما بثّه مركز الإعلام الأمني الحوثي.

مهاجرون أفارقة في إحدى المناطق اليمنية (إكس)

كما أقرت الجماعة الحوثية، عبر تقارير أخرى صادرة عن أجهزتها الأمنية في صنعاء، بتنفيذها، منذ مطلع العام الحالي، حملات تعقب وملاحَقة وخطف، أسفرت عن اعتقال ما يزيد على 3480 مهاجراً في صعدة ونقلهم إلى صنعاء.

انتهاك مستمر

يأتي الاستهداف الحوثي للمهاجرين الأفارقة مع استمرار تعرّض المئات منهم لشتى صنوف الانتهاك والابتزاز، وفق ما ذكرته مصادر حقوقية وتقارير دولية.

وتبرّر الجماعة الحوثية عملياتها الاستهدافية المستمرة ضد اللاجئين بسبب ما تزعمه من «خطورتهم على المجتمع»؛ حيث ترحّلهم من معقلها الرئيسي في صعدة، ومن مدن أخرى، وتجميعهم في مراكز تابعة لها في صنعاء، ثم إلحاقهم بمعسكرات تجنيد واستخدامهم في مهام تجسسية وتهريب ممنوعات.

وسبق أن اتّهم ناشطون يمنيون الجماعة الحوثية باستحداث معسكرين تدريبيين جديدين؛ أحدهما بمحافظة صعدة، وآخر قرب مزارع «الجر» غرب مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة؛ حيث تستقطب الجماعة إليهما مئات المهاجرين الأفارقة الواصلين تباعاً إلى الأراضي اليمنية؛ بهدف إلحاقهم بجبهات القتال، واستخدامهم بمهام استخباراتية وتنفيذ مخططات استهدافية.

المهاجرون الأفارقة يتدفقون إلى الأراضي اليمنية عبر شبكات التهريب (الأمم المتحدة)

وكانت الحكومية اليمنية ندّدت غير مرة باستمرار الجماعة الحوثية في تجنيد اللاجئين الأفارقة للقتال في صفوفها، وعدّت ذلك جريمة حرب وانتهاكاً للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.

وفي تقرير سابق لها، اتّهمت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات الحوثيين بإخفائهم قسرياً نحو 2406 يمنيين من مختلف الفئات والأعمار، مضافاً إليهم 382 لاجئاً أفريقياً في 17 محافظة، في الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) 2017 حتى منتصف العام الماضي.