أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم أمس، رسمياً تعيين هانزي فليك مديراً فنياً للمنتخب الوطني خلفاً ليواكيم لوف الذي تنتهي مهمته عقب نهاية كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) التي تنطلق الشهر المقبل.
وشغل فليك منصب المدرب المساعد للوف في السنوات الثماني السابقة حتى عام 2014، وساعد في حقبة ذهبية تُوجت بفوز ألمانيا بلقب كأس العالم في البرازيل قبل سبع سنوات.
ومع ذلك، فمنذ مغادرته الاتحاد الألماني لكرة القدم في عام 2017، أصبح «رجل الظل» السابق نجماً في عالم التدريب بفضل فترة قيادته لبايرن ميونيخ التي فرض فيها الفريق بطلاً على الساحات المحلية والأوروبية والعالمية.
في مدى 18 شهراً فقط على رأس أكبر نادٍ في ألمانيا، حصد فليك سبعة ألقاب، بينها ثلاثية تاريخية في الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية في موسم 2019 - 2020.
نجاحه الأخير وعلاقاته التاريخية مع الاتحاد الألماني جعلته مرشحاً قوياً لتدريب المنتخب الوطني بعد أن أعلن لوف أنه سيُنهي 15 عاماً على رأس الإدارة الفنية للماكينات بعد نهائيات كأس أمم أوروبا 2020 المؤجلة بسبب فيروس «كورونا» إلى الفترة بين 11 يونيو (حزيران) و11 يوليو (تموز) المقبل.
قال لوف في مارس (آذار) الماضي عندما سُئل عن خليفته المحتمل: «أعتقد أن الجميع متفقون على أن هانزي لديه ما يلزم لقيادة كبار اللاعبين، سواء كان ذلك في السنوات العديدة التي قضاها معنا أو مؤخراً مع بايرن ميونيخ».
وأكد الاتحاد الألماني للعبة أمس، أنه حصل على الرجل المناسب لقيادة منتخب بلاده، وربط فليك بعقد مدته ثلاث سنوات ليصبح المدرب العاشر لألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وُلد فليك في عام 1965، وتمتع بمسيرة كروية قصيرة لكنها كانت ناجحة، حيث فاز بأربعة ألقاب في الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ في أواخر الثمانينات. وبعدما أجبرت الإصابات لاعب الوسط على الاعتزال في سن الثامنة والعشرين، انصرف فليك إلى تدريب أندية في الدوريات الأدنى، وأسهم بشكل خاص في صعود هوفنهايم في نهاية المطاف إلى الدوري الألماني، بعدما قاده من الدرجة الثالثة إلى الثانية في موسمه الأول معه عام 2000، قبل أن يقال من منصبه عام 2005 بعد أربع محاولات من أجل الصعود إلى الأولى.
اكتسب فليك شهرة وطنية كمساعد للوف في الفترة بين 2006 و2014، وساعد ألمانيا في بلوغ الدور نصف النهائي لخمس بطولات كبيرة متتالية. ولعب دوراً حاسماً في تتويج ألمانيا بلقب كأس العالم 2014، حيث حثّ لوف على الاعتماد على الكرات الثابتة أكثر في الحصص التدريبية قبل البطولة. يتمتع بشخصية متواضعة وروح رياضية، حيث طلب من اللاعبين كبح جماح احتفالاتهم بعد فوز ألمانيا التاريخي 7 - 1 على البرازيل المضيفة في نصف النهائي.
بعدما استقال من منصبه كمدرب مساعد عقب كأس العالم 2014، أمضى فليك ثلاث سنوات مديراً رياضياً لاتحاد الكرة قبل أن يغادر في عام 2017.
بعد عودة قصيرة إلى هوفنهايم، انضم إلى بايرن ميونيخ كمدرب مساعد للكرواتي نيكو كوفاتش في عام 2019، وعندما انهار عهد الأخير المشؤوم في نوفمبر (تشرين الثاني) من ذاك العام بعد هزيمة مذلّة أمام إينتراخت فرانكفورت 1 - 5 في «بوندسليغا»، تمت ترقية فليك في البداية كحل مؤقت، ولكنّ نجاحه اللافت والسريع في إعادة الفريق لسكة الانتصارات تجاوز كل التوقعات ليتم تثبيته كمدرب دائم. وساعدته علاقته الجيدة مع اللاعبين الدوليين الكبار على إعادة أمثال توماس مولر وجيروم بواتينغ إلى أفضل مستوياتهم، وقاد بايرن إلى تحقيق ثاني ثلاثية له في تاريخه في عام 2020، وقال المهاجم المخضرم مولر لموقع «بوندسليغا» في نوفمبر الماضي: «لعب هانزي دوراً مهماً جداً، خصوصاً فيما يتعلق بدوري في الفريق».
الانتصارات اللاحقة في كأس السوبر الألمانية وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية جعلت فليك أول مدرب لبايرن يفوز بجميع الألقاب الستة المحتملة في عام واحد. لكن على الرغم من قيادة بايرن ميونيخ للفوز بلقب الدوري الألماني للمرة التاسعة على التوالي في عام 2021 فإن علاقته بالنادي تدهورت في موسمه الثاني، إثر صراع مع المدير الرياضي لاعب وسط النادي البافاري الدولي البوسني السابق حسن صالح حميديتش، ليعلن فليك في أبريل (نيسان) الماضي أنه يريد إنهاء عقده في نهاية الموسم. وعلى الرغم من النهاية القاسية لولايته، لا يزال فليك من بين أنجح المدربين في تاريخ بايرن اللامع، وقال الرئيس هربرت هاينر: «سيكون له دائماً مكان في كتب تاريخ هذا النادي».
رسمياً... فليك مديراً فنياً لمنتخب ألمانيا عقب كأس أوروبا
رسمياً... فليك مديراً فنياً لمنتخب ألمانيا عقب كأس أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة