أميركا تتعهد مجدداً دعم الانتخابات الليبية وإخراج القوات الأجنبية

«الداخلية» لمكافحة الهجرة غير النظامية وعصابات التهريب

وزير الداخلية العميد خالد مازن خلال اجتماعه بعدد من ضباط المنطقة الجنوبية (وزارة الداخلية)
وزير الداخلية العميد خالد مازن خلال اجتماعه بعدد من ضباط المنطقة الجنوبية (وزارة الداخلية)
TT

أميركا تتعهد مجدداً دعم الانتخابات الليبية وإخراج القوات الأجنبية

وزير الداخلية العميد خالد مازن خلال اجتماعه بعدد من ضباط المنطقة الجنوبية (وزارة الداخلية)
وزير الداخلية العميد خالد مازن خلال اجتماعه بعدد من ضباط المنطقة الجنوبية (وزارة الداخلية)

تعهدت أميركا مجدداً بدعم الانتخابات الليبية، وضرورة إخراج القوات الأجنبية. وفي غضون ذلك، استأنف أمس مجلس النواب الليبي، لليوم الثاني على التوالي، بمقره في مدينة طبرق (شرق)، جلسته التي علقت أول من أمس لبحث الميزانية المقترحة من حكومة «الوحدة الوطنية»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن بلاده تتعهد بـ«مواصلة دعم الليبيين وهم يسعون إلى تنفيذ رؤيتهم من خلال الانتخابات، وإخراج القوات الأجنبية والمقاتلين، وتوصيل الخدمات الأساسية».
وأضاف نورلاند الذي قام، أول من أمس، بزيارة إلى مصر هي الأولى له منذ أن أصبح مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة: «نحن ممتنون للدور الذي لعبته مصر العام الماضي في دفع العملية السياسية، ونقدر الشراكة التي طورناها في هذا الصدد»، مؤكداً أن لدى الولايات المتحدة ومصر «مصلحة مشتركة في دعم حل سياسي، وليس عسكرياً، في ليبيا، لتحقيق الاستقرار الإقليمي، والأمن والنمو الاقتصادي»، معتبراً أن «رؤية الشعب الليبي هي الأهم».
وقالت السفارة الأميركية في القاهرة، في بيان لها مساء أول من أمس، إن زيارة نورلاند تستهدف تعزيز دعم حل سياسي تحت القيادة الليبية، بتيسير من الأمم المتحدة، ودعم الشعب الليبي في سعيه لتحقيق السلام الدائم والأمن والازدهار.
وبدوره، قال أوليفر أوفتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا، إنه بحث خلال «اجتماع بناء» عقده مساء أول من أمس مع نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة»، أفضل السبل لدعم الانتخابات الوطنية، وانسحاب القوات الأجنبية، موضحاً أنهما ناقشا أيضاً كيفية تحسين إدارة الهجرة، فيما يتعلق بالمصالح والحقوق المشروعة لجميع المعنيين.
إلى ذلك، تسببت خلافات جديدة في تأجيل جلسة مجلس النواب إلى الرابعة من مساء أمس، لكن لم يصدر أي بيان بخصوص ما آلت إليه الجلسة حتى إعداد هذا التقرير.
وكان عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم المجلس، قد أوضح أن جلسة أول من أمس أقرت دعم المفوضية العليا للانتخابات من أجل الوفاء بالاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر في 24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية للقوات المسلحة الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأوضح بليحق أن الجلسة الأولى خصصت لمشروع قانون الميزانية العامة للدولة والمناصب السيادية، لافتاً إلى أن المجلس قرر اعتماد الباب الأول من مشروع قانون الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، الخاص بالمرتبات وما في حكمها، على أن يتضمن القوانين الصادرة عن المجلس بشأن زيادة مرتبات المعلمين، وقانون الشرطة والجامعات، موضحاً أنه تم تأجيل مناقشة بند المناصب السيادية إلى حين وصول رد رسمي لمجلس النواب خلال الأسبوع المقبل للبت فيه. وفي المقابل، التزم الدبيبة الصمت.
ومن جهة ثانية، وجه وزير الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية»، العميد خالد مازن، جميع الأجهزة الشرطية بوضع خطة لمكافحة الهجرة غير النظامية، وتأمين مدن الجنوب الليبي من عصابات التهريب.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها أمس، إن وكيل وزارة الداخلية للشؤون العامة، العميد محمود سعيد، ناقش مع قيادات الإدارات المختلفة بديوان الوزارة في طرابلس التعاون بين الإدارات المختلفة بشأن مكافحة ظاهرة الهجرة غير المشروعة والتهريب، ومكافحة الجرائم التي تمس أمن المواطن في ربوع ليبيا، وكذلك مناقشة إنشاء غرفة أمنية مشتركة بالخصوص.
وفي سياق قريب، ناقش وزير الداخلية، خلال اجتماعه بعدد من ضباط الشرطة بالمنطقة الجنوبية «المشكلات والعراقيل التي تواجه سير العمل الأمني في جميع المدن هناك»، بالإضافة إلى التطرق لـ«ظاهرة التهريب والحرابة والقتل، وضرورة وضع الخطط الأمنية الكفيلة بالقضاء عليها».
وتم خلال الاجتماع الذي عقد بديوان الوزارة بالعاصمة، مساء أول من أمس، مناقشة موضوع تأمين صهاريج الوقود المخصصة لمستودعات المنطقة الجنوبية، وتوزيعها على محطات الوقود لتزويد المواطنين بها، و«بالتالي السعي لحل الأزمة، بما يضمن توفير الوقود بمناطق الجنوب»، وفقاً للوزارة.
واستعرض الوزير مقترحاً بخصوص استحداث إدارة عامة للدوريات الصحراوية التي من المفترض أن يكون لها 5 فروع في المناطق الجنوبية، وأن تضم عدداً من أعضاء وزارة الداخلية، ومن مختلف مكوناتها من ذوي الخبرة والتخصص في هذا المجال، مؤكداً عزم وإصرار وزارة الداخلية على توحيد الجهود الأمنية، ومساندة مديريات الأمن بمناطق الجنوب، ومساعدتها في أداء مهامها لبسط الأمن وضبط المجرمين والخارجين عن القانون.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.