مصر: «الصحة» توفر اللقاحات للمسجلين

أكدت فاعلية وأمان التطعيم

فرق وزارة الصحة تعمل لتأمين المدن السياحية («الصحة المصرية على فيسبوك»)
فرق وزارة الصحة تعمل لتأمين المدن السياحية («الصحة المصرية على فيسبوك»)
TT

مصر: «الصحة» توفر اللقاحات للمسجلين

فرق وزارة الصحة تعمل لتأمين المدن السياحية («الصحة المصرية على فيسبوك»)
فرق وزارة الصحة تعمل لتأمين المدن السياحية («الصحة المصرية على فيسبوك»)

أكدت مصر مجدداً «فاعلية وأمان لقاح فيروس (كورونا)»، فيما أوضحت وزارة الصحة بمصر «توافر كميات من اللقاحات تكفي جميع المواطنين المسجلين على المنظومة الإلكترونية»، مشيرة إلى «استمرار استقبال دفعات اللقاحات تباعاً، ضمن الاتفاقيات الموقعة مع الشركات المختلفة والتحالف الدولي للأمصال واللقاحات (جافي)، وذلك بالتوازي مع إنتاج اللقاحات محلياً داخل مصر». وسجلت إصابات «كورونا» في مصر «1145 حالة جديدة، والوفيات 51 حالة جديدة». وبحسب «الصحة» فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 253835 من ضمنهم 186678 حالة تم شفاؤها، و14721 حالة وفاة».
وأعلنت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، أمس، أن «فرق التواصل المجتمعي قدمت التوعية الصحية لـ17 ألفاً من المواطنين والسائحين بمحافظة السويس، في الفترة من 18 مايو (أيار) الجاري حتى أمس، وذلك ضمن خطة التأمين الطبي بمحافظة السويس، والتي يجري تطبيقها في جميع المدن السياحية تباعاً، بالتزامن مع تردد المصطافين على المحافظات الساحلية خلال فصل الصيف». وقالت الوزيرة إن «ذلك يأتي في إطار حرص الوزارة على توفير كافة الخدمات الطبية للمواطنين والسائحين المترددين على تلك الأماكن، ضمن خطة الدولة لتنشيط السياحة، ونشر الوعي الصحي باتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية لفيروس (كورونا)، بما يسهم في خفض معدل الإصابات بالفيروس».
وأوضح مساعد وزيرة الصحة للإعلام والتوعية، خالد مجاهد، أمس، أن «خطة التأمين الطبي لمحافظة السويس تشمل نشر فرق التواصل المجتمعي بالقرى السياحية، والأسواق العامة، والمقاهي، والمحال التجارية، والفنادق السياحية وأماكن التجمعات بمدينة العين السخنة، لتقديم التوعية الصحية للمترددين على تلك الأماكن بالإجراءات الوقائية والاحترازية للفيروس، أهمها ارتداء الكمامة، وغسل اليدين باستمرار، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، كما يتم توزيع المستلزمات الوقائية (كمامات، كحول) على المواطنين»، مضيفاً أنه «يتم تقديم التوعية أيضاً للمواطنين والعاملين بالقطاع السياحي بأهمية تلقي اللقاح، وكيفية التسجيل على الموقع الإلكتروني المخصص للحصول على اللقاح، لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس وبما يعود بالنفع على الصحة العامة، وكذلك الإجابة عن استفسارات المواطنين فيما يخص اللقاحات». وذكر مجاهد أنه تم «توزيع الأكشاك والعيادات المتنقلة وسيارات الإسعاف على القرى السياحية، والشواطئ، ومناطق تقديم الخدمات داخل القرى السياحية، وعلى الطرق بين القرى، ومداخل مدينة العين السخنة، وأماكن التجمعات، بالإضافة إلى مواقع العمل الإنشائية الكبرى».
إلى ذلك، قال مستشار رئيس الرئيس المصري للشؤون الصحية، محمد عوض تاج الدين، إن «المواطنين أصبحوا أكثر اقتناعاً بضرورة الحصول على اللقاح، ونسعى لتطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين خصوصاً الفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة»، موضحاً أن «هناك زيادة في الإقبال على التطعيم بجانب زيادة عدد مراكز تلقي التطعيمات». وأضاف تاج الدين في تصريحات متلفزة مساء أول من أمس، «ندرس إمكانية أن يحتاج المواطنون لجرعة ثالثة من لقاحات (كورونا) بعد الحصول على جرعة ثانية»، موضحاً أن «مصر سعت بكل الوسائل السياسية والمالية والعلاقات الدولية ومع الاتحاد الأفريقي لتوفير أكبر قدر من اللقاحات للمصريين وللشعوب في أفريقيا، ولا يتم استخدام أي لقاح إلا بعد موافقة هيئة الدواء المصرية على استخدام اللقاح، وهناك عدة ملايين حصلوا على لقاح (كورونا) ولم يحدث أي آثار جانبية نقلق منها».



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.