أنباء عن نشر قوات بريطانية في الصومال وسط صمت رسمي

TT

أنباء عن نشر قوات بريطانية في الصومال وسط صمت رسمي

التزمت السلطات الصومالية الصمت، أمس، حيال أنباء اعتزام بريطانيا إرسال 250 جندياً إلى هناك لتدريب القوات الحكومية الصومالية، التي تعاني من ضعف التدريب والتجهيز.
وطبقاً لمصادر غير رسمية وتقارير صحافية غربية، فإن القوات البريطانية ستحل محل القوات الخاصة الأميركية التي كانت تدرب قوات الجيش الصومالي لتعزيز قدراتها على مواجهة الأنشطة الإرهابية لحركة الشباب المتطرفة في البلاد. ومن المتوقع أن يتم نشر القوات الخاصة البريطانية على مدى عام، وسط مؤشرات عن الإعلان بشكل رسمي في وقت لاحق. وتسعى بريطانيا لنشر قواتها في شرق أفريقيا لدعم شركائها الإقليميين، حيث ستقوم القوات البريطانية الخاصة التي ستتمركز في الصومال، بتدريب القوات الخاصة الصومالية في البلاد على تكتيكات مكافحة التمرد وردع «حركة الشباب» التي تقاتل الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة. وخلال العام الماضي، أمرت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بسحب معظم القوات الأميركية من الصومال في إطار عملية انسحاب عالمية تضمنت أيضاً تقليص عدد القوات في أفغانستان والعراق. وقبل هذا القرار، تمركز نحو 700 جندي أميركي في الصومال لمساعدة القوات المحلية في مواجهة حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، لكن الخبراء قالوا إن الانسحاب قد يقوض الأمن في الصومال. وانسحبت القوات الأميركية بالفعل من معظم المدن الصومالية، بما في ذلك قاعدة بيلدوجلي الجوية وفي العاصمة مقديشو، بعدما تولت مهمة تدريب ودعم القوات الخاصة الصومالية المعروفة باسم «داناب» التي تضم نحو 850 جندياً وتخطط لزيادة قوتها إلى نحو ثلاثة آلاف وتعد أقوى قوة قتالية في الصومال.
ويشهد الصومال حرباً أهلية منذ أوائل التسعينات، لكن على مدار العقد الماضي، استعادت قوة حفظ السلام المدعومة من الاتحاد الأفريقي والقوات الأميركية السيطرة على مقديشو وأجزاء كبيرة من البلاد من حركة الشباب، التي تحارب منذ أكثر من عشر سنوات من أجل إقامة حكم بناء على تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، وكثيراً ما تشن هجمات بالأسلحة النارية وتفجيرات على أهداف عسكرية ومدنية، كما هاجمت أهدافاً إقليمية لا سيما في كينيا. بدوره، أشاد رئيس الوزراء الصومالي محمد روبلي، بما وصفه بالدعم الشعبي والسياسي، بما في ذلك اتحاد المرشحين للرئاسة لجهوده بشأن التوصل إلى اتفاق حول كيفية إجراءات الانتخابات في أسرع وقت ممكن. ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن روبلي قوله خلال مؤتمر المجلس الوطني التشاوري حول الانتخابات الذي دخل يومه الثاني على التوالي، بحضور رؤساء الولايات الأعضاء، ومحافظ إقليم بنادر: «من المهم التركيز على التسوية والتراضي من أجل إعطاء الأولوية لسلامة الشعب والوطن، حيث يتحقق الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الوقت المناسب».
وناقش اللواء عبدي حجار قائد الشرطة الصومالية، مع الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في الصومال فرانسيسكو ماديرا، ملف أمن العملية الانتخابية، بحضور ضباط كبار من كلا الجانبين في العاصمة مقديشو.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.