محكمة سودانية تقضي بإعدام ضابط لإدانته بقتل متظاهر

جنود سودانيون من «الدعم السريع» وسط المتظاهرين بعد إعلان سقوط نظام البشير في 2019 (أ.ف.ب)
جنود سودانيون من «الدعم السريع» وسط المتظاهرين بعد إعلان سقوط نظام البشير في 2019 (أ.ف.ب)
TT

محكمة سودانية تقضي بإعدام ضابط لإدانته بقتل متظاهر

جنود سودانيون من «الدعم السريع» وسط المتظاهرين بعد إعلان سقوط نظام البشير في 2019 (أ.ف.ب)
جنود سودانيون من «الدعم السريع» وسط المتظاهرين بعد إعلان سقوط نظام البشير في 2019 (أ.ف.ب)

قضت محكمة سودانية، اليوم (الاثنين)، بالإعدام شنقاً في حق ضابط برتبة رائد، ضمن قوات الدعم السريع بعد إدانته بقتل متظاهر عام 2019، بحسب ما أكد محامٍ.
وقال المحامي محمود الشيخ، أحد أعضاء فريق الدفاع عن المحكوم، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أصدرت المحكمة الحكم بإدانة المتهم الضابط بقوات الدعم السريع بموجب المادة 130 الفقرة الثانية من القانون الجنائي السوداني (القتل العمد) وحكمت عليه بالإعدام شنقاً».
ولا تزال لديه فرصة للطعن في الحكم أمام محكمة الاستئناف، وكانت محاكمته بدأت في يوليو (تموز) 2020.
وأُطيح بالرئيس السوداني السابق عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019 عقب احتجاجات استمرت لأشهر قتل فيها العشرات، وما زالت أسر الضحايا تطالب بالعدالة وجلب المتهمين للمحاكم.
وأكدت السلطة القضائية، في تعميم صحافي، أنها تسلمت من النيابة العامة ثماني قضايا تختص بقتلى الاحتجاجات صدر الحكم في ثلاث منها. وقالت: «تسلمت السلطة القضائية 8 من قضايا الشهداء وشرعت المحاكم في نظرها فأصدرت أحكاماً في بعضها وظلت تنظر البعض».
وأشارت السلطة إلى قضية أحمد الخير التي صدر فيها الحكم ضد «منسوبي جهاز الأمن والمخابرات»، وقضية حنفي عبد الشكور التي صدر فيها الحكم، الاثنين، إضافة إلى قضية ثالثة.
وقتل المتظاهر حنفي عبد الشكور دهساً بسيارة أثناء مشاركته في إغلاق أحد شوارع مدينة أم درمان قرب الخرطوم في الثالث من يونيو (حزيران) 2019، اعتراضاً على فض «اعتصام القيادة العامة» الذي تسبب في مقتل 128 شخصاً وجرح المئات. ونفى القادة العسكريون الذين كانوا يتولون السلطة آنذاك إصدار أوامر بفض الاعتصام بشكل دموي، وقرروا فتح تحقيق في الواقعة.
وتحقق لجنة برئاسة نبيل أديب المحامي المخضرم في قضية فض الاعتصام منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 ولكنها لم تصدر تقريرها بعد.
وفي 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قضت المحكمة بإعدام 29 من أعضاء جهاز الأمن والمخابرات شنقاً، بعد إدانتهم بقتل أحد المتظاهرين في منطقة «خشم القربة» بولاية كسلا شرق البلاد.
وقوات الدعم السريع قوة شبه عسكرية أُسست عام 2013 لمساندة الحكومة في نزاعها مع المتمردين في إقليم دارفور في غرب البلاد.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».