رايس: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس له تأثير مدمر على العلاقات بين البلدين

البيت الأبيض يلوح بعدم مشاركته في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية

رايس: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس  له تأثير مدمر على العلاقات بين البلدين
TT

رايس: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس له تأثير مدمر على العلاقات بين البلدين

رايس: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس  له تأثير مدمر على العلاقات بين البلدين

حذرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس من أن قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوة لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، رغم انتقاد إدارة أوباما، سيكون له تأثير «مدمر» على نسيج العلاقات بين البلدين.
وقالت رايس في مقابلة مساء أول من أمس مع شبكة «بي بي إس» إن زيارة نتنياهو وجدت انتقادات حادة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، خصوصا أنها تأتي قبل أسابيع فقط من الانتخابات الإسرائيلية، وبعد دعوة رئيس مجلس النواب جون بوينر له، دون إبلاغ الرئيس أوباما أو الديمقراطيين في الكونغرس. وأضافت رايس موضحة: «أعتقد أنها ستكون مدمرة لنسيج العلاقة، وقد كانت موضع تجاذب بين الحزبين، والدعوة لإلقاء خطاب تخرق التقاليد، وهذا أمر مؤسف».
وبسؤالها حول ما إذا كانت تعتقد أن نتنياهو ينوى التأثير على نتيجة الانتخابات من خلال إلقائه لخطابه في الكونغرس، اكتفت رايس بالقول: «نريد أن تكون العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوية وثابتة، بعض النظر على التغييرات السياسية في كل بلد، وبغض النظر عن الفصول السياسية في أي بلد، وبغض النظر عن الطرف المسؤول في أي بلد... لقد عملنا بجد جدا لكي نحقق هذا الهدف، وسوف نعمل بجد للغاية للحفاظ على ذلك».
وتعد هذه الانتقادات أقوى انتقادات تخرج على لسان مسؤول أميركي رفيع المستوى داخل الإدارة الأميركية، وقد أعلن البيت الأبيض في أعقاب الإعلان عن الدعوة أن الرئيس أوباما لن يلتقي نتنياهو خلال زيارته لواشنطن، وبرر عدم ترتيب لقاء مع نتنياهو بأن الزيارة تأتي قبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية بما قد يؤثر على نتيجة الانتخابات. وتأتي انتقادات رايس بعد أيام قليلة من لقائها مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي يعالون في البيت الأبيض، على هامش مؤتمر مكافحة التطرف العنيف الأسبوع الماضي، إذ ناقشت رايس مع نظيرها الإسرائيلي البرنامج النووي الإيراني، والعلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وتشير مصادر في البيت الأبيض إلى أنها أبدت استياءها من إصرار نتنياهو على الاستجابة لدعوة بوينر للحديث أمام الكونغرس رغم انتقاد البيت الأبيض.
ومن جهته، لوح البيت الأبيض بأنه قد لا يشارك في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية (ايباك) المقرر عقده في مارس. وفي المقابل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي طلبا لعقد لقاء خاص مع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطي.
وحتى الآن لا يزال موعد إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي لخطابه محددا في يوم الثلاثاء الثالث من مارس (آذار) المقبل، دون إجراء أيه تعديلات أو تغييرات، ولم يتوقف الجدل والانتقاد منذ الإعلان عن دعوة بوينر لنتنياهو، كما زادت الانتقادات من توتر العلاقات (المتوترة أساسا) بين الولايات المتحدة وإسرائيل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.