رحيل أول سياسي تونسي تحدى بورقيبة انتخابياً

أحمد المستيري(الرئاسة التونسية)
أحمد المستيري(الرئاسة التونسية)
TT

رحيل أول سياسي تونسي تحدى بورقيبة انتخابياً

أحمد المستيري(الرئاسة التونسية)
أحمد المستيري(الرئاسة التونسية)

فقدت تونس المناضل التاريخي الوزير الأسبق والدبلوماسي أحمد المستيري الذي وافته المنية، أمس، عن عمر يناهز 96 سنة، وهو من الرعيل الأول لجيل الاستقلال، عمل جنباً إلى جنب مع الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، وتقلد مناصب وزارية عدة خلال العقدين الأولين من استقلال تونس عن فرنسا.
انضم المستيري مبكراً إلى الحركة الوطنية التي قادت تحرير تونس من الاستعمار الفرنسي في 1956. وانتمى منذ مطلع شبابه في 1942 إلى الشعبة الدستورية بالمرسى، مع القيادي التاريخي الطيب المهيري. ودرس الحقوق في الجزائر بين 1944 و1948، ثم في معهد الدراسات السياسية وكلية الحقوق في باريس.
وفي يناير (كانون الثاني) 1952، انضم المستيري إلى الديوان السياسي السري لـ«الحزب الدستوري» الذي أصبح يقوده وقتها الزعيم النقابي فرحات حشاد والصادق المقدم. ودافع عن المناضلين التونسيين من أجل الاستقلال أمام المحاكم المدنية والعسكرية الفرنسية. وتعرض آنذاك لمحاولة اغتيال من قبل المنظمة المسماة «اليد الحمراء» المتهمة باغتيال فرحات حشاد.
تقلد المستيري عدداً من المناصب الوزارية على غرار حقائب وزارات الدفاع والداخلية والعدل والمالية في فترة حكم الزعيم الوطني الراحل الحبيب بورقيبة.
كان المستيري صاحب مواقف وآراء إصلاحية ولم يكن يتقبل كل أفكار الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة خاصة على مستوى إدارة الحكم وتقاسم السلطة وتمسك بضرورة التداول على تصريف شؤون الدولة، وهو لذلك يعد من أول القيادات السياسية التي ثارت على الزعيم التاريخي بورقيبة الذي لم يكن له ند سياسي منذ اغتيال غريمه صالح بن يوسف.
عبّر المستيري بصفة علنية عن معارضته لسياسة التعاضد الفلاحي والتجاري التي قادها أحمد بن صالح وأيدها الحبيب بورقيبة، وهو ما أدى إلى طرده من «الحزب الاشتراكي الدستوري» الحاكم في 29 يناير 1968.
وانتظر إزاحة بن صالح من منصبه ليعود إلى الديوان السياسي للحزب في 1970. حين سُمي وزيراً للداخلية. غير أنه استقال من منصبه في 21 يونيو (حزيران) 1971 احتجاجاً على عدم وفاء بورقيبة بوعود قطعها على نفسه بخصوص الانفتاح السياسي وتمكين أصحاب الآراء المعارضة من النشاط. وإزاء التخوف من سيطرة التوجه الليبرالي على الحزب الحاكم، علق بورقيبة نشاط المستيري، ثم طرده من الحزب نهائياً في 21 يناير 1972. وفي 1973 طُرد من البرلمان الذي حافظ على عضويته منذ الاستقلال.
وبعد ذلك بـ5 سنوات، أسس المستيري «حركة الديمقراطيين الاشتراكيين» وتولى أمانتها العامة لتصبح من أوائل الأحزاب السياسية المعارضة في تونس. وخاض سنة 1981 أول انتخابات تعددية انتهت بالإعلان عن فوز ساحق للحزب الحاكم. غير أن المستيري اتهم القائمين على الانتخابات بالتزوير. وكشف أكثر من مسؤول حزبي وسياسي لاحقاً أن تلك الانتخابات تعرضت بالفعل للتلاعب.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.