مصادر عسكرية تؤكد سيطرة الحوثيين على أول المعسكرات الموالية لصالح

إيران تنفي اتهامات كيري وتحذر من أي تدخل أجنبي

مصادر عسكرية تؤكد سيطرة الحوثيين على أول المعسكرات الموالية لصالح
TT

مصادر عسكرية تؤكد سيطرة الحوثيين على أول المعسكرات الموالية لصالح

مصادر عسكرية تؤكد سيطرة الحوثيين على أول المعسكرات الموالية لصالح

أكدت مصادر عسكرية يمنية سيطرة جماعة الحوثيين على معسكر القوات الخاصة والتي تعتبر من أهم وأقوى فصائل الجيش اليمني، بعد مواجهات عنيفة بينهم وبين جنود المعسكر، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الجانبين، فيما نفت مصادر إعلامية هذه الأنباء وأكدت أن الحوثيين سيطروا على أجزاء من المعسكر بعد وصول لجنة من هيئة أركان الجيش.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلحي الحوثي هاجموا للمرة الثالثة معسكر الصباحة الذي يقع في الضواحي الغربية لصنعاء، بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة مساء أول من أمس، واستمر الهجوم إلى فجر أمس، حيث انتهى بتسلم الجنود بوابات المعسكر للحوثيين، وأوضحت المصادر سقوط أكثر من 20 جنديا وضابطا ما بين قتيل وجريح، فيما قتل من جانب الحوثيين العشرات لم يعرف عددهم، مشيرة إلى أن المواجهات كانت عنيفة واستخدمت فيها الدبابات والقذائف الصاروخية، والأسلحة القناصة، وقالت المصادر: إن «طريقة هجوم الحوثيين على المعسكر توضح استعدادهم منذ وقت مبكر، للهجوم، الذي تم التخطيط له خلال الأيام الماضية بعد أن أفشل جنود المعسكر محاولتي اقتحام الأسبوع الماضي»، فيما ذكر سكان صنعاء، أنهم شاهدوا عشرات الآليات العسكرية للحوثيين بينها دبابات وعربات مدرعة، تمر من الشوارع الغربية لصنعاء، قادمة من عدة مناطق في الأحياء الشمالية لصنعاء، أهمها معسكر الفرقة أولى مدرع، الذي سيطروا عليه العام الماضي، واتجهت إلى منطقة الصباحة لتعزيز قواتهم بمحيط المعسكر، وأكد جنود من المعسكر أن الاشتباكات التي استمرت نحو 6 ساعات بدأت في وقت متأخر من مساء الأربعاء، ونقلت «رويترز» عنهم أن معسكرهم تعرض للقصف بأسلحة ثقيلة، وقتلوا 10 أشخاص على الأقل، وذكرت مصادر عسكرية أن الولايات المتحدة كانت تدرب جنود القوات الخاصة وتمدهم بالسلاح ليكونوا وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وتعد قوات العمليات الخاصة من فصائل النخبة للجيش اليمني، إذ تضم 5 ألوية عسكرية متخصصة في العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب، وتتركز مقراتها في صنعاء، والحديدة، وذمار، وهي: «قيادة العمليات الخاصة، ولواء القوات الخاصة، وحدات مكافحة الإرهاب، واللواء الأول مشاة جبلي، واللواء العاشر صاعقة»، كما يمتلك أفرادها مهارات عسكرية نوعية، ومزودين بأسلحة حديثة، وكانت تسمى من قبل القوات الخاصة التي كانت خاضعة إلى جانب قوات الحرس الجمهوري للعميد أحمد علي نجل الرئيس السابق، الذي يشغل حاليا سفيرا لليمن لدى الإمارات.
من جانبها اتهمت وكالة «خبر» المملوكة لصالح رئيس هيئة الأركان اللواء زكريا الشامي، الموالي للحوثيين، بتسليم المعسكر للحوثيين صباح أمس، وذكرت أن الشامي توجه إلى مقر القوات الخاصة، ومعه مذكرة من وزير الدفاع المكلف، تفيد بتسليم البوابة الرئيسية لمقر القوات الخاصة إلى مسلحي الحوثي، موضحة أن الحوثيين تسلموا بوابة القوات الخاصة، عقب أن تم دحرهم وتكبيدهم خسائر فادحة، مشيرة إلى سقوط العشرات من الحوثيين بين قتيل وجريح، فيما قتل جندي واحد من المعسكر وجرح آخرون بحسب الوكالة، ويعتبر معسكر الصباحة هو أول معسكر موال للرئيس السابق علي عبد الله صالح يسقط في قبضة الحوثيين، وهو تطور جديد في علاقة الطرفين، ومؤشر على اتساع الخلافات بينهما منذ تحالفهم العام الماضي الذي انتهى بالسيطرة على محافظة عمران وبعدها العاصمة صنعاء بحسب مراقبين، في حين اعتبرت ما تسمى بـ«الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن»، أن الهجمات التي تقوم بها جماعة أنصار الله على معسكر القوات الخاصة في الصباحة امتداد للاعتداءات المستمرة على معسكرات ومناطق القوات المسلحة والأمن من قبل عدة أطراف مختلفة، وطالبت الهيئة التي أسسها مجموعة من منتسبي الجيش والأمن من مختلف التشكيلات العسكرية نهاية العام المضي، الجماعة بالتوقف الفوري عن هجماتها ضد المواقع العسكرية، وأكدت أن على العقلاء في جماعة أنصار الله الوقف الفوري لهذه الاعتداءات كون المؤسسة العسكرية والأمنية هي ملك للوطن وتعمل بحيادية مع كل الأطراف السياسية.
وعلى صعيد متصل باتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإيران بدعم الحوثيين للسيطرة على السلطة في اليمن، نفت الخارجية الإيرانية أمس هذه الاتهامات، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن «نظيرها الأميركي يلوم إيران فيما تتناقض تصريحاته بشكل كامل مع أخرى سابقة لمسؤولين أميركيين»، وأكدت أفخم أن موقف إيران الأساسي هو حق الشعوب في تقرير مستقبلها، وقالت: «على جمع الأطراف أن يسمحوا للشعب اليمني بأن يقرر مصير بلاده بنفسه»، معتبرة أن «أي تدخل أجنبي في التطورات السياسية اليمنية يسهم في استمرار الأزمة وانعدام الأمن»، مؤكدة أن «أي تدخل أجنبي سيجر اليمن إلى أجواء أكثر تعقدا»، وكان كيري اتهم الثلاثاء إيران بـ«المساهمة» في سيطرة الحوثيين على السلطة، مؤكدا أمام أعضاء الكونغرس الأميركي أن دعم طهران كان «مهما» للحوثيين، وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة اليمنية انهارت بسبب الدعم الإيراني للحوثيين، قال كيري: «أعتقد أن ذلك أسهم في (انهيار الحكومة).. دون أي شك»، واستدرك «لكنني أعلم بأن الإيرانيين فوجئوا بالأحداث التي جرت ويأملون في إجراء حوار»، ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي ، يناير (كانون الثاني)، عززوا من سيطرتهم على صنعاء عبر استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته، ودعا مجلس الأمن الدولي في 16 فبراير (شباط) ، الحوثيين إلى الانسحاب من مؤسسات الدولة.



«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.