أحزاب ليبية تنتظر «القاعدة الدستورية» لخوض الانتخابات

وسط تشكيك في قدرتها على المنافسة والوصول إلى المواطنين

TT
20

أحزاب ليبية تنتظر «القاعدة الدستورية» لخوض الانتخابات

مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية في نهاية العام الحالي، قالت بعض الأحزاب السياسية التي تسعى إلى تجميع صفوفها إنها تنتظر الآليات القانونية التي ستدير هذا الاستحقاق كي يتسنى لها خوض غماره على مستوى البرلمان، لكن هناك من يشكك في قدرتها على المنافسة أو الوصول حتى إلى المواطنين في الشارع.
وقال رئيس الهيئة العليا لـ«تحالف القوى الوطنية»، توفيق الشهيبي، إنه يجري الآن التنسيق مع «تكتلات مدنية» بهدف الضغط لإجراء هذه الانتخابات في موعدها، نظراً لحالة التباطؤ في تهيئة الأجواء الملائمة، وما يتعلق بها من توفير الأمن اللازم، مشيراً إلى تأخر فتح الطريق الساحلي، وإخراج المرتزقة من البلاد، وهي أمور تؤثر على المناخ العام لعملية التصويت.
وأضاف الشهيبي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في انتظار جلسة الملتقى السياسي الليبي التي ستنعقد نهاية الأسبوع الحالي برعاية أممية، لإقرار القاعدة الدستورية المقترحة، ومن ثم إصدار القانون الذي سيحدد شكل النظام الانتخابي، سواء اعتماد الترشح الفردي أو المختلط الذي يسمح للأحزاب بالمشاركة في قوائم إلى جانب المستقلين».
وفي كل الأحوال، وفقاً للشهيبي، فإنه «سيتم الدفع بعناصر من الحزب أو قريبة منه لخوض السباق، وعدم ترك الساحة خاوية أمام ممثلي تيار الإسلام السياسي»، مستدركاً: «إذا ما تم اعتماد النظام الفردي، سيتحتم على الأحزاب الدفع بشخصيات من داخل صفوفها أو قريبة من توجهاتها الفكرية والسياسية للترشح بشكل مستقل، وبالطبع هذا قد يصعب عليها مستقبلياً ضبط توجهات تلك الشخصيات، فقد تعمل بعد استحواذها على المقعد البرلماني وفقاً لمصالحها، وليس لتوجهات الحزب».
وحذر من أن «العزوف عن التصويت في الانتخابات البرلمانية يعني تزايد فرص تيار الإسلام السياسي في الاستحواذ على عدد كبير من المقاعد»، لما وصفه بـ«قدرته على تنظيم صفوفه، والتزام أعضائه، على الرغم من ضعف شعبيته في الشارع».
وتعد الانتخابات المرتقبة في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل هي الاستحقاق الثالث الذي سيختار عبره الليبيون ممثليهم في البرلمان بعد إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، حيث سبق أن انتخبوا في عام 2012 أعضاء المؤتمر الوطني العام، كما انتخبوا في عام 2014 مجلس النواب الحالي، فيما تعد هذه هي تجربتهم الأولى في انتخاب رئيس للبلاد.
ولم يبتعد رئيس حزب «الائتلاف الجمهوري»، عز الدين عقيل، عن الطرح السابق، ولمح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود اتجاه داخل الحزب للمشاركة في الانتخابات، حتى لو بدعم بعض المستقلين، إن لم يكن هناك مرشحون من داخل الحزب».
ورأى عقيل أن «العامل الرئيسي في حسم قرار حزبه بالمشاركة من عدمها سيظل مرتبطاً بتوجهات عملية التقييم الداخلي، وإمكانية إيجاد تحالف كبير بين القوى المدنية يكون قادراً على حصد كتلة مؤثرة من المقاعد تحت قبة البرلمان، ليتمكن من خلالها من التأثير في صناعة القرار السياسي».
وتحدث عن «العراقيل التي تواجه كثيراً من الأحزاب المدنية، ومنها نقص التمويل بسبب عزوف رجال الأعمال الليبيين عن دعمها، كون بعضها يعارض تيار الإسلام السياسي، وتخوفهم من الاعتداء عليهم من قبل أنصار وميليشيات هذا التيار، فضلاً عن تطلع أصحاب الأموال لتوجيه دعمهم لأحزاب كبيرة، ليضمنوا رد عوائد مساهمتهم بأشكال عدة، كالمناصب الوزارية التي تمنح لأقاربهم أو الصفقات».
ورأى عقيل أن «تحالفاً يضم تيار الإسلام السياسي وجماعات جهوية تستعد لخوض معركة شرسة في هذه الجولة الانتخابية لضمان عدم إفلات السلطة التي يقبض عليها منذ عام 2011 من بين يديه». وتوقع لجوء هذا التيار «إلى أشكال العنف السياسي كافة الذي يرافق الانتخابات، من اغتيالات لشخصيات معارضة له، أو مداهمة وتدمير التجمعات والخيام الانتخابية لبعض المرشحين، وسيساعده على ذلك عدم وجود أي منظومة أمنية».
وفي مقابل ذلك، رفض رئيس حزب «التغيير»، جمعة القماطي، المقرب من تركيا، الحديث عن وجود صراع بين التيارات السياسية بمختلف توجهاتها في ليبيا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نعد حزبنا جزءاً من التيار المدني، ولكننا لا نؤمن بوجود صراع بين التيارات جميعاً، إذا ما التزمت بأسس الدولة المدنية والديمقراطية، واحترمت نتائج صندوق الاقتراع، بعيداً عن استخدام السلاح والانقلاب على السلطة».
وأشار إلى أن حزبه الذي سبق أن قاطع الاستحقاقات السابقة «حسم قراره بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وبدأت لجانه منذ العام الماضي في الاستعداد لخوض المعركة بجميع الدوائر الانتخابية»، لافتاً إلى أنه في حال تم إقرار النظام الفردي، فإن الحزب «سيترك لأعضائه الحرية للمشاركة بصفتهم مستقلين».
أما الكاتب المحلل السياسي سليمان البيوضي، فشكك في قدرة الأحزاب المدنية على الظهور أو تنظيم الصفوف استعداداً للتنافس بالانتخابات. وتساءل البيوضي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هل لدى هؤلاء قدرة على التواصل مع المواطنين والتعامل معهم وفهم ديناميكية الوعي الجمعي؟ وهل يوجد في ليبيا حياة حزبية أصلاً؟».
وتابع أن «شكل النظام الانتخابي لم يتحدد بعد، ولكننا نفضل أن تجرى وفقاً للنظام الفردي، بعيداً عن نظام القوائم ومشاركة الأحزاب والكيانات، لأنها غير موجودة أصلاً، وإن وجدت فهي لا تعبر عن الديمقراطية بوجهها الحداثي».
واختتم البيوضي بالتأكيد على أن «المشكلة في ليبيا أكثر تعقيداً من كونها قواعد وقوانين، إذ إن الأمر مرتبط أيضاً بقناعة الشارع، ويتبقى السؤال: هل سيقبل المواطنون على الانخراط في الانتخابات، أم أنهم سيفضلون المقاطعة، وبالتالي تكون النتيجة إنتاج شرعيات مهلهلة؟».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».