أهداف ليفاندوفسكي تؤكد سيطرة البايرن على اللقب الألماني من دون منازع

ليفاندوفسكي يحتفل بجائزة هداف الدوري الألماني (إ.ب.أ)
ليفاندوفسكي يحتفل بجائزة هداف الدوري الألماني (إ.ب.أ)
TT

أهداف ليفاندوفسكي تؤكد سيطرة البايرن على اللقب الألماني من دون منازع

ليفاندوفسكي يحتفل بجائزة هداف الدوري الألماني (إ.ب.أ)
ليفاندوفسكي يحتفل بجائزة هداف الدوري الألماني (إ.ب.أ)

عندما اكتسح بايرن ميونيخ فريق شالكه بثمانية أهداف نظيفة في المرحلة الأولى للدوري الألماني هذا الموسم، كان ذلك بمثابة إشارة إلى أن «حامل اللقب» لن يتنازل عن التتويج للمرة التاسعة على التوالي، والخسارة الثقيلة إنذار لهبوط شالكه الذي اختتم المسابقة بالمركز الأخير.
بعد هذا الفوز الساحق، شق البايرن طريقه بنجاح إلى منصة التتويج بمساعدة الأهداف الغزيرة لنجم هجومه البولندي الدولي روبرت ليفاندوفسكي الذي حقق رقماً قياسياً تاريخياً في مسيرته هذا الموسم، بتسجيله 41 هدفاً، محطماً الرقم الصامد لأسطورة النادي غيرد مولر منذ موسم 1971/1972 (40 هدفاً).
وكانت النتيجة التي افتتح بها بايرن الموسم مذهلة مثيرة، خاصة أن ذلك جاء بعد 3 أسابيع فقط من استكمال الثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) في الموسم السابق، فيما فشل شالكه أيضاً في تحقيق أي فوز خلال آخر 16 مباراة خاضها بالموسم السابق قبل هذه الهزيمة الثقيلة.
واعتمد بايرن بشكل كبير في مسيرته نحو اللقب على ماكينة أهدافه ليفاندوفسكي الذي سجل هدفه الـ41 في المباراة الختامية التي فاز فيها الفريق (5-2) على أوغسبورغ، عندما استغل كرة سددها زميله لوروا ساني، وارتدت من حارس الفريق المنافس، ليتابعها داخل الشباك.
وقال ليفاندوفسكي في نهاية المباراة: «تنتظر 90 دقيقة، ثم يأتي الهدف في الثواني الأخيرة؛ أنا سعيد للغاية. رأيت تسديدة لوروا ترتد من الحارس، وتكفلت بالباقي». وأضاف: «خاب ظني لأنني لم أتمكن من التسجيل في وقت مبكر من المباراة، لكن في بعض الأحيان عليك أن تكافح من أجل رقم قياسي فريد مثل هذا؛ كنت صبوراً، وآمنت بقدرتي حتى الرمق الأخير. أريد شكر زملائي الذين يتقاسمون هذا الرقم القياسي معي».
وسجل ليفاندوفسكي أهدافه الـ41 في 29 مباراة، بعد أن غاب لنحو شهر في أبريل (نيسان) لإصابة بالتواء في ركبته، مقابل 34 خاضها مولر لدى تحقيق إنجازه في السبعينيات. كما رفع ليفاندوفسكي رصيده من الأهداف هذا الموسم إلى 48 هدفاً في 40 مباراة في مختلف المسابقات.
وهذه هي المرة السادسة التي يتوج بها ليفاندوفسكي هدافاً للدوري الألماني، علماً بأن المرة الأولى كانت في صفوف فريقه السابق بوروسيا دورتموند عام 2014.
وعموماً، صمد إنجاز مولر 49 عاماً أو 17885 يوماً، لكن مولر لا يزال يحتفظ برقم قياسي آخر، هو أفضل هداف في تاريخ الدوري الألماني مع 365 هدفاً، في حين يملك ليفاندوفسكي 278 هدفاً فقط.
وعلى الرغم من أن بايرن لم يكن مقنعاً بالمستوى نفسه الذي كان عليه في الموسم السابق، فإنه توج باللقب. ففي المباراة التالية لفوزه الكاسح (8-صفر) على شالكه، سقط البايرن أمام مضيفه هوفنهايم (1-4)، لينهي بهذا مسيرة 10 شهور بلا أي هزيمة في مختلف المسابقات.
وعندما رفع بايرن درع البطولة أول من أمس، كان ذلك أمام مجموعة صغيرة من المشجعين لا تتجاوز 250 فرداً، في ظل استمرار تأثير جائحة كورونا على الحضور الجماهيري.
وكان المدربون في بؤرة الضوء بشكل أكبر فيما يتعلق بوجهتهم في الموسم المقبل التي أعلنوها خلال فعاليات هذا الموسم. واستشاط بوروسيا مونشنغلادباخ غضباً بمجرد تأكيد مدربه ماركو روزه، في فبراير (شباط) الماضي، أنه سينتقل إلى بوروسيا دورتموند في الصيف. كما خسر أينتراخت فرانكفورت مكانه الذي كان يؤهله من البوندسليغا إلى دوري أبطال أوروبا بمجرد أن أعلن مدربه أدي هويتر، في أبريل (نيسان) الماضي، أنه سيحل مكان روزه في تدريب مونشنغلادباخ الموسم المقبل. ولم يعاني بايرن بالقدر نفسه عندما طلب مدربه هانز فليك الرحيل عن تدريب الفريق بنهاية الموسم، بعد أن نجح في قيادته لحصد 7 ألقاب في غضون 18 شهراً تولى فيها المسؤولية. ويرجح أن يصبح فليك المدير الفني الجديد للمنتخب الألماني، خلفاً للمدرب يواخيم لوف الذي سيترك المنصب بعد بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) المقررة الشهر المقبل. كما أنهى لايبزيغ الموسم في المركز الثاني، بعد تأكيد هادئ على أن مدربه غوليان ناغلسمان سيتولى تدريب بايرن الموسم المقبل.
وهبط شالكه للدرجة الثانية للمرة الرابعة فقط في تاريخه، بعدما حصد 16 نقطة فقط، وسيرافقه فيردر بريمن في رحلة الهبوط.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».