وزير الخارجية القطري يصل الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين

وزير الخارجية القطري يصل الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين
TT

وزير الخارجية القطري يصل الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين

وزير الخارجية القطري يصل الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين

ينتظر أن يكون نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد وصل العاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان رسمي، أمس، إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيصل البلاد في زيارة رسمية تستغرق يومين، يلتقي خلالها كلاً من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.
ووفقاً لبيان الخارجية، فإن الزيارة «رفيعة المستوى»، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية التي وصفها بـ«الوطيدة» بين الخرطوم والدوحة.
وتعد زيارة وزير الخارجية القطري، هي أرفع زيارة لمسؤول قطري للبلاد منذ سقوط نظام الرئيس عمر البشير وتكوين الحكومة الانتقالية، لتنهي بذلك «قطيعة صامتة» أعقبت توتراً شاب علاقات البلدين عقب رفض المجلس العسكري الانتقالي استقبال ذات المسؤول القطري برغم هبوط طائرته في مطار الخرطوم، بعد وقت وجيز من سقوط نظام الإسلاميين الذي كان يتمتع بدعم قطري قوي.
ووقتها تضاربت المعلومات بشأن رفض استقبال المسؤول القطري، بيد أن تقارير صحافية نسبت إلى رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقتها محمد حمدان «حميدتي»، أن مجلسه رفض استقبال الرجل لعدم إبلاغ قطر للخرطوم بالزيارة مسبقاً ودون تنسيق واستئذان، بيد أنه عاد، وقال إنه اكتشف أن بعض أطراف المجلس العسكري كانوا على علم بالزيارة.
وكان عضو المجلس السيادي وقتها الفريق أول شمس الدين كباشي، قد استبق تصريحات «حميدتي»، ونفى بشكل قاطع وفقاً لما تناقلته وكالات الأنباء، رفض السودان لاستقبال وزير الخارجية القطري، ونفى وصول أي طائرة قطرية للبلاد وقتها.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان قد زار الدوحة في أبريل (نيسان) الماضي، وسبقه بالزيارة نائبه محمد حمدان حميدتي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأجرى الرجلان جولة مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تناولت العلاقات الثنائية وتعزيز الاتفاقات بين البلدين.
وتقدر الاستثمارات القطرية في السودان بنحو 3.8 مليار دولار، فيما لعبت الدوحة دوراً بارزا في اتفاقية «سلام الدوحة» الموقعة بين حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، وحركات دارفورية متمردة، وتعهدت برعاية إنفاذ تلك الاتفاقية حتى قبيل سقوط النظام في 11 أبريل 2020.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».