تشهد المرحلة الثامنة والثلاثون (الأخيرة) من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم صراعاً ثلاثياً بين تشيلسي وليفربول وليستر سيتي على البطاقتين الأخيرتين لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وبعدما ضمن مانشستر سيتي اللقب الثالث في الأعوام الأربع الأخيرة، وجاره مانشستر يونايتد الوصافة، انحصرت المنافسة على بطاقتي المركزين الثالث والرابع بين الثلاثي تشيلسي وليفربول وليستر سيتي. ويحتل تشيلسي المركز الثالث برصيد 67 نقطة، بفارق نقطة واحدة أمام ليفربول الرابع بفارق 4 أهداف أمام ليستر سيتي الخامس.
ويحل تشيلسي ضيفاً على أستون فيلا الحادي عشر، فيما يلعب ليفربول للمرة الأولى أمام 10 آلاف من جماهيره عندما يستضيف كريستال بالاس الثالث عشر، ويلتقي ليستر سيتي (بطل مسابقة الكأس) مع ضيفه توتنهام السابع.
ويملك تشيلسي وليفربول مصيرهما بيديهما، حيث سيحسمان بطاقتيهما من خلال الفوز، فيما يحتاج ليستر سيتي إلى النقاط الثلاث أمام توتنهام، مع انتظار خدمة من أستون فيلا أو كريستال بالاس لخطف بطاقته القارية. وعاد رجال المدرب الألماني يورغن كلوب من بعيد في الآونة الأخيرة، وتحديداً منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، حيث جمعوا 23 نقطة من أصل 27 ممكنة، بينها 12 من أصل 12 في المباريات الأربع الأخيرة، معوضين فارق الثماني نقاط التي كانت تفصلهم عن المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية العريقة.
وقال كلوب قبل مواجهة كريستال بالاس: «لقد وجدنا الاستقرار، وخلقنا الثقة مرة أخرى أو قمنا باستعادتها، وسجلنا أهدافًا في اللحظات المناسبة، واهتزت شباكنا مرات أقل؛ هذا هو التفسير الذي أود شرحه».
لكنه حذر من أن الأداء الجيد الأخير لليفربول لن يعني شيئاً ضد فريق بالاس، بقيادة مدربه روي هودجسون الذي سيخوض مباراته الأخيرة على رأس الإدارة الفنية للفريق اللندني، والذي يصمم على تحقيق نتيجة جيدة تكريماً لمدربه.
وأوضح كلوب الذي تغلب فريقه على كريستال بالاس (7-صفر) ذهاباً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي: «لا ينبغي لأحد أن يتوقع المباراة المثالية، مثل التقدم المبكر وكل هذه الأشياء، عليك أن تقاتل من أجل ذلك. أنا أحترم كريستال بالاس كثيراً، وأدرك ما يريدون منحه لروي في مباراته الأخيرة بصفته مدرباً».
وسيكون ليفربول مؤازراً بعشرة آلاف متفرج داخل ملعب أنفيلد، بعد موسم لعبه بالكامل تقريباً خلف أبواب مغلقة بسبب فيروس كورونا، وعلى ذلك علق كلوب: «عودة الجماهير كانت أفضل خبر يمكنني تخيله»، لكنه أكد أنه يجب عليهم التحلي بالصبر، حتى لو لم تكن الأمور تسير في طريق ليفربول في اليوم الأخير المتوتر.
وتابع: «لقد كان موسماً مكثفا بشكل لا يُصدق، ليس هناك شيء يغيِّر ذلك، لكن لدينا الآن إمكانية إنهاء الموسم في مربع القمة».
ويبدو تشيلسي صاحب الأفضلية بين الثلاثي المنافس على البطاقتين الأخيرتين لمسابقة دوري الأبطال، وهو الذي قطع خطوة كبيرة نحو حجز إحداها في المرحلة الماضية، بفوزه على ليستر سيتي (2-1) الثلاثاء.
ويخوض تشيلسي رحلة محفوفة بالمخاطر إلى برمنغهام لمواجهة أستون فيلا الذي أطاح بالفريق اللندني الآخر (توتنهام) في العاصمة (2-1) الأربعاء.
ويدرك رجال المدرب الألماني توماس توخيل جيداً أن فوزهم سيمنحهم بطاقة المركز الثالث، فيما قد تضعهم الخسارة خارج المراكز الأربع الأولى، في حال فوز ليفربول وليستر سيتي، وتصبح أمامهم فرصة أخيرة في 29 مايو (أيار) الحالي عند مواجهة مانشستر سيتي في مدينة بورتو في المباراة النهائية للمسابقة القارية الأهم.
ويريد توخيل أن يحسم تشيلسي بطاقته في برمنغهام، حتى يتجنب الضغط في مواجهة مانشستر سيتي. وقال عن فوائد الفوز على أستون فيلا: «بالتأكيد، بالتأكيد، لسنا بحاجة إلى الحديث حول هذا الأمر، فمن المؤكد أنه سيزيل بعض الضغط؛ لقد قمنا بكثير من العمل الشاق، وقدمنا عروضاً جيدة متسقة من النتائج في الأشهر القليلة الماضية، وخضنا كثيراً من المباريات في موسم مزدحم، وكان الموقف معقداً مع الوصول لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وصراع المربع الذهبي، والتأهل لنهائي دوري الأبطال؛ لقد تطلب ذلك معدلات مختلفة من التركيز، لكننا اجتهدنا، ومصيرنا لا يزال بأيدينا، نريد إنهاء مهمة اليوم الأخير بنجاح».
وتابع: «هناك فرصة لثلاثة فرق للفوز بمركزين، وهكذا هو السباق، سنلعب بأقصى طاقة من أجل الفوز، لا أعتقد أننا سنصل إلى النهائي الأوروبي ونحن نفكر في الموسم المقبل من دوري الأبطال».
وأشار توخيل إلى أن مشاركة لاعب الوسط الفرنسي نغولو كانتي، والمهاجم الألماني كاي هافرتز، أمام فيلا تتوقف على اختبار لياقتهما، بينما سيعود المدافع أندرياس كريستنسن للتشكيلة بعد الغياب عن آخر 3 مباريات بسبب إصابة عضلية.
ووعد دين سميث، مدرب أستون فيلا، ببذل فريقه قصارى جهده في مواجهة تشيلسي، وقال: «توخيل تمتع ببداية رائعة مع تشيلسي؛ تأهل لنهائي كأس الاتحاد ودوري أبطال أوروبا، والآن يحاول تأمين مكانه بالمربع الذهبي، لكننا سنبذل قصارى جهدنا في محاولة الخروج بانتصار يكلل أيضاً موسمنا الناجح». وبعد الانتصار الرائع على توتنهام (2-1) في المشاركة الأولى لصانع ألعابه جاك غريليش بعد 3 شهور من الغياب للإصابة، قال سميث: «غريليش في طريقه لاستعادة كامل لياقته البدنية، وقد أظهر ثقة حقيقية في أدائه أمام توتنهام، ونأمل في رؤية المزيد في مواجهة تشيلسي».
وسينهي فيلا الموسم في المركز الـ11، مما يمثل تطوراً كبيراً عن الموسم الماضي الذي نجا فيه من الهبوط في الجولة الأخيرة، بتعادله مع وستهام.
وفي المقابل، يمني ليستر سيتي النفس بعدم تكرار سيناريو الموسم الماضي، عندما حرمه مانشستر يونايتد من الوجود في المسابقة القارية العريقة في المرحلة الأخيرة، بالخسارة أمامه (صفر-2) على أرضه، لتذهب البطاقة القارية إلى الأخير. لكن مدربه الآيرلندي الشمالي براندن رودجرز يثق في حظوظ فريقه في التأهل، ويقول: «لا أعتقد أن الأمر انتهى بعد. لديّ هذا التفاؤل والإيمان بأننا إذا قمنا بعملنا، فلن نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستنتهي المنافسة».
وأضاف رودجرز: «ما لا نريده هو أن يُفتح الباب لنا ولا نمرّ من خلاله. إذا وصلنا إلى 69 نقطة، ولم نتمكن بطريقة ما من الوصول إلى دوري أبطال أوروبا، فسيكون ذلك أمراً مؤسفاً حقاً».
وفي صراع البطاقة الثانية المؤهلة إلى مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، يحتاج وستهام إلى نقطة فقط على أرضه أمام ضيفه ساوثهامبتون، ليضمن المركز السادس ومكاناً في المسابقة القارية الثانية.
ويواجه وستهام منافسة على البطاقة من جاره اللندني توتنهام السابع الذي بإمكانه خطفها في حال فوزه على ليستر سيتي، وخسارة رجال المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز أمام ساوثهامبتون.
وقال ريان ماسون، المدير الفني المؤقت لتوتنهام، إنه يدرك أن موسم الفريق لم يكن مقبولاً، لكن اقتناص الفرصة الأخيرة للمشاركة أوروبياً سيكون أفضل وسيلة لإسعاد الجماهير.
ولكن توتنهام سيغيب عن المشاركة الأوروبية تماماً للمرة الأولى منذ موسم (2009-2010)، في حالة إخفاقه في تحقيق الفوز، وهو ما سيفسح الطريق أمام إيفرتون وآرسنال اللذين يلتقيان مانشستر سيتي وبرايتون، على الترتيب.
وحتى في حالة تأهل توتنهام للدوري الأوروبي، يدرك ماسون الذي سيرحل عن تدريب الفريق أن هذا الموسم كان مخيباً للآمال، ويوضح: «لا نريد أن نكون حيثما نحن الآن؛ لا أرى حرجاً في قول هذا. نود أن نهدف لأشياء أفضل». ويدرك كل من وستهام وتوتنهام أن أي تعثر جديد سيمنح الأمل لإيفرتون في الانقضاض على بطاقة الدوري الأوروبي، حال فوز الأخير على مانشستر سيتي (البطل).
ويتطلع سيتي للاحتفال بلقبه، وأيضاً الاطمئنان على تشكيلته قبل خوض نهائي دوري الأبطال بأفضل طريقه أمام جماهيره في ملعب «الاتحاد»، بعد خسارته المفاجئة بالمرحلة السابقة (2-3) أمام برايتون. وستكون المباراة أيضاً وداعاً لهداف سيتي التاريخي الأرجنتيني سيرجيو أغويرو الذي سيرحل بنهاية الموسم منتقلاً إلى برشلونة الإسباني. ووصف الإسباني غوسيب غوارديولا، المدير الفني لسيتي، الغرائز القوية لمهاجمه الأرجنتيني بغرائز «أسد في الغابة».
وقضى أغويرو (32 عاماً) مع مانشستر سيتي عقداً كاملاً، سجل خلاله 258 هدفاً (أبرز هداف للفريق عبر تاريخه)، وأحرز 12 لقباً، من بينها 5 ألقاب للدوري الإنجليزي.
وقال غوارديولا: «عندما يكون أغويرو جاهزاً، يكون مثل الأسد في الغابة، ويقوم بخطوات تقتل منافسيه؛ إنه يذكرني بالنجم البرازيلي روماريو: لديه القدرات والحساسية الفريدة على المرمى. وهدفه الأخير في مرمى كريستال بالاس يؤكد براعته». وأضاف: «سيلعب حتى سن الخامسة والثلاثين أو الأربعين، وسيسجل دائماً الأهداف. هذا يعتمد على حالته البدنية. عندما يكون بحال جيدة». وكانت المشكلة الرئيسية لأغويرو هي حالته البدنية التي أفسدت موسمه الأخير مع سيتي، ليخرج من حسابات مدربه، حيث لم يشترك سوى في 8 مباريات فقط ضمن التشكيلة الأساسية، سجل خلالها 4 أهداف.
وربما يدفع غوارديولا بمهاجمه الأرجنتيني اليوم، في ظهور أخير وفرصة لتوديع جماهير سيتي الذين سيكونون في المدرجات. وقال المدرب الإسباني: «سيلعب أغويرو ما دام أنه قادر على المشاركة.. لقد كان مصاباً، وتدرب في هذين اليومين فقط، وكانت تدريبات جزئية. ولهذا سنقرر موقفه قبل المباراة مباشرة».
وتشهد الجولة الأخيرة التي تقام جميع مبارياتها في توقيت واحد مواجهة مانشستر يونايتد (الوصيف) مع وولفرهامبتون. ويتطلع النرويجي أولي غونار سولسكاير، مدرب يونايتد، إلى الاطمئنان على تشكيلته قبل خوض المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي أمام فياريال الإسباني. وربما يدفع سولسكاير الذي يفتقد لجهود مدافعه وقائده هاري ماغواير للإصابة بلاعبي الصف الثاني، خشية تعرض الأساسيين لإصابات. وما زالت مشاركة ماغواير في النهائي الأوروبي في مدينة غدانسك البولندية، الأربعاء المقبل، محل شك. وقال سولسكاير: «ماغواير يسير من دون عكازين، لكن المشي ليس مثل الركض. لكي أكون صادقاً، لا أعتقد أنه سيكون موجوداً في النهائي الأوروبي، لكنني كما قلت في مرات كثيرة سأمنحه فرصة حتى يوم الثلاثاء، في آخر تدريب للفريق، لأرى إذا ما كان بإمكانه المشاركة».
في المقابل، يخوض البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو، مدرب وولفرهامبتون آخر مباراة له في قيادة فريقه صاحب المركز الثاني عشر، بعد أن أعلن أنه سيرحل عقب مواجهة مانشستر يونايتد. وقال نونو: «لقد حققنا أهدافنا، وأولاً، وقبل كل شيء، أود أن أشكر المشجعين الذين لعبوا جميعاً دوراً مهماً في مساعدتنا على الوصول إلى قمم جديدة مع الذئاب، وسكان المدينة الذين رحبوا بنا، وجعلونا نشعر بأننا في بيتنا».
وفي 4 مواسم مع وولفرهامبتون، ساعد نونو النادي على الصعود إلى الدوري الممتاز، وبلوغ الدور ربع النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) العام الماضي، قبل الخسارة أمام إشبيلية الإسباني المتوج باللقب لاحقاً. ويعد نونو سانتو أحد الأسماء المتداولة للإشراف على تدريب توتنهام الموسم المقبل.
وتشمل الجولة الختامية لقاء فولهام (الهابط) مع نيوكاسل يونايتد، وليدز يونايتد مع وست بروميتش ألبيون (الهابط)، وآرسنال مع برايتون، وشيفيلد يونايتد (الهابط) مع بيرنلي.