العيسى: «وثيقة مكة» ملأت فراغاً مهماً في إجماع علماء الأمة حول قضايا ملحة

دعوات لإدراجها في المناهج الدراسية خلال الندوة الدولية بالرباط

جانب من الندوة الدولية التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من الندوة الدولية التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط (الشرق الأوسط)
TT

العيسى: «وثيقة مكة» ملأت فراغاً مهماً في إجماع علماء الأمة حول قضايا ملحة

جانب من الندوة الدولية التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من الندوة الدولية التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط (الشرق الأوسط)

أجمع علماء وقيادات دينية وفكرية إسلامية وعالمية خلال الندوة الدولية «وثيقة مكة: إنجازات وآفاق» في العاصمة المغربية الرباط، على ما أسهمت به الوثيقة من ملء فراغ مهم في إجماع علماء الأمة حول قضايا عصرية ملحة، وحاجة البشرية لها في ظل الصراعات الفكرية المعاصرة، وسط دعوات لإدراجها في المناهج الدراسية في العالم الإسلامي.
واستعرض الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين في محاضرة رئيسة ضمن الندوة التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي، أبرز ملامح وثيقة مكة وما امتازت به فكرتها، مستعرضاً نماذج من مظاهر الاحتفاء بها في الداخل الإسلامي وخارجه ومن ذلك طلب جهات غير إسلامية تدريب مكونها الإسلامي على محتوى الوثيقة وخصوصاً الأئمة والخطباء والمرشدين الدينيين.
وأكد رئيس علماء المسلمين أن الوثيقة أظهرت موقف ‎الإسلام من التشارك الحضاري والتعايش الإنساني وموقفه بشكل عام من عدد من القضايا المعاصرة الملحة، وأن الوثيقة تحمل رسالة علمية عالمية بأفق إسلامي مستنير اضطلع به علماء الأمة، حيث صادق عليها حضور مؤتمرها التاريخي من عموم مفتي العالم الإسلامي وعلمائهم ودول الأقليات على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، والبالغ أكثر من 1200 مفتٍ وعالم، وأكثر من 4500 مفكر إسلامي من 27 مذهباً وطائفة أتوا من 139 دولة.
وتطرق إلى ما أكدته الوثيقة من ضرورة احترام وجود الآخر وحفظ كرامته بحقوقه كافة مع التعايش والتشارك والتعاون الأخوي معه، مشيراً إلى تجليات الوثيقة بشأن أهمية الحوار الديني والحضاري بفاعلية مع تنبيه بنود الوثيقة إلى سلبية استدعاء مآسي التاريخ المحسوبة على أصحابها وليس الإسلام أو غيره، لافتاً إلى حرص الوثيقة على تنمية المجتمعات الإسلامية ومواجهة الفساد وترشيد الاستهلاك والمحافظة على البيئة.
كما نبه الأمين العام للرابطة على اهتمام الوثيقة بترشيد العاطفة الدينية ولا سيما لدى الشباب المسلم لئلا ينطلقوا دون وعي ولا رشد، مؤكداً أن خاطفي بعض الشباب المسلم لا يراهنون في سبيل تحقيق أهدافهم على شيء مثلما يراهنون على العاطفة المجردة عن الوعي، مع تحميل الأسرة والمؤسسات الرسمية الحكومية والأهلية ذات الصلة مسؤولية هذه الوظيفة التوعوية والتحصينية.
وأضاف الدكتور محمد العيسى أن وثيقة مكة المكرمة ملأت فراغاً مهماً في إجماع علماء الأمة الإسلامية تجاه قضايا عصرية ملحة، وأنها أثبتت تميز أولئك العلماء بقدرتهم على توحيد كلمتهم رغم تنوعهم المذهبي الكبير، منوهاً بأن القبلة والمظلة الجامعة بمكة المكرمة هي الحادي لتحقيق إجماع علماء الإسلام بتنوعهم المذهبي على قضايا مهمة ذات سجال علمي وفكري واسع، مبيناً أن لوثيقة مكة المكرمة هيئة عامة وجائزة سنوية تُعنى بدراسات وببرامج ومبادرات تفعيلها حول العالم.
واختتمت المحاضرة التي ألقاها أمين رابطة العالم الإسلامي بعدد من المداخلات التي حللت مضامين وثيقة مكة المكرمة ودورها في خدمة الرسالة الإسلامية وإيضاح حقائقها الناصعة وأهميتها للداخل الإسلامي في تفاعل مكوناته مع بعضها وتفاعلها مع خارجها، وفي اعتمادها مرجعية شاملة في مؤسساته الرسمية التعليمية والفكرية والثقافية والدينية، إضافة إلى أهميتها كذخيرة إسلامية عصرية أصيلة للمسلمين في البلدان غير الإسلامية في تعايشهم وتفاعلهم مع محيطهم.
ومن جانبه، نوه المدير العام لـ«الإيسيسكو» الدكتور سالم المالك، بجهود الشيخ الدكتور محمد العيسى، في رابطة العالم الإسلامي، وترجمة ذلك تحديداً عبر مضامين وثيقة مكة المكرمة، مؤكداً على الشراكة الوثيقة التي تجمع بين «الإيسيسكو» ورابطة العالم الإسلامي.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور أحمد السنوني، الأمين العام المساعد للرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، أن وثيقة مكة المكرمة تمثل في بنودها وتوجهاتها ومبادئها الغنية والأصيلة مصدر إلهام على الصعيدين الفردي والجماعي باعتبارها وثيقة إنسانية في أهدافها وأبعادها الوظيفية.
فيما أبرز الدكتور خالد الصمدي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، كاتب الدولة السابق في وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي في المملكة المغربية، البعد التربوي لوثيقة مكة المكرمة، مؤكداً أنها صححت الكثير من المفاهيم، ورسخت العديد من القيم، وعملت على تنمية مهارات تدبير الاختلاف، وبالتالي يلزم إدراجها في المقررات والمناهج الدراسية في الدول الإسلامية أخذاً بالاعتبار أبعادها الكونية والدولية ومخاطبتها ليس فقط المسلمين بل كل البشرية على اختلاف أديانها وثقافاتها.
كما أوضح الدكتور مصطفى الزباخ، مقرر أكاديمية المملكة المغربية، أن الوثيقة بمثابة بوصلة يحتاج لها العالم الإسلامي اليوم والبشرية جمعاء في ظل الاضطرابات والصراعات الفكرية التي يشهدها العالم اليوم، كما أن الوثيقة تسعى إلى تحرير العقل الإسلامي من سجون المفاهيم المضللة بهدف بناء فهم متجدد للإسلام.



الإمارات تعلن هوية الجناة في حادثة مقتل مقيم بجنسية مولدوفية

عَلم الإمارات (رويترز)
عَلم الإمارات (رويترز)
TT

الإمارات تعلن هوية الجناة في حادثة مقتل مقيم بجنسية مولدوفية

عَلم الإمارات (رويترز)
عَلم الإمارات (رويترز)

أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية، الاثنين، أن السلطات الأمنية المختصة بدأت إجراء التحقيقات الأولية مع ثلاثة جناة أُلقي القبض عليهم، لاتهامهم بارتكاب جريمة قتل بحق شخص يُدعى «زفي كوغان» يحمل الجنسية المولدوفية ويقيم بالإمارات؛ تمهيداً لإحالتهم إلى النيابة العامة، لاستكمال التحقيقات.

وكشفت السلطات الأمنية في الإمارات، في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات، عن هوية الأشخاص الثلاثة الذين يحملون الجنسية الأوزبكية، وهم: أولمبي توهيروفيتش (28 عاماً)، ومحمود جون عبد الرحيم (28 عاماً)، وعزيز بيك كاملوفيتش (33 عاماً).

كانت الداخلية الإماراتية قد أعلنت، الأحد، إلقاء القبض على الجناة في حادثة مقتل «زفي كوغان» الذي يحمل الجنسية المولودفية، وفقاً للأوراق الثبوتية التي دخل بها إلى الإمارات.

وأفادت، في بيان: «بعد أن تقدمت عائلة المجني عليه ببلاغ عن اختفائه، جرى تشكيل فريق بحث وتحرٍّ، وأسفرت التحقيقات عن العثور على جثة الشخص المفقود وتحديد الجناة، حيث جرى إلقاء القبض عليهم وبدء الإجراءات القانونية اللازمة».