هادي يتمسك بوحدة اليمن في ذكراها الـ31... ويتبرأ من الأخطاء التي رافقتها

دعا النخبة السياسية إلى التركيز على مواجهة المشروع الإيراني

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (سبأ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (سبأ)
TT

هادي يتمسك بوحدة اليمن في ذكراها الـ31... ويتبرأ من الأخطاء التي رافقتها

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (سبأ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (سبأ)

أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمسكه بالوحدة في بلاده في ذكراها 31 متبرئا من الأخطاء التي رافقتها، داعياً في الوقت نفسه النخبة السياسية إلى التركيز على مواجهة المشروع الإيراني في بلاده وأداته الحوثية، بحسب ما جاء في خطاب رسمي له بالمناسبة.
وهاجم هادي في خطابه الجماعة الحوثية، وقال: «نحتفل في هذا العام ومنذ سنين مضت بهذه المناسبة الوطنية الغالية، في ظل ظروفٍ معقدة وتحدياتٍ كبيرة على مختلف الصعد، وفي مقدمها الانقلاب على الدولة والحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً، وتبعاتها المتراكمة بما تحمله من فكر ضال ومشاريع هدامه وأجندة دخيله عنوانها ومضمونها نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن، التي لا يمكن القبول بها مطلقاً».
وتطرق الرئيس اليمني إلى الهجوم الذي تشنه الميليشيات الحوثية، على محافظة مأرب منذ أكثر من عام، ووصفه بأنه «يعكس النفسية المريضة للجماعة» التي قال إنها «تتعالى على الشعب، وتحاول فرض خياراتها وأهدافها وأفكارها المزيفة بالقوة القاهرة والدماء والدمار».
وبينما شدد هادي على أن تكون ذكرى الوحدة المعلنة بين الشمال والجنوب في 22 مايو (أيار): «فرصة للتوحد حول القضية الوطنية»، دعا «مختلف أطياف المجتمع ومكوناته الحزبية والاجتماعية وشرائحه المختلفة شيوخا وشبابا، رجالاً ونساء، وكل المؤسسات السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية إلى توحيد الطاقات والصفوف والتواصي على كلمة سواء، جوهرها ومضمونها الحفاظ على الثوابت الوطنية ومواجهة المشروع الإيراني ودعاة الفتنة والحروب وحاملي مشاريع الظلام» بحسب تعبيره.
وقال إن الوحدة في بلاده «مثلت تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعاً نحو المستقبل، ولذلك استقبلها شعبنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته».
تمسك هادي بخيار الوحدة في بلاده لم يمنعه من الإشارة إلى ما لحق بها «من ضرر بسبب العديد من الممارسات الخاطئة»، التي قال إنها «لا تعني الوحدة الوطنية ولا المشروع الوطني، بل تعني أولئك الذين اختاروا طريق الإساءة لتطلعات الشعوب، ووقفت ممارساتهم حائلاً دون التقدم نحو المستقبل».
وتابع الرئيس اليمني تحذيراته من تكرار «الإساءة للقضية الوطنية والوحدة الوطنية»، وقال: «الانقلاب على الدولة اليمنية والتمترس وراء العنف السلالي والانحيازات المذهبية والمشاريع الإيرانية يضرب الوحدة الوطنية في الصميم، ويعيد إنتاج الصورة النمطية للعنصرية الإمامية، ويكرر منهجية التسلط الفئوي بعيداً عن طموحات الناس المتمثلة في العدالة والحرية ونيل الحقوق».
وفي هجوم ضمني على القوى الجنوبية الداعية إلى فصل شمال البلاد عن جنوبها، قال هادي إن أولئك اختاروا «طريق التشرذم والتمترس وراء المناطقية والشحن المناطقي ونشر الكراهية»، بحسب تعبيره.
وأضاف: «نعتقد أن الوحدة اليمنية غاية نبيلة، تعرضت للنهش والتهشيم، وأن مشروع الدولة الاتحادية التي تضمنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد وضع الأسس الصحيحة والسليمة لمسار قويم وراشد يكفل الحقوق والشراكة ويعيد الاعتبارات ويضمد الجروح ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا وأمناً». ووصف مشروع الدولة الاتحادية الذي ينادي به بأنه «الألْيَق بتطلعات اليمنيين والأجدر بتمثيل أحلامهم واعتبار تضحياتهم واستيعاب تنوعاتهم ليضعها جميعاً في طريق مستقبل آمن ومستقر بعيداً عن دوامة الصراعات والانقسامات والتهميش».
وفي حين قال إنه يأمل أن يتحقق «النصر قريباً» على الحوثيين، أشار إلى أنه وجَّه الحكومة «بالعمل بشكل استثنائي لتطبيع الأوضاع الأمنية والخدمية ووضع الأولوية القصوى لخدمة المواطن ولاستتباب الأمن وتوحيد أجهزته وتفعيل مؤسسات الدولة واستعادة الخدمات كالكهرباء والصحة والمياه والتعليم وإيلاء الملف الاقتصادي أهمية بالغة».
وانتقد الرئيس اليمني «ما تعرضت له الحكومة من تحديات وعراقيل بما فيها (التحريض المتعمد والتعطيل الممنهج لأعمالها)» وقال: «نؤكد مجدداً على ضرورة القيام بمسؤولياتها وبتكامل مع السلطات المحلية وتجاوز كل العراقيل التي تقف في طريق تطبيع الأوضاع».
خطاب الرئيس اليمني الذي واكبته احتفالات رمزية في بعض المناطق المحررة، بالمناسبة، كما هو الحال في مأرب وسيئون وأبين، جاء في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية هجومها على مأرب، بحسب ما ذكره الإعلام العسكري.
وأفادت المصادر العسكرية بأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كسرت،، السبت، هجوماً لميليشيا الحوثي في جبهة المشجح غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «ميليشيا الحوثي شنّت هجوماً على أحد المواقع العسكرية في جبهة المشجح، إلا أن عناصر الجيش والمقاومة أفشلوا الهجوم في لحظاته الأولى، وأجبروا الميليشيا على التراجع والفرار بعد مصرع 8 من عناصرها وجرح آخرين، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد».
وطبقاً للمصدر نفسه «استهدف طيران تحالف دعم الشرعية مواقع وتجمعات للميليشيا الحوثية في مواقع متفرقة غرب مأرب، وألحق بها خسائر بشرية ومادية، منها تدمير مدرعة في جبهة المشجح وعربتين بجبهة الكسارة ومصرع كل من عليها».
يشار إلى أنه مع تصاعد الهجمات الحوثية باتجاه مأرب، لا تلوح في أفق الأزمة اليمنية أي حلول قريبة لوقف القتال والتوصل إلى سلام رغم المساعي الأممية والدولية والمبادرات بسبب رفض الميليشيات لهذه الجهود وإصرارها على التصعيد العسكري.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.