الأردن يعرض علاج مصابين جراء الحرب الإسرائيلية

فلسطيني يتلقى العلاج يوم الخميس بمستشفى الشفاء في غزة بعدما أصيب في الغارات الإسرائيلية على القطاع (د.ب.أ)
فلسطيني يتلقى العلاج يوم الخميس بمستشفى الشفاء في غزة بعدما أصيب في الغارات الإسرائيلية على القطاع (د.ب.أ)
TT

الأردن يعرض علاج مصابين جراء الحرب الإسرائيلية

فلسطيني يتلقى العلاج يوم الخميس بمستشفى الشفاء في غزة بعدما أصيب في الغارات الإسرائيلية على القطاع (د.ب.أ)
فلسطيني يتلقى العلاج يوم الخميس بمستشفى الشفاء في غزة بعدما أصيب في الغارات الإسرائيلية على القطاع (د.ب.أ)

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني السبت في اتصال هاتفي مع رئيس بعثة المستشفى الميداني العسكري الأردني في غزة إلى نقل مصابي غزة ممن تتطلب حالاتهم استكمال العلاج إلى مستشفيات المملكة، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله «اطمأن» السبت، في اتصال هاتفي مع رئيس بعثة التعزيز للمستشفى الميداني الأردني غزة المقدم الطبيب هيثم أربيحات، إلى «أوضاع المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة واحتياجاته، وإلى الأشقاء الفلسطينيين المصابين في القطاع الذين يتلقون العلاج فيه».
وأكد العاهل الأردني «أهمية توفير سبل الرعاية وأفضل العناية بالمرضى والمصابين في المستشفى»، داعياً القوات المسلحة الأردنية لـ«نقل المصابين ممن تتطلب حالاتهم استكمال العلاج في الأردن إلى مستشفيات المملكة».
وأوضح أن «الأردن مستمر في توفير كل سبل الدعم للأشقاء الفلسطينيين».
وبحسب البيان «استقبل المستشفى الميداني العسكري الأردني في غزة، منذ انطلاقه عام 2009، ما يقارب ثلاثة ملايين مريض، حيث كان الأردن أول دولة عربية تقوم بإرسال مستشفى ميداني إلى القطاع، ويتراوح عدد مراجعيه بين 1000 إلى 1200 يومياً».
ويضم المستشفى الذي تتبدل طواقمه كل ثلاثة أشهر مختلف الاختصاصات الطبية كالجراحة العامة والحروق والعظام والعمود الفقري والتجميل والترميم والأطفال، والصدر، والوجه والفكين. وأعلن رئيس جمعية المستشفيات الأردنية الخاصة فوزي الحموري الاثنين استعداد المستشفيات الخاصة لاستقبال وعلاج 300 جريح فلسطيني مجاناً.
وقال الحموري في بيان إن «المستشفيات الخاصة تؤكد استعدادها التام لاستقبال ومعالجة 300 من الجرحى الفلسطينيين مجاناً كمرحلة أولى إلى جانب تقديم مساعدات إنسانية وطبية وتنظيم حملات للتبرع بالدم».
ودعا الحكومة إلى «المساعدة في تسهيل إجراءات نقل الجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات الخاصة في أسرع وقت ممكن لتمكين هذه المستشفيات من القيام بواجبها تجاه الأشقاء في فلسطين»، حسب ما جاء في تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.
وشهد الأردن، الذي يرتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994 خلال الأيام الماضية تظاهرات شبه يومية تضامناً مع الفلسطينيين في القدس وغزة.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.