في الوقت الذي عاشت فيه مدينة أم الفحم (عرب 48)، إضرابا عاما، أمس الخميس، اختتم بدفن جثمان الشهيد الفتى، محمد محمود كيوان (17 عاما)، خرجت عائلته بتصريحات صحافية لعشرات وسائل الإعلام، أكدت فيها، أن الشرطة قتلته بدم بارد وأنه لو كان يهوديا لما قتل ولما أصيب واعتبرت قتله إعداما ميدانيا.
وكان الفتى كيوان، وهو طالب ثانوي، قد أصيب في يوم الأربعاء 12 الجاري، عند مفرق مستوطنة «ميعامي»، القائمة على أراضي أم الفحم. وحسب رواية الشرطة فإن شبانا كانوا يقذفون الحجارة على السيارات بشكل يهدد حياة ركابها، فحضرت قوة بوليسية إلى المكان وطلبت من ركاب إحدى السيارات أن تتوقف، فرفضت مما اضطر عناصر الشرطة لإطلاق الرصاص. لكن والد الفتى، محمود كيوان، قال رواية أخرى، أكد فيها، أن ابنه بطبيعته لا يحب العنف ولا يقذف الحجارة. وأضاف: «كان ورفاقه في السيارة فعلا، حذرهم مسلحون باللباس المدني ومن دون أي إشارة تدل على أنهم رجال شرطة أو شرطة سرية. خاف الفتية وهربوا. وخلال ذلك أصيب ابني. يجب أن تقال الحقيقة كاملة. لو كان ابني يهوديا لما كانوا أطلقوا عليه الرصاص القاتل. ابني قتل بدم بارد. هذا إعدام ميداني».
وقد نقل الفتى للعلاج في المشفى، من إصابة شديدة في الرأس. وعمل أطباء مستشفى رمبام في حيفا طيلة الأسبوع على إنقاذه ولم يتمكنوا. وفي يوم الأربعاء، الأول من أمس، أعلنت وفاته. وقالت العائلة: «ابننا شهيد، يلحق بركب قافلة الشهداء الذين سالت دماؤهم زكية طاهرة من أجل القدس والمسجد الأقصى وجراحات أهلنا وإخواننا في غزة العزة والصمود».
وعلى إثر ذلك قرر أهالي أم الفحم إعلان الإضراب العام، أمس الخميس، وتشييع الشهيد في مسيرة على طول الشارع الرئيسي في المدينة فيما سموه «زفة الشهيد». وأصدرت عائلة الشهيد، وبلدية أم الفحم واللجنة الشعبية ولجنة المتابعة العليا، بيانا مشتركا حملت الشرطة مسؤولية القتل. وجاء في البيان: «إننا نحمل مسؤولية اغتيال ابننا للشرطة الإسرائيلية وكافة الأجهزة المرافقة لها، ونعتبر ما قامت به هذه الشرطة، جزءًا من جرائم الحرب التي يرتكبها طغاة إسرائيل في غزة والشيخ جراح والمسجد الأقصى والداخل الفلسطيني. وما قتل واغتيال ولدنا محمد ابن مدينة أم الفحم، وموسى حسونة ابن مدينة اللد، إلا جزء من سياسات القتل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في كافة تواجدنا الفلسطيني يوميا. في هذا السياق، ونحن نزف إلى أهلنا استشهاد ولدنا وارتقاءه إلى عليين، نؤكد أننا سنلاحق القتلة، ولن نستكين أبدا حتى تتحقق العدالة مع إدراكنا أن عدالة السماء بانتظار هؤلاء القتلة».
إضراب في أم الفحم عشية دفن فتى قتل برصاص إسرائيلي
إضراب في أم الفحم عشية دفن فتى قتل برصاص إسرائيلي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة