سمير غانم... رحيل «فارس» الارتجال الكوميدي

فقدت الكوميديا العربية والمصرية أحد أبرز صنّاع بهجتها برحيل الفنان الممثل المصري سمير غانم، اليوم (الخميس)، في أحد المستشفيات متأثراً بمضاعفات صحية نتيجة إصابته بفيروس «كورونا».
على مدى ستة عقود، شارك سمير غانم في مئات الأعمال المتنوعة على المسرح وفي السينما والتلفزيون، كما قدم الأعمال الاستعراضية مثل «فوازير رمضان» التي اشتهر بها التلفزيون المصري القرن الماضي، واشتهر بقدرته على الارتجال وليد اللحظة، سواء في المسرح أو حتى في الأعمال التلفزيونية والسينمائية.
وُلد سمير يوسف غانم في يناير (كانون الثاني) 1937، والتحق بعد الدراسة الثانوية بكلية الشرطة، لكنه تركها ليلتحق بعد ذلك بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية.
شكل في حقبة الستينات فريقاً متناغماً بمجال المنوعات والكوميديا مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم، وأُطلق عليه «ثلاثي أضواء المسرح»، وقدموا مع المخرج محمد سالم مسرحيات «حواديت» و«براغيت» وغيرهما.
وفي السينما قدم الثلاثي أفلام «30 يوم في السجن» و«شباب مجنون جدا» و«شاطئ المرح» و«بنت شقية» و«الزواج على الطريقة الحديثة» و«لسنا ملائكة».
بعد وفاة الضيف أحمد في 1970، استمر سمير وجورج في العمل معاً وقدما مسرحيات «موسيقى في الحي الشرقي» و«جوليو وروميت» و«المتزوجون» و«أهلا يا دكتور»، لكنهما انفصلا في النهاية.
شارك سمير غانم في بعض الأفلام بأدوار مختلفة مثل «الأحضان الدافئة» و«أميرة حبي أنا» و«فيفا زلاطا»، إلى أن استطاع إثبات جدارته بالبطولة المطلقة؛ فقدم أفلام «نوع من النساء» و«حسن بيه الغلبان» و«تجيبها كده... تجيلها كده... هي كده» و«الجواز للجدعان» و«الرجل الذي عطس» و«عبقري على ورقة دمغة» و«مجرم رغم أنفه».
https://www.youtube.com/watch?v=tpdyzCvhivI&feature=youtu.be
لمع نجمه في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلي «حكاية ميزو» و«كابتن جودة»، كما ابتكر شخصية «فطوطة»، التي قدمها بالتعاون مع المخرج فهمي عبد الحميد في «فوازير رمضان»، فأحبها الصغار والكبار.
ظل المسرح هو عشقه الأول والمجال الأرحب الذي يستطيع من خلاله إبراز طاقاته الفنية وتوظيف الإكسسوارات الشخصية في إضحاك الجمهور.
ومن أبرز مسرحياته «الأستاذ مزيكا» و«جحا يحكم المدينة» و«فارس وبني خيبان» و«أخويا هايص وأنا لايص» و«بهلول في إسطنبول» و«أنا ومراتي ومونيكا» و«دو ري مي فاصوليا» و«مراتي زعيمة عصابة».
مع التقدُّم في العمر، قلَّت أعماله الفنية، لكن ظلت إطلالته في أي عمل مصدر بهجة للمشاهد، وكانت من أعماله في السنوات القليلة الماضية المسلسل الإذاعي «فطوطة وكأس العالم» ومسلسل «عزمي وأشجان».
كرمه «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في دورته التاسعة والثلاثين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في بيان اليوم: «الحياة الفنية في مصر والوطن العربي فقدت أحد العباقرة، وأيقونة كوميدية فذة».
وأضافت: «أسلوبه المميز نجح في جذب قلوب الجمهور عبر سنوات طويلة شهدت أعمالاً ستبقى راسخة في الوجدان بشخصياتها ومفرداتها».
كما نعَتْه نقابة المهن التمثيلية في مصر والهيئة العربية للمسرح وعدد كبير من الفنانين بمختلف الدول العربية.
وكتبت الممثلة التونسية هند صبري على «فيسبوك»: «فنان من طراز نادر. كنت أشعر دائماً أنه فرد من العائلة، وهو من أكثر من كانوا يضحكوننا ويخرجونا من أي حالة نفسية بمجرد مشاهدة أي مشهد له... وداعاً آخر أضواء ثلاثي المسرح الجميل».
وأثمر زواج سمير غانم من الممثلة دلال عبد العزيز ابنتين، دنيا وإيمي، تزوجت الأولى من المذيع التلفزيوني رامي رضوان والثانية من الممثل حسن الرداد.