جاك مخباط... الطبيب الممثّل الذي وجد دواءه على خشبة المسرح

أخصّائي الأمراض الجرثوميّة يمثّل إلى جانب المحترفين منذ ربع قرن

البروفسور جاك مخباط بين العيادة والمسرح... هنا إلى جانب الممثلة والمخرجة بيتّي توتل
البروفسور جاك مخباط بين العيادة والمسرح... هنا إلى جانب الممثلة والمخرجة بيتّي توتل
TT

جاك مخباط... الطبيب الممثّل الذي وجد دواءه على خشبة المسرح

البروفسور جاك مخباط بين العيادة والمسرح... هنا إلى جانب الممثلة والمخرجة بيتّي توتل
البروفسور جاك مخباط بين العيادة والمسرح... هنا إلى جانب الممثلة والمخرجة بيتّي توتل

هذا الوجه الذي يطلّ إلى جانب الممثلة بيتّي تَوتِل في مسرحيّة «مونوبوز» مألوفٌ جداً، لكنّه خارج إطاره المعتاد. غالباً ما يظهر على الشاشات في عيادةٍ مرتدياً ثوبه الأبيض، ومعلّقاً على جائحة كورونا أو شارحاً أعراض فيروسٍ ما. لكن، ماذا يفعل الدكتور جاك مخباط هنا على خشبة مسرح «دوّار الشمس» في بيروت، منتحلاً شخصيّة «أبو خالد»؟

ليس أمراً اعتيادياً أن يحلَّ أحد أشهر أطبّاء الأمراض الجرثوميّة في لبنان والعالم العربي، بطلاً على مسرحيّة. لكن بين مخباط والخشبة علاقة ربع قرنٍ وأكثر، وفق ما يخبر «الشرق الأوسط». لم يتخلَّ عن الطب من أجل الفنّ، لكن في المقابل لم تُثنِه انشغالاته الطبية الكثيرة عن الاستثمار في موهبته. يعرف أنّ في الطبّ قضيّته، وفي المسرح مساحة الهروب التي يتوق إليها.

أحدث أدوار مخباط شخصية «أبو خالد» في مسرحية «مونو بوز» (فيسبوك)

«أبو خالد» المُلهِم

العلاقة مع المخرجة والممثلة والأستاذة المسرحيّة بيتّي توتل عمرُها 4 مسرحيّات. لفتتهُ في شخصية «أبو خالد» فطرتُها وبساطتُها؛ «حياته مختلفة تماماً عن حياتي اليوميّة، هو ساذجٌ اجتماعياً، ينظر إلى الأمور ببساطة ومن دون تعقيدات. اكتشفت خلال أدائي هذا الدور إلى جانب بيتّي، أنني أحب أن أكون مثل أبو خالد، الأمر الذي ليس متاحاً في مهنةٍ كمهنتي».

لم يتمسّك د. جاك مخباط بمسيرته المسرحيّة بحثاً عن مزيدٍ من الشهرة، فعندما يُسأَل عن سرّ شغفه هذا يجيب: «يوميّاتنا كأطبّاء ليست سهلة، وقد هربتُ من هذا الواقع بواسطة المسرح». يرى فيه مكاناً ثلاثيّ الأبعاد، إذ يسمح له بالانتقال من شخصيّة الطبيب إلى الممثّل ثمّ إلى الدور الذي يؤدّيه الممثل؛ «جميلٌ الإحساس بأنّني أعيش حياتَين، إضافةً إلى حياتي كطبيب، أجد في الأمر نقلة نوعيّة».

مخباط: «هربتُ من الواقع بواسطة المسرح» (فيسبوك)

ردّ فعل المرضى

عندما يكتشف مرضاه أنّ الطبيب الذي اعتادوا معايناته ووصفاته، هو ممثّل بدوامٍ جزئيّ، يتفاعلون مع الأمر بإيجابيّة. يروق ذلك لمخباط: «يفرحون ويهنّئوني، لكن الأهمّ أنهم يكتشفون بُعداً جديداً في شخصيّتي، وإنساناً يشبههم وأقرب إليهم من الطبيب الذي قد يرونه بعيداً عنهم».

لا يمرّ تصفيق مرضاه وطلّابه وزملائه الأطبّاء له مرور الكرام، فهذه الألفة المستجدّة متّنت العلاقة بينه وبين المحيطين به. ولا تنتهي منافع المسرح عند هذا الحدّ بالنسبة إلى الطبيب مخباط. يقول إنّ هذه الخبرة ساعدته في التغلّب على خجله، كما أنها علّمته أن «يسمع الكلمة»؛ «من رئيس دائرة الطبّ الداخلي في أهمّ المستشفيات الجامعيّة بلبنان والذي يعلو رأيُه على سواه من آراء، ومن طبيبٍ يحدّد العلاج للمرضى، إلى ممثّلٍ يمتثل لتعليمات المخرج ومدير المسرح».

مخباط متخصص في الأمراض الجرثومية وتنقّل بين أهمّ المستشفيات اللبنانية (حسابه الشخصي)

بين العيادة والخشبة

ما زال الدكتور مخباط يتوجّه كل يوم صباحاً إلى عيادته، يتابع شؤون مرضاه والملفّات التي يشرف عليها واستشاراته لمنظّمة الصحة العالمية وسواها من هيئات صحية. وفي المساء، يخلع الثوب الأبيض ويدخل العالم الذي عثر فيه على علاجه الخاص.

يرسم الحدود بدقّة بين الشخصيّتَين، فهو لم ينقل المسرح إلى العيادة يوماً ولا العيادة إلى الخشبة. «لم ألعب شخصيّة طبيب ولن أفعل ذلك، كي لا يحصل لغط ولا يُفهم أي نقد للجسم الطبّي بشكل خاطئ»، يؤكّد مخباط. مع أنّه يوم اكتشف المسرح للمرة الأولى، ذهب إليه بصفته طبيباً ودخل بواسطة بطاقة مجّانيّة. كان في فرنسا آنذاك يتابع تخصّصه في علم الجراثيم، وكان من بين مهامّه الدراسيّة الوجود في قاعة مسرحيّة لتقديم الإسعاف في الحالات الطارئة.

سرعان ما تحوّل الواجب إلى هواية، وفي الولايات المتّحدة حيث انتقل لاستكمال التخصّص، تعرّف مخباط إلى مسرح «برودواي». العودة إلى لبنان وممارسة المهنة تحت القصف ووسط التهجير وويلات الحرب، فرضت استراحة قسريّة من الاهتمامات المسرحيّة. لكن يوم أخذ مخباط على عاتقه حملة التوعية على مرض نقص المناعة المكتسب (HIV) في مطلع التسعينات مطلِقاً «البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز»، عادت به الطريق إلى المسرح. فخلال حضوره إحدى المسرحيّات، خطر له أن يتعهّدها بهدف جمع المال لشراء أدوية الإيدز.

لطالما وظّف مخباط اهتماماته المسرحية في خدمة التوعية بمرض الإيدز (فيسبوك)

المسرح في خدمة الطبّ

تحوّل الأمر إلى طقسٍ سنويّ بالتعاون مع المخرجة نادين مقدسي، ووجد الطبيب نفسه منتِجاً لمسرحيّاتها متولّياً كل التفاصيل اللوجيستيّة والتقنيّة. حتى عام 1998، لم يكن قد وطئ الخشبة ممثلاً، إلى أن غاب أحد الممثلين في إحدى أمسيات تلك السنة، فاضطرّ مخباط إلى الحلول مكانه. اقتصرت الإطلالة على جملة واحدة، لكنها كانت كافية كي يصاب بسهم المسرح.

في العام التالي، اتّسعت مساحة الدور قليلاً؛ «شعرتُ حينها بفرح كبير خلال التمارين وفي التواصل مع الزملاء والحضور، كما أنّ قلق ما قبل العروض زاد من حماستي كأنّه مادّة مخدّرة زوّدتني بالغبطة». ومنذ عام 2005 انتظمت الروزنامة المسرحيّة، فشارك الطبيب في مسرحيّتَين سنوياً، وكان معظمها باللغة الفرنسية إلى جانب المخرج الفرنسي آلان بليسون. في الأثناء، واظب على جمع الإيرادات وأَجره الشخصي لمرضى الإيدز كلّما سنحت الفرصة.

يحاول مخباط المشاركة في مسرحيّتَين سنوياً رغم انشغالاته الطبية (فيسبوك)

الضحكة أوّلاً

رغم برنامجه الحافل في المستشفى، فإنّ مخباط وجد الوقت للخضوع لدورات تدريبيّة في المسرح، كما أصغى بإمعانٍ لإرشادات المسرحيّين المحترفين الذين تعاون معهم، أمثال بليسون وتوتل. من تجربته مع هؤلاء، يحتفظ بمجموعة من الأدوار التي حفرت في ذاكرته؛ «أحببت دَور الكاهن الأعلى الذي لعبته في مسرحيّة (الإنجيل حسب بيلاطس) مع آلان بليسون، كما جمعتنا تجربة خارجة عن المألوف في (منطق الطير) وهي عبارة عن قصيدة صوفيّة ممسرَحة. أما مع بيتّي، فإضافةً إلى دور (أبو خالد)، لا أنسى شخصية الرجل العجوز في مسرحيّة (الإربعا بنصّ الجمعة)».

قدّم الأنواع المسرحيّة جميعها تقريباً، لكنّ قلبه يميل إلى الأدوار الكوميديّة، هو المتأثّر بحسن علاء الدين (شوشو)، وجورج خبّاز، ولويس دي فونيس. فأكثر ما يسعى إليه الدكتور جاك مخباط من خلال المسرح هو الضحكة، والفرح الذي يعرف مسبقاً أنّه مؤقّت وأنه مهما اتّسع فوق الخشبة، فلن ينافس حتماً سعادة النجاح في شفاء مريض.


مقالات ذات صلة

عرض فيلا الملكة فيكتوريا للبيع بأكثر من 55 مليون دولار

يوميات الشرق فيلا الملكة معروضة للبيع بأكثر من 55 مليون دولار (شركة دريمر ريل ستيت)

عرض فيلا الملكة فيكتوريا للبيع بأكثر من 55 مليون دولار

فيلا بالميري، التي كانت يوماً ما وجهة العطلات المفضلة للملكة فيكتوريا ووُصفت بأحد أعظم الأعمال الأدبية الإيطالية، غارقة في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السفر يعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية (رويترز)

السفر قد يؤخر الشيخوخة

أكدت دراسة جديدة أن السفر قد يؤخر أو يبطئ عملية الشيخوخة، ويعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق لقطة من فيديو نيكولاس كارتر من المحكمة (فوكس نيوز)

شاهد... محلّفون أميركيون يطاردون مداناً هرب من المحكمة ويمسكون به

استعاد اثنان من المحلفين في ولاية مين الأميركية القبض على «معتدٍ على طفل» حاول الهرب وهو مقيد اليدين من محكمة بمقاطعة سومرست، وفقاً لتقارير محلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق متسوق يدفع عربة بسوبر ماركت في بيل فلاور كاليفورنيا (أ.ب)

نصائح لتوفير المال خلال التسوق من محلات البقالة

يعاني الكثيرون من ارتفاع أسعار السلع والخدمات ويحاولون إيجاد وسيلة لتقليل النفقات وتعد المواد الغذائية من السلع الأساسية التي نحتاج إليها ويصعب الاستغناء عنها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق طائر يحلق فوق الأفيال (رويترز)

«لدينا أكثر مما نحتاج»... زيمبابوي ستعدم 200 فيل جراء الجفاف

أعلنت هيئة الحياة البرية في زيمبابوي أنها ستعدم 200 فيل في مواجهة جفاف غير مسبوق أدّى إلى نقص الغذاء، وهي خطوة تهدف إلى معالجة تضخم أعداد الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«شوغن» الياباني رسائل ضد ترمب ونجاح بعد إدمان... التنوّع نجمُ «إيمي»

فريق مسلسل «شوغن» الفائز الأكبر في ليلة جوائز «إيمي» (أ.ب)
فريق مسلسل «شوغن» الفائز الأكبر في ليلة جوائز «إيمي» (أ.ب)
TT

«شوغن» الياباني رسائل ضد ترمب ونجاح بعد إدمان... التنوّع نجمُ «إيمي»

فريق مسلسل «شوغن» الفائز الأكبر في ليلة جوائز «إيمي» (أ.ب)
فريق مسلسل «شوغن» الفائز الأكبر في ليلة جوائز «إيمي» (أ.ب)

إنها الليلة التلفزيونية الكبرى، ليلة الـEmmys (إيمي)؛ تلك التي ينتظرها نجوم الشاشة الصغيرة، أو بالأحرى منصات البثّ، حتّى يُكرَّموا عن مسلسلاتهم وأدوارهم.

في نسخته الـ76، اتّسم حفل «إيمي» بالتنوّع، إذ امتدّت هويّات الفائزين من اليابان إلى بورتوريكو، مروراً بأسكوتلندا.

«شوغن» الياباني نجم الدراما

الفائز الأكبر، في السهرة التي استضافها مسرح بيكوك في لوس أنجليس، كان مسلسل «شوغن (Shogun)»، الذي بثّت منصة FX موسمَه الأول، مطلع 2024، ساحباً البساط من تحت أقدام مُنافسيه مثل «ذا كراون»، و«ذا مورنينغ شو»، وحصد العمل ذو الإنتاج الأميركي والناطق باليابانيّة 18 جائزة «إيمي»، من أصل 25 ترشيحاً، على رأسها لقب أفضل مسلسل عن فئة الدراما.

حاز المسلسل الأميركي الناطق باليابانية على 18 جائزة «إيمي» من أصل 25 ترشيحاً (أ.ب)

تروي القصة التاريخية صراعاً بين بحّار إنجليزي ورجل يابانيّ نافذ، وتدور الأحداث بين القرنين الـ16 والـ17. وقد انعكست جماهيريّة المسلسل على مسرح «إيمي»، حيث انهمرت الجوائز عليه، من بينها كذلك أفضل إخراج لفردريك توي، وتمثيل لكل من النجم الياباني هيرويوكي سانادا، ومُواطنته آنا ساواي، والممثل الأميركي نيستور كاربونيل.

ساواي هي أول ممثلة من أصولٍ آسيوية تفوز بـ«إيمي»، وقد ألقت كلمةً مؤثّرة قالت فيها: «هذه الجائزة هي لكل امرأة لا تتوقّع شيئاً، لكنها تُواصل تقديم المثال الجيّد للجميع»، شاكرةً والدتها التي علّمتها الصلابة والرزانة.

النجمان اليابانيان هيرويوكي سانادا وآنا ساواي الحائزان على جائزتيْ أفضل تمثيل في مسلسل درامي (رويترز)

فرحة «ذا بير» لم تكتمل

أما ثاني أكبر الفائزين فكان «ذا بير (The Bear)» عن فئة الكوميديا، وذلك للسنة الثانية على التوالي. وتُواكب القصة يوميات شيف موهوب يتخلّى عن نجوميته، من أجل إنقاذ مطعم صغير ورثه عن شقيقه الذي أورثه معه مشكلاتٍ وديوناً لا تُحصى. نال العمل 11 «إيمي»، من أصل 23 ترشيحاً، مضاعِفاً بذلك فخر منصة FX التي خرجت مع العدد الأكبر من الجوائز، مطيحةً بمنافستَيها «نتفليكس» و«HBO».

رغم تضارب وجهات النظر حول ما إذا كان تصنيف «ذا بير» ضمن فئة الكوميديا ملائماً، فإن المسلسل المتأرجح بين الضحكة والدمعة جذب الأنظار إليه من جديد، عبر موسمه الثالث. إلى جانب أفضل إخراج لكريستوفر ستورر، نال «ذا بير» جوائز أفضل ممثل لجيريمي آلن وايت، وأفضل ممثل بدور مساعد لإيبون موس باكراك، وأفضل نجوم ضيوف على العمل للممثلين جون بيرنتال، والمخضرمة جيمي لي كورتيس، التي وصفت تجربتها بالاستثنائية.

حصد فريق ممثلي «ذا بير» ألقاب أفضل أداء عن فئة الكوميديا (رويترز)

لم تخلُ ليلة «إيمي» من بعض المواقف السياسية المنتقدة للمرشّح دونالد ترمب، ونائبه جي دي فانس، ولا سيّما في موضوعَي الخطاب المناهض للمهاجرين والنساء، والحيوانات الأليفة. وقد توجّهت ليزا كولون زاياس، الفائزة عن فئة أفضل ممثلة بدور مساعد في «ذا بير»، إلى «كل النساء اللاتينيات اللاتي يشاهدنني الآن»، بالقول: «لا تتخلّين عن الإيمان وانتخبن. انتخبن من أجل حقوقكنّ»، مع العلم بأن زاياس متحدّرة من بورتوريكو.

رغم فوزه بتلك الجوائز كلها، فإن «ذا بير» لم يُصنَّف على أنه أفضل مسلسل كوميدي، مُفسحاً المجال، هذا العام، لـ«هاكس (Hacks)» للفوز باللقب. حصل الموسم الثالث من هذه الكوميديا الأميركية التي تعرضها منصة «HBO»، على جائزة أفضل مسلسل عن فئة الكوميديا، إضافةً إلى أفضل كتابة تلفزيونية. أما على مستوى التمثيل، فقد نالت جين سمارت «إيمي» أفضل أداء بدور بطولة في سلسلة كوميدية.

فرحة فريق مسلسل «هاكس» الفائز بـ«إيمي» أفضل عمل كوميدي (أ.ب)

سمارت، البالغة 73 عاماً، بدت متأثّرة وممتنّة لدى تسلمها الجائزة، وقالت: «أُقدّر هذا التكريم كثيراً، لأنني لا أحظى عادةً بالانتباه الكافي». ويتمحور «هاكس» حول شخصية سمارت بدور «ديبوراه فانس»، النجمة الكوميدية التي بدأت تفقد بريقها بسبب تقدّمها في السن، وهي تحاول إنقاذ مسيرتها بمساعدة كاتبة شابة تُصارع الفشل والرفض.

في الـ73 فازت جين سمارت بإيمي أفضل ممثلة في مسلسل كوميدي (رويترز)

اعترافات مؤلّف «بيبي ريندير»

ثالث أبرز الفائزين في ليلة «إيمي» كان «بيبي ريندير (Baby Reindeer)»، عن فئة أفضل مسلسل قصير. وبذلك سجلت نتفليكس فوزها الأكبر، إذ حاز العمل البريطاني، المنتمي إلى فئتَي الكوميديا السوداء والدراما النفسية، على 6 جوائز.

صعد مؤلّف المسلسل وشخصيته الرئيسة ريتشارد غاد إلى المسرح مرتدياً الزيّ الأسكوتلندي التقليدي، في تحيةٍ إلى جذوره. وقد شكّل هذا الفوز لحظة استثنائية لغاد الذي تخطّى سنواتٍ من الإدمان والأزمات السلوكيّة، ليجد نفسه مكرَّماً على خشبة «إيمي» بجوائز أفضل مسلسل وكتابة وأداء تمثيلي. وفي كلمته أمام الحضور قال: «قبل 10 سنوات، كنت محبَطاً خارج الصورة. لم أتصوّر أنني سأعيد ترميم حياتي... وها أنا هنا، بعد 10 سنوات، أتسلّم إحدى أهمّ الجوائز التلفزيونية». كذلك حازت زميلته في المسلسل، جسيكا غانينغ، على «إيمي» أفضل ممثلة بدور مساعد.

ريتشارد غاد وجسيكا غانينغ بطلا مسلسل «بيبي ريندير» (أ.ب)

ديانا تنقذ نتفليكس

الموسم السادس من «ذا كراون (The Crown)»، والذي ودّع به المشاهدون حكاية العائلة البريطانية المالكة، اكتفى بجائزة واحدة، رغم ترشّحه عن فئات عدة. كان الـ«إيمي» الوحيد من نصيب الممثلة إليزابيث ديبيكي التي أدّت شخصية الأميرة الراحلة ديانا.

الممثلة الأسترالية إليزابيث ديبيكي فازت بإيمي عن أدائها شخصية الأميرة ديانا في مسلسل «ذا كراون» (أ.ف.ب)

من جهته، اكتفى نجم منصة «آبل تي في بلاس»، مسلسل «ذا مورنينغ شو (The Morning Show)»، بجائزة واحدة ذهبت للممثل بيلي كرودوب عن فئة أفضل أداء بدور مساعد.

مهاجرو السينما

أما النجمة السينمائية العابرة للأجيال جودي فوستر، فقد اختبرت تجربةً هي الأولى من نوعها، خلال رحلتها الفنية. فالممثلة الأميركية، الحائزة على جائزتيْ أوسكار، حصلت على أول «إيمي» في مسيرتها، وهي في الـ61 من العمر. وصفت فوستر اللحظة بالمؤثرة، وتجربتها في مسلسل «ترو ديتكتيف (True Detective: Night Country)» على منصة «HBO»، بالساحرة.

الممثلة الأميركية المخضرمة جودي فوستر وجائزتها التلفزيونية الأولى (أ.ف.ب)

ليس فوز فوستر بأهمّ جائزة تلفزيونية سوى دليلٍ إضافي على موسم الهجرة من الشاشة الكبيرة إلى الشاشة الصغيرة، الذي تشهده هوليوود منذ سنوات. وتأكيداً لذلك، فقد مازح مقدِّما الحفل الممثلان يوجين ودان ليفي الحضورَ لدى افتتاحهما السهرة بالقول: «أهلاً بكم إلى أكبر ليلة تلفزيونية تكرِّم نجوم السينما على منصات البث».