مخاوف التضخم تدهم الأسواق

تذبذبات حادة للذهب والدولار

فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على تراجع على خلفية مخاوف من زيادة التضخم (أ.ب)
فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على تراجع على خلفية مخاوف من زيادة التضخم (أ.ب)
TT

مخاوف التضخم تدهم الأسواق

فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على تراجع على خلفية مخاوف من زيادة التضخم (أ.ب)
فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على تراجع على خلفية مخاوف من زيادة التضخم (أ.ب)

تراجعت الأسواق العالمية، الأربعاء، مع تنامي قلق المستثمرين من تصاعد الضغوط التضخمية، وهو ما يزيد من فرص التبكير بتشديد السياسة النقدية. في حين شهدت أسواق العملات والمعادن الثمينة اضطراباً شديداً على خلفية ترقب تفاصيل محضر اجتماع «الفيدرالي» الأخير، التي قد تشير إلى اتجاهات «البنك المركزي» المقبلة.
وفتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على تراجع على خلفية مخاوف من أن زيادة التضخم قد تدفع «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» لتقليص دعمه قريباً. وهبط مؤشر «داو جونز الصناعي» 114.9 نقطة بما يعادل 0.34 في المائة إلى 33945.81 نقطة، وفتح مؤشر «ستاندارد آند بورز 500» منخفضاً 29.4 نقطة أو 0.71 في المائة إلى 4098.45 نقطة، ونزل مؤشر «ناسداك المجمع» 225.5 نقطة أو 1.69 في المائة إلى 13078.186 نقطة.
وفي أوروبا، هبط مؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 1.1 في المائة بحلول الساعة 07:11 بتوقيت غرينيتش، ليجري تداوله دون أعلى مستوياته على الإطلاق بأقل من اثنين في المائة. وتعرضت أسهم منطقة اليورو لضغوط مع ملامسة اليورو أعلى مستوى في 4 أشهر، مما يرفع تكلفة الصادرات.
ونتيجة قفزة في أسعار الكهرباء والغاز والملابس والأحذية، ارتفع تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا لأكثر من مثليه في أبريل (نيسان) الماضي، ورغم توقع صناع القرار في البنك المركزي أن يكون الصعود مؤقتاً، فإن المستثمرين يخشون أن يستمر صعود الأسعار لفترة طويلة، مما يدفع بالبنوك المركزية للتصدي لذلك بتشديد السياسة النقدية.
وأدى انخفاض أسعار السلع الأولية لتسجيل أسهم التعدين والنفط والغاز أكبر خسائر في أوروبا. وارتفع سهم شركة إدارة الثروات السويسرية «جوليوس باير» واحداً في المائة بعدما سجلت الأصول التي تديرها زيادة 8 في المائة خلال أول 4 أشهر من 2021.
وفي آسيا؛ أغلقت الأسهم اليابانية منخفضة، مقتفية أثر هبوط «وول ستريت» الليلة الماضية، فيما هبطت أسهم الشركات المرتبطة بالدورة الاقتصادية؛ إذ تأثرت معنويات المستثمرين بفعل مخاوف ناجمة عن التراجع الاقتصادي بالبلاد نتيجة الوباء. وهبط مؤشر «نيكي» 1.28 في المائة ليغلق عند 28044.45 نقطة، فيما فقد مؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» 0.66 في المائة ليسجل 1895.24 نقطة.
وقال يوشيهيرو تاكيشيغي، المدير العام في «إدارة أدوات الاستثمار» في «تاساهي لايف أست مانجمنت»: «لا تستطيع السوق اليابانية التحرر من تأثير الأسواق الخارجية. في الوقت ذاته، ثمة عوامل سلبية خاصة باليابان، تكمن في الإجراءات العاجلة التي تبنتها الحكومة لاحتواء إصابات (كوفيد19)... يصعب إيجاد أسباب لتعافي السوق على المدى القصير».
وأغلقت الأسهم الأميركية على انخفاض الليلة السابقة؛ إذ هبطت جراء هبوط حاد لأسهم الاتصالات وبيانات المنازل الجديدة الضعيفة التي ألقت بظلالها على نتائج أعمال أفضل من التوقعات. وأثارت قفزة في إصابات «كوفيد19» حالة من الفزع في اليابان وسط عجز في الطواقم الطبية والأسرّة بالمستشفيات، مما دفع بمؤسسة طبية كبيرة للدعوة إلى إلغاء «أولمبياد طوكيو» المقررة إقامتها في يوليو (تموز) المقبل. وتضررت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية، مثل قطاعي الآلات والورق، وسجلت أكبر خسائر بين 33 مؤشراً فرعياً في البورصة الرئيسية.
ووصل الاضطراب إلى أسواق المعادن والعملات؛ إذ تراجعت أسعار الذهب مع صعود الدولار، وذلك مع انتظار المستثمرين صدور محضر آخر اجتماع سياسات لـ«مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» (في وقت متأخر أمس) لتقييم موقفه حيال أسعار الفائدة في أعقاب مخاوف متزايدة بشأن التضخم.
وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينيتش، هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1864.51 دولار للأوقية (الأونصة)، وذلك بعدما صعد لأربع جلسات إلى أعلى مستوى له منذ 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، عند 1874.80 دولار يوم الثلاثاء. ونزلت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1 في المائة إلى 1865.20 دولار.
وقال كارستن منكه، المحلل في «بنك جوليوس بير»، إن «المكاسب الأخيرة التي شهدناها في أسعار الذهب لم تكن متوقعة على الإطلاق. كان الدولار أضعف بالتأكيد، لذا فقد ساعد ذلك».
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة 3.1 في المائة خلال الجلسة، وكانت منخفضة في أحدث التعاملات 1.9 في المائة إلى 27.67 دولار للأوقية. كما هبط البلاديوم 1.6 في المائة ليسجل 2857.18 دولار، وتراجع البلاتين 2.3 في المائة إلى 1190.52 دولار.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

الاقتصاد علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

باول بعد قرار خفض الفائدة: جاهزون للتعامل مع المخاطر

باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)
باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)
TT

باول بعد قرار خفض الفائدة: جاهزون للتعامل مع المخاطر

باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)
باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)

قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التضخم الأساسي لا يزال مرتفعاً نوعاً ما، موضحاً أن «سوق العمل ليست مصدراً للضغوط التضخمية».

كلام باول جاء في مؤتمر صحافي عقده عقب قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس إلى 4.50 في المائة - 4.75 في المائة.

وقال باول: «جاهزون للتعامل مع المخاطر»، مضيفاً أنه «من الممكن أن يكون لأي إدارة أو سياسات في الكونغرس تأثير مهم، وسيتم أخذ هذه التأثيرات في الاعتبار بين أمور أخرى».

وإذ أوضح أن خفض الفائدة سوف يساعد في الحفاظ على قوة الاقتصاد، قال: «إذا ظل الاقتصاد قوياً، ولم يتحرك التضخم إلى 2 في المائة، فعندها يمكننا تقليص السياسة بشكل أبطأ».