وزارة الكهرباء العراقية تنفي هروب وزيرها.. وتباين المواقف حول استجوابه برلمانيا

كريم عفتان الجميلي
كريم عفتان الجميلي
TT

وزارة الكهرباء العراقية تنفي هروب وزيرها.. وتباين المواقف حول استجوابه برلمانيا

كريم عفتان الجميلي
كريم عفتان الجميلي

نفت وزارة الكهرباء العراقية الأنباء التي تحدثت عن هروب وزيرها، كريم عفتان الجميلي، مؤكدة في الوقت نفسه، استعداده للاستجواب أمام البرلمان. لكن المواقف تضاربت داخل لجنة النفط والطاقة البرلمانية بشأن واقع الكهرباء وقصة استجواب الوزير.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس، إن «وزارة الكهرباء تعرب عن استغرابها من تصريحات عضو لجنة الطاقة والنفط النيابية عدي عواد خلال مؤتمره الصحافي الذي أدعى فيه بتهرب وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي من الاستجواب، فضلا عن اتهامات أخرى بعيدة عن الواقع». وأضاف البيان: «مثلما لعضو مجلس النواب صلاحيات وحقوق يطلب من خلالها استجواب أو استضافة أي مسؤول، أيضا هناك بالمقابل حقوق للمسؤول المطلوب استجوابه من خلال إجراءات رسمية وقانونية يجب أن تستكمل بجميع مفرداتها»، مشيرا إلى أن «الوزارة في عهد وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي قد حققت إنجازات كبيرة على صعيد قطاعات الوزارة الثلاثة، الإنتاج والنقل والتوزيع». واستعرض البيان ما اعتبره إنجازات تحققت على عهد الوزير الذي كان ينتمي إلى القائمة العراقية، لكنه آثر العودة إلى منصبه بعد مرور فترة قصيرة على انسحاب وزرائها العام الماضي بسبب ما اعتبر في وقتها مماطلة الحكومة في الاستجابة لمطالب المتظاهرين، مشيرا إلى أن «القدرة الإنتاجية للمنظومة بلغت في الوقت الحاضر 11 ألف ميغاواط أي بزيادة 6000 ميغاواط عن القدرة الإنتاجية للمنظومة في عام 2011، فضلا عن وجود 2300 ميغاواط لوحدات توليدية جديدة بانتظار الوقود الغازي من وزارة النفط لتدخل الخدمة».
وكانت لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب ناشدت الاثنين الماضي رئيس الوزراء نوري المالكي «منع» وزير الكهرباء من السفر خارج العراق لاستجوابه في البرلمان، مؤكدة في الوقت نفسه جمع تواقيع 65 نائبا لغرض الاستجواب. وفي حين أكد النائب عدي عواد (التيار الصدري) جمع تواقيع لاستجواب الوزير وسحب الثقة داخل لجنة النفط والطاقة، نفى مقرر اللجنة في البرلمان قاسم محمد قاسم (التحالف الكردستاني) في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون اللجنة قد أقرت جمع التواقيع لهذا الغرض»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «الشروط متوفرة لاستجواب وزير الكهرباء وأنه كان مقررا أن يتم الأسبوع الماضي، لكن لجنتنا كانت في جولة بالمحافظات، وهو ما يعني أن الاستجواب سيدرج على جدول أعمال المجلس خلال الأيام المقبلة». وبشأن ما قاله بعض أعضاء اللجنة بشأن نية الوزير الهروب إلى خارج العراق، قال قاسم: «لم تتوفر معلومات بهذا الشأن وأن ما يهمنا بالدرجة الأولى كيفية تحسين واقع الكهرباء في العراق، إذ إننا ورغم إنفاقنا مبلغا لا يقل عن 60 مليار دولار لم ننتج سوى 40% من حاجتنا إلى الطاقة الكهربائية، وأن يمضي الاستجواب من دون إشكالات».



«لا ليغا»: عاصفة الإقالات تضرب المدربين

سيرخيو فرنسيسكو مدرب ريال سوسيداد المقال (إ.ب.أ)
سيرخيو فرنسيسكو مدرب ريال سوسيداد المقال (إ.ب.أ)
TT

«لا ليغا»: عاصفة الإقالات تضرب المدربين

سيرخيو فرنسيسكو مدرب ريال سوسيداد المقال (إ.ب.أ)
سيرخيو فرنسيسكو مدرب ريال سوسيداد المقال (إ.ب.أ)

قرر ريال سوسيداد التخلي عن مدربه سيرخيو فرنسيسكو بعد تراجعه إلى المركز الخامس عشر في الدوري الإسباني لكرة القدم، بفارق نقطة عن منطقة الهبوط، وفق ما أعلن الأحد.

بقيادة إيمانول ألغواسيل، وصل النادي الباسكي الموسم الماضي إلى ثمن نهائي مسابقة «يوروبا ليغ»، حيث انتهى مشواره على يد مانشستر يونايتد الإنجليزي، وإلى نصف نهائي الكأس المحلية، حيث خرج على يد ريال مدريد، فيما أنهى الدوري الإسباني في المركز الحادي عشر، لكن الوضع تغير بقيادة خلفه فرنسيسكو الذي رُقي من الفريق الرديف للإشراف على الفريق الأول.

واكتفى سوسيداد هذا الموسم بـ4 انتصارات في 16 مباراة خاضها بالدوري الإسباني، وسقط الجمعة على أرضه أمام جيرونا الثامن عشر 1 - 2، ما أدى إلى قرار التخلي عن ابن الـ46 عاماً.

وقال سوسيداد في بيان، إن «المدرب الحالي لـ(سانسي - الفريق الرديف) جون أنسوتيغي، سيتولى مهمة الإشراف على الفريق مؤقتاً في المباراتين المقررتين قبل عطلة عيد الميلاد».

ويحل سوسيداد الثلاثاء، ضيفاً على إلدينسي من الدرجة الثالثة في الدور الثالث لمسابقة كأس إسبانيا، قبل مباراة مهمة جداً السبت المقبل، على أرضه ضد ليفانتي العشرين في الدوري.

وحذا ريال أوفييدو صاحب المركز التاسع عشر في الترتيب حذو سوسيداد، بإقالة مدربه لويس كاريون بعد نحو شهرين من توليه منصبه.

وانتهت فترة كاريون الثانية مع أوفييدو، بعد فترته الأولى مدرباً له موسم 2023 - 2024، إثر خسارة الفريق الكبيرة خارج أرضه أمام إشبيلية 0 - 4 الأحد.

وعُيّن كاريون في منصبه مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلفاً للصربي فلايكو باونوفيتش، لكنه لم يحصد سوى 4 نقاط من أصل 24 ممكنة في 8 مباريات، ومن دون تحقيق أي انتصار.


قصيدة الحداثة في مقاربات نقدية جديدة

قصيدة الحداثة في مقاربات نقدية جديدة
TT

قصيدة الحداثة في مقاربات نقدية جديدة

قصيدة الحداثة في مقاربات نقدية جديدة

أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب «سيمياء الخطاب الشعري... مقاربات نقدية في الشعرية المعاصرة» للناقد والأكاديمي المصري الدكتورأحمد الصغير، أستاذ الأدب العربي.

يقدم الكتاب عبر (428) صفحة من القطع المتوسط، رؤى تأويلية لعوالم قصيدة النثر، من خلال رصد الملامح الجمالية والمعرفية في قصيدة الحداثة، ويعتمد على مقاربة سيميائية تأويلية من خلال إجراءات السيمياء والتأويل عند روبرت شولز، وبيرس، وجريماس، وسعيد بنكراد، وكمال أبو ديب، وعز الدين إسماعيل، وصلاح فضل، وجابر عصفور، ومصطفى ناصف... وغيرهم.

يتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد وتسع عشرة قراءة نقدية، منها: بنية الخطاب الدرامي في الشعرية العربية المعاصرة، بناء الرمز في قصيدة محمد سليمان، بلاغة المفارقة في توقيعات عز الدين المناصرة، تعدد الأصوات في ديوان «هكذا تكلم الكركدن» لرفعت سلام، «قراءة في الشعر الإماراتي، عين سارحة وعين مندهشة» للشاعر أسامة الدناصوري، «في المخاطرة جزء من النجاة»... قراءة في ديواني «حديقة الحيوانات ومعجزة التنفس» للشاعر حلمي سالم، قراءة في ديوان «الأيام حين تعبر خائفة» للشاعر محمود خير الله، قراءة في ديوان «الرصيف الذي يحاذي البحر» للشاعر سمير درويش، قراءة في ديوان «أركض طاوياً العالم تحت إبطي» للشاعر محمد القليني، أسفار أحمد الجعفري «قليل من النور، كي أحب البنات»، شعرية الأحلام المجهضة «لعبة الضوء وانكسار المرايا» للنوبي الجنابي، قراءة في «مساكين يعملون في البحر» للشاعر عبد الرحمن مقلد، وشكول تراثية في قصيدة علي منصور، وصوت الإسكندرية الصاخب في شعر جمال القصاص، وشعرية الحزن في ديوان «نتخلص مما نحب» للشاعر عماد غزالي، وشعرية المعنى في ديوان «في سمك خوصة» للشاعر محمد التوني، وشعرية المجاز عند أسامة الحداد.

يقول الصغير في المقدمة: تأتي أهمية هذا الكتاب من خلال الوقوف على طرح مقاربات نقدية استبصارية، معتمدة على المقاربات التطبيقية للقصيدة العربية المعاصرة تحديداً، وذلك للكشف عن بنية الخطاب الشعري في الشعرية العربية المعاصرة، مرتكزاً على منهجية معرفية محددة؛ للدخول في عوالم القصيدة المعاصرة، مستفيدة من مقاربات السيميائية والتأويلية بشكل أساس؛ لأن القصيدة العربية، في وقتنا الراهن، ليست بحاجة إلى شروح تقليدية، لأنها صارت قصيدة كونية، ثرية في المبنى والمعنى، تحتاج لأدوات نقدية متجددة، تسهم في عملية تفكيكها وتأويلاتها اللانهائية، كما يطرح البحث أدوات الخطاب الشعري التي اتكأ عليها الشعراء المعاصرون، ومن هذه الأدوات «الرمز الشعري، المفارقة بأنواعها، والدرامية، الذاتية، والسينمائية، السردية، وغيرها من الأدوات الفنية الأخرى».

يذكر أن أحمد الصغير، يعمل أستاذاً للأدب والنقد الحديث بكلية الآداب، جامعة الوادي الجديد. ومن مؤلفاته «بناء قصيدة الإبيجراما في الشعر العربي الحديث»، و«النص والقناع»، و«القصيدة السردية في شعر العامية المصرية»، و«القصيدة الدرامية في شعر عبدالرحمن الأبنودي»، و«تقنيات الشعرية في أحلام نجيب محفوظ». و«آليات الخطاب الشعري قراءة في شعر السبعينيات»، و«التجريب في أدب طه حسين».


«نتفليكس» و«باراماونت» تتسابقان لشراء «ورنر بروس»

epa12579810 The app logos of Netflix, Warner Brothers and Paramount are seen on a smartphone display in Berlin, Germany, 09 December 2025. Following Netflix's 82 billion dollars offer, the next major bid for Warner Bros. has arrived: Paramount wants to raise 108 billion dollars for the company. Now, an expensive bidding war between the two giants could ensue.  EPA/HANNIBAL HANSCHKE
epa12579810 The app logos of Netflix, Warner Brothers and Paramount are seen on a smartphone display in Berlin, Germany, 09 December 2025. Following Netflix's 82 billion dollars offer, the next major bid for Warner Bros. has arrived: Paramount wants to raise 108 billion dollars for the company. Now, an expensive bidding war between the two giants could ensue. EPA/HANNIBAL HANSCHKE
TT

«نتفليكس» و«باراماونت» تتسابقان لشراء «ورنر بروس»

epa12579810 The app logos of Netflix, Warner Brothers and Paramount are seen on a smartphone display in Berlin, Germany, 09 December 2025. Following Netflix's 82 billion dollars offer, the next major bid for Warner Bros. has arrived: Paramount wants to raise 108 billion dollars for the company. Now, an expensive bidding war between the two giants could ensue.  EPA/HANNIBAL HANSCHKE
epa12579810 The app logos of Netflix, Warner Brothers and Paramount are seen on a smartphone display in Berlin, Germany, 09 December 2025. Following Netflix's 82 billion dollars offer, the next major bid for Warner Bros. has arrived: Paramount wants to raise 108 billion dollars for the company. Now, an expensive bidding war between the two giants could ensue. EPA/HANNIBAL HANSCHKE

تعيش هوليوود واحدة من أكثر لحظاتها اضطراباً منذ عقود، بعدما تحوّلت صفقة الاستحواذ على «ورنر بروس ديسكفري» إلى مواجهة مفتوحة بين عملاق البث «نتفليكس» من جهة، والتحالف الذي تقوده «باراماونت – سكاي دانس» برئاسة ديفيد إليسون (نجل مؤسس «أوراكل» الملياردير لاري إليسون)، المدعوم بثروات هائلة وشبكة نفوذ سياسية، من جهة أخرى.

ورغم أن ظاهر المعركة تجاري بحت، فإن جوهرها يتجاوز حدود صناعة الترفيه ليصل إلى توازنات القوة الإعلامية في الولايات المتحدة، وإلى مقاربات البيت الأبيض التنظيمية، وربما حتى إلى علاقة الرئيس دونالد ترمب بعدد من هذه المؤسسات.

Paramount, Netflix and Warner Bros logos are seen in this illustration taken December 8, 2025. REUTERS/Dado Ruvic/Illustration

أهمية «ورنر بروس»

تعد «ورنر بروس» إحدى أثقل القلاع الثقافية والإعلامية في العالم. فإلى جانب تاريخها السينمائي العريق، تمتلك الشركة واحدة من أضخم مكتبات المحتوى التي تضم أعمالاً من «هاري بوتر» و«دي سي كوميكس» و«غيم أوف ثرونز»، إضافة إلى شبكة «إتش بي أو» ومحفظة تلفزيونية واسعة. والسيطرة عليها تمنح مالكها ثلاث ركائز جوهرية:

• محتوى ضخم عالي القيمة قادر على تغذية منصات البث لعقود مقبلة.

• حقوق بث وتوزيع دولية تتيح توسعاً كبيراً في الأسواق العالمية.

• تكامل رأسي كامل يجمع بين الإنتاج والتوزيع والبث، ويخلق قوة سوقية استثنائية.

من هنا، فإن فوز «نتفليكس» أو «باراماونت» بالاستوديو يعني تغيّراً جوهرياً في المشهد العالمي، وظهور كيان يتجاوز في وزنه معظم الشركات الإعلامية الحالية.

"باراماونت" تخوض سباقاً مع "نتفليكس" لشراء "ورنر بروس" (أ.ف.ب)

صفقة نتفليكس و«قلق» البيت الأبيض

أعلنت «نتفليكس» قبل أيام التوصل إلى اتفاق مبدئي لشراء معظم أصول «ورنر بروس ديسكفري» مقابل 83 مليار دولار (عرضت فيها 27.75 دولار للسهم)، مع إبقاء «سي إن إن» والقنوات الإخبارية والرياضية ضمن شركة مستقلة تدعى «ديسكفري غلوبال».

عدّ كثيرون الخطوة منطقية: توحيد أكبر منصة بث في العالم مع واحد من أضخم الاستوديوهات، ما يخلق عملاقاً يصعب منافسته. لكن العامل السياسي دخل ساحة المعركة بقوة. فقد صرّح الرئيس ترمب بأنه سيكون «منخرطاً» في تقييم الصفقة، ملمّحاً إلى أن الحصة السوقية لـ«نتفليكس» قد تشكل «مشكلة».

ورغم ثنائه على تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك للمنصة، فإن تلويحه بالتدخل التنظيمي ألقى ظلالاً من الشك على الصفقة، خصوصاً أن عرض «نتفليكس» يجمع بين النقد والأسهم، ما يعرّضه لتدقيق احتكاري واسع.

باراماونت.. عرض «عدائي» ونقد أكثر

لم تتأخر «باراماونت – سكاي دانس» في الرد. فبعد ساعات من إعلان «نتفليكس»، أطلقت عرضاً عدائياً مباشراً للمساهمين بقيمة 108.4 مليار دولار، وبسعر 30 دولاراً للسهم، أي أعلى بكثير من عرض منافستها.

ويمتاز عرض «باراماونت» بأنه أكثر نقداً وتمويلاً مباشراً، مدعوماً من ثروة عائلة إليسون وصناديق «ريدبيرد» و«أفينيتي بارتنرز»، إضافة إلى ثلاثة صناديق سيادية عربية (السعودية، الإمارات، قطر) تشارك بتمويل بلا حقوق حوكمة. ووفقاً لمصادر في الشركة، فإن عرضها «أكثر يقيناً وسرعة في التنفيذ»، مقارنة بعرض «نتفليكس» الذي يتوقع أن يواجه تدقيقاً احتكارياً وتنظيمياً معقداً.

البعد السياسي للصراع

على الرغم من محاولة الطرفين الظهور وكأن معركتهما تجارية بحتة، فإن السياسة حاضرة بكل ثقلها. ويلعب جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترمب، دوراً محورياً بصفته شريكاً مالياً في عرض «باراماونت» عبر «أفينيتي بارتنرز». وتحدثت تقارير بريطانية عن وعود من «باراماونت» بإجراء تغييرات جذرية في «سي إن إن» في حال فوزها، وهو ما يمنح الصفقة بعداً سياسياً حساساً.

في المقابل، ينتقد ترمب «باراماونت» و«سي بي إس» التابعة لها بسبب خلافات مع برنامج «60 دقيقة». ومع ذلك، صعّد ترمب هجومه المباشر على «سي إن إن»، مطالباً بتغيير مالكيها كجزء من أي صفقة لبيع «ورنر». وقال في اجتماع بالبيت الأبيض: «لا أعتقد أنه يجب السماح للأشخاص الذين يديرون (سي إن إن) حالياً بالاستمرار. يجب بيعها مع باقي الأصول». كما أكد أنه سيشارك بنفسه في قرار الموافقة على الصفقة، في خروج غير مألوف عن الأعراف التنظيمية.

هذا التناقض يكشف عن صراع مفتوح على النفوذ الإعلامي، قد يؤثر على القرار النهائي أكثر من معايير الاحتكار ذاتها، رغم أن اكتمال أي من الصفقتين، سيؤدي إلى ولادة عملاق إعلامي فائق.

منصتان فائقتان

اندماج «نتفليكس ورنر بروس» سيخلق أكبر منصة بث ومكتبة محتوى في العالم، تفوق «أمازون برايم» و«ديزني» مجتمعتين في حجم الاشتراكات والمحتوى الأصلي والحقوق. أما اندماج «باراماونت ورنر بروس» فسيكوّن أكبر استوديو سينمائي - تلفزيوني متكامل، يضم «سي بي إس» و«باراماونت» و«إيتش بي أو» و«سي إن إن» (في حال لم تُفصل)، ما يجعله النسخة الحديثة من «استوديو هوليوودي شامل». وسيعد الكيان الناتج عن أي من الصفقتين الأكبر عالمياً في مجال الإعلام والترفيه، لكن بدرجات مختلفة: «نتفليكس» ستتربع على قمة البث، و«باراماونت» على قمة الإنتاج التقليدي والخبري.

لكن المخاطر كبيرة أيضاً. فوفق محللين، قد يبتلع الاستوديو إدارة «نتفليكس» ويستهلك طاقاتها، بينما يخشى البعض من تراجع نوعية المحتوى إذا خضعت المكتبة الضخمة لمنهج المنصة القائم على الكميات الكبيرة.

ويتفق خبراء على أن كلا العرضين يواجه عوائق تنظيمية ضخمة، لكن الخطر الأكبر ليس تنظيمياً، بل سياسي، كما قال وليام باير، المدير السابق لقسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل. وقال لصحيفة «واشنطن بوست»: «المشكلة الحقيقية هي إن كانت القرارات ستُبنى على اعتبارات قانونية أم على مصلحة الرئيس».

بالنسبة لمحطة «سي إن إن» التي يناهضها ترمب علناً، فستكون مع عرض «نتفليكس»، جزءاً من شركة منفصلة لديها استقلال أكبر، بعيداً عن الصراع السياسي. وهو ما يعدّه كثير من العاملين فيها مخرجاً آمناً، بعد تخوفهم من احتمال أن تقود «باراماونت»، المتجهة نحو توجّهات محافظة، عمليات تغيير واسعة فيها. ومع ذلك، من الناحية الاقتصادية، سيكون مستقبل «سي إن إن» في شركة صغيرة تحدياً قد يقود إلى تقشف أكبر.

وفي النهاية، قد تكون القرارات السياسية هي العامل الحاسم في تحديد من سيضع يده على إرث «ورنر بروس» العريق.