الحوثيون يسيطرون على معسكر للقوات اليمنية الخاصة

استنجاد بزعماء قبليين للإفراج عن فرنسية ويمنية

الحوثيون يسيطرون على معسكر للقوات اليمنية الخاصة
TT

الحوثيون يسيطرون على معسكر للقوات اليمنية الخاصة

الحوثيون يسيطرون على معسكر للقوات اليمنية الخاصة

سيطر المتمردون الحوثيون في وقت مبكر، اليوم (الاربعاء)، على معسكر للقوات الخاصة بالجيش اليمني؛ حسبما أفاد جنود في المعسكر. وأضافوا أن الاشتباكات التي استمرت نحو 6 ساعات بدأت في وقت متأخر أمس، عندما قصف الحوثيون المعسكر بأسلحة ثقيلة. وقتلوا 10 أشخاص على الأقل.
وذكرت مصادر عسكرية لـ"رويترز" أن الولايات المتحدة كانت تدرب جنود القوات الخاصة وتمدهم بالسلاح ليكونوا وحدة خاصة لمكافحة الارهاب خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وعلى صعيد متصل، طلب من زعماء قبليين والمتمردين الحوثيين، المساعدة على الافراج عن فرنسية ويمنية اختطفتا أمس في صنعاء؛ لكن تبدو عمليات البحث عنهما معقدة في غياب السلطات الشرعية في العاصمة ورحيل الدبلوماسيين الغربيين.
ولم تعرف هوية خاطفي الفرنسية ايزابيل بريم (30 سنة) ومترجمتها اليمنية شيرين مكاوي، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف.
وقالت عائلة اليمنية اليوم، إنها طلبت تدخل زعماء قبليين ووزارة الداخلية والمسلحين الحوثيين للمساعدة على إطلاق سراح المخطوفتين.
وقال ياسين مكاوي عم اليمنية المخطوفة لوكالة الصحافة الفرنسية، "اتصلنا بمختلف الزعماء القبليين (في العاصمة) صنعاء ومحافظتي الجوف (شمال) ومأرب (وسط)، ليؤكدوا لنا تعاونهم بهدف الإفراج عن السيدتين". وتابع "اتصلنا أيضا للهدف نفسه بوزارة الداخلية والحوثيين" الذين يسيطرون على جزء كبير من صنعاء منذ سبتمبر (أيلول).
وحمل مكاوي الحوثيين مسؤولية الخطف من دون أن يتهمهم بوضوح بتنفيذ عملية الاختطاف. وقال إن "الاختطاف جرى في وضح النهار في وسط صنعاء، حيث الحوثيون مسؤولون عن الحفاظ على الأمن"، مضيفا "فهم يسيطرون على وزارتي الدفاع والداخلية في آن ونعتبرهم مسؤولين" عن مصير المرأتين.
لكن في حالة الفوضى السائدة في العاصمة صنعاء لا شيء يدل بشكل مؤكد على تورط الحوثيين مباشرة في عملية الاختطاف.
في الماضي استخدم العديد من منفذي عمليات الخطف زي الشرطة أو الجيش وسيارات رسمية من دون أن يكونوا منتمين لا إلى الشرطة ولا الجيش.
وغالبا ما كانت عمليات اختطاف أجانب في اليمن من فعل قبائل للضغط على السلطات من أجل الحصول على خدمات وبنى تحتية أو لمجرد الافراج عن شخص أو أكثر من افرادها.
لكن في السنوات الأخيرة بيع بعض الرهائن إلى تنظيم القاعدة ولقي بعضهم حتفهم.
وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم، دعوته للرعايا الفرنسيين لمغادرة اليمن. وقال "إنه بلد بالغ الخطورة"، مضيفا أنه تمت "تعبئة كل الأجهزة من أجل التوصل" إلى الافراج عن إيزابيل بريم. لكن فرنسا لم يعد لها دبلوماسيون في اليمن منذ أن أغلقت سفارتها في صنعاء في مطلع فبراير (شباط) على غرار دول غربية أخرى. وباتت البلاد على شفير الانهيار.
من جهتهم، أكد الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة، خلال الليل، أنهم اطلقوا إجراء قضائيا ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لجأ إلى عدن في جنوب اليمن.
فقد نجح الرئيس منصور هادي السبت، في التخلص من قبضة الحوثيين الذين كانوا يحاصرون مكان إقامته في صنعاء، ولجأ إلى عدن وهو يرفض "الانقلاب" الذي قاموا به، ويؤكد أنه الرئيس الشرعي للبلاد.
وفور الاعلان عن الاختطاف طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالافراج عن المواطنة الفرنسية "بأسرع وقت".
وقال فرنسيسكو ايالا رئيس شركة الاستشارات الاميركية التي تعمل لديها الفرنسية ايزابيل بريم ومقرها في ضاحية ميامي بجنوب شرقي الولايات المتحدة وفي الاكوادور، "إن ايزابيل كانت الاخيرة" من الموظفين الاجانب للشركة في اليمن و"كان يفترض أن تغادر في غضون أيام". مضيفا أنها كانت متوجهة بسيارتها إلى العمل مع مرافقتها اليمنية حين أوقف السائق من قبل مسلحين يرتدون لباس الشرطة. وقال "جرى كل شيء بسرعة. أوقفت سيارتان سيارتنا، والرجال كانوا يرتدون لباس الشرطة". وجالت السيارة في المدينة ثم أفرج عن السائق الذي أبلغ السلطات.
وحسب ايالا، فإن الخاطفين أرادوا الإفراج عن اليمنية؛ لكن هذه الاخيرة فضلت البقاء مع الفرنسية.
وحسب موقع الشركة، فإن الفرنسية مستشارة متخصصة في التنمية المستدامة والاتصال. وكانت عملت في الأردن وفرنسا في قطاع الاتصالات وتطهير المياه.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».