أظهرت أرقام رسمية الثلاثاء أن معدل البطالة في بريطانيا هبط على غير المتوقع إلى 4.8 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار)، والتي قضتها البلاد في ظل إجراءات إغلاق صارمة مرتبطة بكوفيد - 19. وكان أغلب الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا استقرار معدل البطالة عند 4.9 في المائة.
ورغم الإغلاق، استفاد سوق العمل من برنامج البطالة الجزئية الحكومي الذي سمح لملايين الأشخاص بالحفاظ على وظائفهم خلال الجائحة. وتُقارن تلك النسبة مع 4.9 في المائة سجلت في الثلاثة أشهر المنتهية في فبراير (شباط)، وفق بيان للمكتب الوطني للإحصاء.
وتسدد الحكومة البريطانية الجزء الأكبر من رواتب الملايين من موظفي القطاع الخاص خلال تفشي وباء كوفيد، فيما يتوقع الخبراء ارتفاع نسبة البطالة مع توقف البرنامج في وقت لاحق هذا العام.
وأشار مدير الإحصاءات الاقتصادية في المكتب دارن مورغان إلى أن أعداد الموظفين ارتفعت بشكل كبير في أبريل (نيسان) الماضي بموازاة إعادة فتح الاقتصاد الذي واصل تحسنه بعد تراجع كبير في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
في الوقت نفسه تراجع عدد الأشخاص المسجلين على جداول الرواتب بمقدار 750 ألف شخص مقارنة بالذروة ما قبل الوباء، كما أضاف مورغان: «ومع إعادة فتح العديد من الأنشطة التجارية، فإن التعافي الأخير في الوظائف الشاغرة تواصل في أبريل وخصوصا في قطاعات مثل الضيافة والترفيه».
وقال توماس بيو المحلل في كابيتال إيكونوميكس إن التراجع الطفيف في معدلات البطالة «يشير إلى أن برنامج البطالة الجزئية الحكومي لا يزال يحمي سوق العمل من أسوأ تداعيات الوباء».
وشهدت معظم مناطق بريطانيا الاثنين تخفيفا كبيرا لقيود احتواء كورونا إذ بات بالإمكان تناول الطعام في الأماكن المغلقة والتوجه إلى صالات السينما ومعانقة أحبائهم، رغم المخاوف المرتبطة بتفشي نسخة متحوّرة من الفيروس أكثر عدوى. ووصفت صحيفة «ذي صن» رفع كثير من القيود المفروضة على الاختلاط في الأماكن المغلقة في أنحاء إنجلترا وويلز ومعظم أجزاء اسكوتلندا بـ«اثنين الحرية». كما دبت الحياة في صالات السينما وقاعات العرض والمتاحف والمسارح بينما أعيد فتح صالات الرياضة ومراكز اللياقة البدنية لأول مرة منذ شهور.
في الأثناء، بدأ السياح البريطانيون الوصول إلى البرتغال مع رفع قيود السفر بالنسبة لدول محددة بعد شهور من خضوعهم لتدابير العزل المنزلي، ما يشكّل دفعة أيضا إلى قطاعي الطيران والسفر المتضررين بشدة جرّاء الوباء... لكن لعل الخطوة التي كانت منتظرة بشكل أكبر هي إنهاء التباعد الاجتماعي داخل المنازل، ما سيسمح لأفراد العائلات بمعانقة بعضهم مجددا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد «وصلنا معا إلى عتبة جديدة في خارطة الطريق التي وضعناها للخروج من الإغلاق، لكن علينا أن نرفق هذه الخطوة المقبلة بجرعة كبيرة من الحذر». وأفاد «تذكروا أن الاحتكاك عن قرب، مثل العناق هو طريقة مباشرة لنقل العدوى».
وفي غضون ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت الاثنين ارتفاع أسعار المساكن في بريطانيا خلال مايو (أيار) إلى مستويات قياسية في ظل استمرار تفوق الطلب على العرض.
وبحسب بيانات موقع «رايت موف» المتخصص في التسويق العقاري، فإن متوسط أسعار العقارات في السوق زادت بمقدار 5767 جنيها إسترلينيا لتصل إلى مستوى قياسي قدره 333564 جنيها إسترلينيا للمسكن.
وزادت أسعار المساكن خلال الشهر الحالي بنسبة 1.8 في المائة شهريا، بعد زيادتها بنسبة 2.1 في المائة شهريا خلال أبريل الماضي. في الوقت نفسه زادت الأسعار بنسبة 6.7 في المائة سنويا خلال الشهر الحالي بعد زيادتها بنسبة 4.9 في المائة سنويا خلال الشهر الماضي.
وكانت لندن تقود الارتفاعات السابقة لأسعار المساكن في بريطانيا بشكل عام. لكن هذه المرة زادت الأسعار في لندن منذ ما قبل إجراءات الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد في مارس (آذار) 2020 بنسبة 0.2 في المائة فقط، مقابل زيادة الأسعار بما لا يقل عن 10 في المائة في المناطق الشمالية.
ويقول تيم بانستر مدير إدارة البيانات العقارية في رايت موف إن «الطفرة الصغيرة في الأسعار التي حدثت في العام الماضي تستمر خلال العام الحالي، مع ارتفاع الأسعار ونشاط السوق إلى مستويات قياسية تتحدى مجددا كثيرا من التوقعات».
تراجع غير متوقع للبطالة البريطانية
تراجع غير متوقع للبطالة البريطانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة