محامي وزير داخلية نظام مبارك يتقدم بطلب لإخلاء سبيله عقب براءته في قضية فساد

أمين تنظيم «الوطني المنحل» يطعن على استبعاده من انتخابات البرلمان المصري

أحمد نظيف رئيس الحكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ( الثاني من اليمين ) يغادر قاعة محكمة الجنايات في القاهرة  بعد تبرئته من التهم المنسوبة إليه (إ.ب.أ)
أحمد نظيف رئيس الحكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ( الثاني من اليمين ) يغادر قاعة محكمة الجنايات في القاهرة بعد تبرئته من التهم المنسوبة إليه (إ.ب.أ)
TT

محامي وزير داخلية نظام مبارك يتقدم بطلب لإخلاء سبيله عقب براءته في قضية فساد

أحمد نظيف رئيس الحكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ( الثاني من اليمين ) يغادر قاعة محكمة الجنايات في القاهرة  بعد تبرئته من التهم المنسوبة إليه (إ.ب.أ)
أحمد نظيف رئيس الحكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ( الثاني من اليمين ) يغادر قاعة محكمة الجنايات في القاهرة بعد تبرئته من التهم المنسوبة إليه (إ.ب.أ)

قضت محكمة مصرية أمس ببراءة أحمد نظيف رئيس الحكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، في إعادة محاكمتهما في قضية الفساد المالي المتعلقة بقضية اللوحات المعدنية للمركبات والسيارات، التي اتهما فيها بإهدار المال العام والإضرار العمد به. وقال محامي العادلي أمس إنه بصدد التقدم بطلب للنائب العام لإخلاء سبيل موكله بعد قرار البراءة، فيما رجح مصدر قضائي أن يتم قبول الطلب بعد مراجعة دقيقة لفترة محكومية العادلي كاملة. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقدم رجل الأعمال المصري أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني الديمقراطي المنحل (الحزب الحاكم في عهد مبارك) بطعن على قرار استبعاده من الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، نتيجة خطأ إجرائي في أوراق تقدمه. وجاءت إعادة محاكمة نظيف والعادلي في القضية على ضوء الحكم الصادر من محكمة النقض في شهر فبراير (شباط) عام 2013، والتي كانت قد قضت بنقض (إلغاء) الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة في القضية التي كانت قد انتهت إلى إدانة نظيف والعادلي حضوريا ومتهمين آخرين غيابيا.
وكانت محكمة الجنايات الأولى قد عاقبت نظيف بالحبس لمدة عام واحد مع إيقاف التنفيذ، والسجن لمدة 5 سنوات بحق العادلي، والسجن 10 سنوات (غيابيا) بحق وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، والسجن لمدة عام (غيابيا) مع ايقاف التنفيذ بحق المتهم الألماني هيلمنت بولس الممثل القانوني لشركة «أوتش» الألمانية؛ وذلك إثر إدانة المحكمة لهم بإهدار 92 مليون جنيه (نحو 13 مليون دولار) من أموال الدولة، بإسناد إنتاج اللوحات المعدنية للسيارات للشركة الألمانية بالأمر المباشر وبأسعار تزيد على السعر السوقي، وذلك بغرض تربيحها على نحو يمثل مخالفة للقانون. واقتصرت إعادة المحاكمة على نظيف والعادلي، باعتبار أن الحكم صادر بحقهما حضوريا، حيث لا يجيز القانون للمتهم الهارب الصادر بحقه حكم غيابي أن يتقدم بطعن أمام محكمة النقض على الحكم، ومن ثم لم يشملهما حكم النقض بإعادة المحاكمة.
وأوضحت المحكمة أنها ترى أن المتهم الأول (نظيف) بوصفه رئيسا للوزراء وقتئذ، قدر أن هناك ضرورة ترتبط بعمل ونشاط إدارات المرور على مستوى الجمهورية بالتعاقد مع الشركة الألمانية بطريق الاتفاق المباشر، موضحة أن قانون المناقصات أجاز لرئيس الوزراء «بصفته» في حالة الضرورة أن يصرح لجهة بعينها لاعتبارات يقدرها ترتبط بطبيعة عمل ونشاط تلك الجهة، بالتعاقد بطريق المناقصة المحددة أو المناقصة المحلية أو الممارسة المحددة أو الاتفاق المباشر وفقا للشروط والقواعد التي يحددها وتقدير حالة الضرورة. وأكدت المحكمة أنها تطمئن إلى توافر حالة الضرورة والاستعجال حفاظا على السرية، إلى أن يتعاقد الطرف المصري مع تلك الشركة بالأمر المباشر، وأنه لا يشكل جريمة. وتطرقت المحكمة إلى الاتهام المنسوب إلى المتهمين بتربيح الغير وتسهيل الاستيلاء على المال العام والإضرار العمد الجسيم به، مؤكدة أنها من خلال مطالعتها لأوراق القضية ومستنداتها، لم تجد ظلا لهذه الجرائم الثلاث التي تتطلب قصدا جنائيا وأن تنصرف إرادة الموظف العام إلى تظفير الغير بربح بغير وجه حق والنية لتسهيل الاستيلاء على المال العام.
وعقب الحكم، أكد محامي نظيف أنه لا توجد أي قضايا أخرى على موكله بعد الحصول على البراءة. فيما أوضح محامي العادلي أن موكله لا يحاكم حاليا إلا على ذمة قضية الكسب غير المشروع، وهي محجوزة للحكم في جلسة 12 مارس (آذار) المقبل. وأضاف أنه سيتقدم إلى النائب العام بطلب اليوم بإخلاء سبيل العادلي لعدم صدور قرارات بحبسه على ذمة قضايا أخرى، خاصة أنه أنهى عقوبة الثلاث سنوات في القضية الوحيدة التي حصل فيها على حكم بالإدانة وهي المعروفة إعلاميا بـ«سخرة المجندين».
وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن العادلي يحق له التقدم بطلب إخلاء سبيل، على أن تنظر النيابة في ذلك الأمر بعد أن تخاطب وزارة الداخلية لاحتساب مدة حبسه الإجمالية، ومقارنتها بالحكم الصادر في حقه. مشيرا إلى أن ذلك الأمر يستغرق بعض الوقت لتحري الدقة، إلا أنه من الأرجح وفقا للحسابات العامة المعروفة أن يكون العادلي قضى بالفعل فترة محكوميته كاملة. وخلال السنوات الأربع الماضية، حوكم العادلي في 5 قضايا رئيسية، وهي «قتل المتظاهرين»، و«اللوحات المعدنية»، و«سخرة الجنود»، «واستغلال النفوذ»، إضافة إلى «التربح وغسيل الأموال»، وحكم عليه فيها بمجموع أحكام يفوق 40 عاما، وغرامات تفوق 20 مليون جنيه.. إلا أن إعادة محاكمته عقب الطعن أسفرت عن براءته فيها جميعا عدا القضية الأخيرة المحجوزة للحكم الشهر المقبل.
إلى ذلك، طعن رجل الأعمال أحمد عز، آخر أمين تنظيم للحزب الوطني المنحل، الحاكم في عهد الرئيس الأسبق مبارك، أمام محكمة القضاء الإداري أمس على قرار استبعاده من المنافسة على انتخابات مجلس النواب من قبل اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية.
وكانت اللجنة الانتخابية أعلنت الأحد الماضي كشفًا بأسماء المرشحين الذين قبلت أوراقهم، لكن الكشف خلا من اسم عز. وأرجعت اللجنة ذلك إلى «عدم وجود حساب بنكي خاص بنفقات حملته والدعاية الانتخابية، وعدم إرفاق إقرار الذمة المالية لزوجته ضمن أوراق الترشح».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».