مصر تفتتح متحفين جديدين بمطار القاهرة

يضمان تماثيل ومومياوات نادرة

مصر تفتتح متحفين جديدين بمطار القاهرة
TT

مصر تفتتح متحفين جديدين بمطار القاهرة

مصر تفتتح متحفين جديدين بمطار القاهرة

احتفالاً باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف 18 مايو (أيار) من كل عام، وفي محاولة لخدمة ركاب الترانزيت، وتوفير أماكن سياحية تقدم صورة عامة عن الآثار والحضارة المصرية، افتتحت مصر، أمس الثلاثاء، متحفين جديدين في مطار القاهرة الدولي في مبنى الركاب رقم 2 ورقم 3.
وقال الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، في كلمته خلال الافتتاح، إن «هذين المتحفين يعتبران أحد وسائل الدعاية والترويج لمصر وحضارتها خصوصاً منتج السياحة الثقافية، فهما عناصر جذب جديدة، وخدمة مميزة توفر داخل مطار القاهرة الدولي للمسافرين والوافدين ومسافري الترانزيت ورجال الأعمال الذين لم تتح لهم فرصة زيارة مصر وأماكنها السياحية والأثرية، مما يحقق أحد الأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية المستدامة للوزارة لرفع القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري عن طريق تعزيز أنشطة التسويق والترويج السياحي للمقومات المميزة للمنتج المصري محلياً ودولياً وجذب أكبر عدد ممكن من السائحين من مختلف الأسواق والفئات».
من جانبه، قال محمد منار، وزير الطيران المدني المصري، في الافتتاح، إن «المطارات المصرية هي بوابة مصر الأولى أمام العالم، ومن هنا تعتبر فكرة إنشاء وتطوير المتحف من أهم وسائل تنمية سياحة الترانزيت والترويج السياحي الجديدة»، مشيراً إلى أن «هذه خطوة أولى ستُعمم في باقي المطارات المصرية، خصوصاً الموجودة في مدن الجذب السياحي المصري».
ويرى الدكتور بسام الشماع، الخبير السياحي والمتخصص في علم المصريات، أن «إنشاء متحف في المطار فكرة جيدة ويمكن تعميميها في باقي المطارات لكن بشروط»، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا بد من توفير عناصر الأمان اللازمة بالمتحف لحماية الآثار من تأثير الاهتزازات الناتجة عن حركة الطائرات، أو من تأثير الملوثات من عوادم الطائرات على المدى الطويل».
ويقول الشماع إن «وجود المتحف سيحقق عوائد اقتصادية إضافية من خلال ركاب الترانزيت المارين على مصر، كما أنه يعد طريقة متميزة لقضاء الوقت للمصريين والأجانب، إضافة إلى أنه سيزيد عائدات بيع المستنسخات الموجودة في بازارات المطار المجاورة للمتحف».
وكان من المقرر افتتاح متحف الآثار بصالة 3 عام 2016، لكن وزارة السياحة والآثار قررت توسعته من 60 متراً، إلى 150 متراً مربعاً، وزيادة عدد المعروضات فيه من 36 قطعة إلى 59 قطعة أثرية جُمعت من عدد من المتاحف والمخازن الأثرية، من بينها مخازن المتحف المصري بالتحرير، ومتحف السويس، والمتحف اليوناني الروماني، لتعكس الأوجه المختلفة للحضارة المصرية في العصور المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، مع إنشاء متحف آخر بصالة 2 بمطار القاهرة على مساحة 100 متر مربع، ويضم 304 قطع أثرية، تعكس اهتمام المصري القديم بالعالم الآخر كمحطة للحياة الأبدية، إضافة إلى إبراز السمات الفنية للعصور المصرية القديمة والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية والعصر الحديث.
واستقبل المتحفان الزوار، أمس، مجاناً بمناسبة يوم المتاحف العالمي، في حين تبلغ أسعار التذاكر في الأيام العادية 3 دولارات أو 50 جنيهاً مصرياً للزائر الأجنبي، و25 جنيهاً مصرياً للزائر المصري.
ويطالب الشماع بأن «تُسهل زيارة السياح للمتحف من خلال بيع التذاكر بمختلف العملات المحلية والدولية، والدعاية للمتحف في مواقع بيع تذاكر السفر، وفي الطائرات وفي المطار نفسه حتى يعرف السائح أن هناك متحفاً يمكنه أن يزوره ويبقي فيه وقت الترانزيت»، إضافة إلى «توفير مرشدين سياحيين، ولوحات إرشادية بلغة المكفوفين وفيديوهات بلغة الإشارة لتحقيق أعلى فائدة من الزيارة»، على حد قوله.
ويضم المتحف مومياوتين، الأولى ترجع للعصر الروماني، ووجهها مغطى بقناع مذهب، ومزينة بالكارتوناج المذهب ورسومات ملونة، أما المومياء الثانية فترجع إلى العصر المتأخر، وتصور رجلاً في الوضع الأوزيري، إضافة إلى تمثال من البرونز للمعبودة إيزيس المجنحة، وهي ترتدي قرني حتحور وبينهما قرص الشمس، كما يعرض المتحف مجموعة من الأواني الكانوبية، وقطعاً صغيرة الحجم تمثل الحضارة الإسلامية والقبطية في مصر ومجموعة من التماثيل من العصر المتأخر، إضافة إلى تمثال للكاتب المصري من الأسرة الخامسة، وتمثال الملكة حتشبسوت من الدولة الحديثة، وبعض القطع النادرة وأيقونات قبطية من القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى مجموعة من العملات والمصاحف والأطباق المزخرفة التي تعود للعصور الإسلامية المختلفة.



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.