صور لخامنئي وسليماني ونصر الله تتسبب في اعتقال عشرات اليمنيين

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

صور لخامنئي وسليماني ونصر الله تتسبب في اعتقال عشرات اليمنيين

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ف.ب)

أفادت مصادر يمنية حقوقية بأن الميليشيات الحوثية اعتقلت العشرات من المدنيين في محافظة المحويت (غرب صنعاء) قبل نحو أسبوع، على خلفية تمزيقهم صوراً لكل من المرشد الإيراني علي خامنئي، والقائد السابق في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، وزعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، كانت الجماعة علّقتها في إحدى قرى المحافظة.
وبحسب المصادر؛ فإن سكاناً في القرية أثار حميتهم وجود الصور الإيرانية إلى جانب الشعارات الخمينية التي تدأب الجماعة على رفعها في شتى الأماكن الخاضعة لها؛ بما فيها المدارس والمساجد والمناطق الأثرية وواجهات المؤسسات الحكومية؛ الأمر الذي دفع بهم إلى طمس الشعارات وتمزيق الصور.
وقال «المركز الأميركي للعدالة»، وهو منظمة حقوقية يمنية، إن «ميليشيات الحوثي اختطفت العشرات من أبناء قرية العرة في الأهجر التابعة لمحافظة المحويت نهاية شهر رمضان المبارك بتهمة طمس شعارات طائفية وصور إيرانية».
وبحسب ما أورده سكان في المنطقة؛ فإن الجماعة المدعومة من إيران «أقدمت على اقتحام القرية بعربات عسكرية، وقام عناصرها باختطاف العشرات من السكان، واقتادتهم إلى سجون مخابرات الجماعة، من دون أن يعرف ذوو المختطفين أي معلومات عن مصيرهم».
وقال المركز الحقوقي إن فريقه الميداني «رصد تلك الحادثة التي تسببت بإرعاب وإفزاع الأطفال والنساء وجميع ساكني تلك القرية، حيث اقتحمت الأطقم المدججة بالسلاح والمسلحون القرية، وقاموا مباشرة بمداهمة المنازل ومعها المسجد التابع للقرية، واقتادوا 42 مواطناً تحت تهديد السلاح إلى سجن سري تابع لجماعة الحوثي بمركز المديرية».
وأوضح البيان أن مسلحي الجماعة كان يقودهم المشرف الحوثي «أبو علي» مع 3 عربات عسكرية وبأوامر من القيادي في الجماعة فواز فارع والذي يعدّ مشرف الميليشيات بمديرية شبام ومعه نائبه أحمد الخدري.
ووفقاً للمعلومات التي توافرت لدى المركز الحقوقي، فإن «المختطفين تعرضوا لمعاملة غير إنسانية وتعذيب نفسي وجسدي بهدف الاعتراف بوقوفهم خلف عملية طمس بعض الشعارات التابعة لجماعة الحوثي من على بعض جدران منازل القرية ومسجدها وتمزيق صور خاصة لقيادات في جماعة الحوثي وقيادات أخرى إيرانية؛ منها صور قاسم سليماني، وصور خاصة بزعيم (حزب الله) اللبناني حسن نصر الله».
ونقل المركز الحقوقي عن قريب لأحد المختطفين، قوله: «كانت ليلة رعب، لم نكن نتخيل أن يأتي يوم وننام بلا أمان في منازلنا إلا في عهد الحوثي، وفجأة نصحو على سماع فوضى رجال مسلحين يقتحمون القرية، ويرهبون الأطفال والنساء من دون أي ضمير أو وازع ورادع أخلاقي وإنساني، ليتم الزج بأقاربنا في أحد السجون، والسبب هو صورة إيراني و(شعار الموت)».
وأضاف الشاهد: «كان أطفالنا ونساؤنا يعيشون في خوف شديد في تلك اللحظة، وقد تعرض بعض النساء للإصابة بأمراض من هول الفاجعة أثناء اقتحام عناصر الحوثي بعض المنازل وإشهار السلاح في وجوه الناس».
وندد المركز الحقوقي بما تعرض له أهالي القرية من مداهمات لمنازلهم وترويعهم، مؤكداً أن «استمرار جماعة الحوثي بارتكاب مثل هذه الانتهاكات يقلل من فرص السلام وخيارات إيقاف الحرب التي يحاول المجتمع الدولي والأمم المتحدة تثبيتها في اليمن، ويضاعف كذلك من المأساة اليمنية التي تعيش العام السادس من الحرب والجوع والتشرد، بالإضافة إلى أن مثل هذه الممارسات مدانة بموجب القوانين المحلية والدولية وتناقض المواثيق والمعاهدات كافة».
ودعا المركز الميليشيات الحوثية إلى «وقف هذه الانتهاكات بحق المواطنين، وسرعة إطلاق المختطفين كافة». كما طالب «سائر المنظمات الأممية بإدانة هذه الحادثة والوقوف إلى جانب الضحايا ومساندتهم، والضغط كذلك على جماعة الحوثي لإيقاف مسلسل الانتهاكات» بحق المدنيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.