«حركة مجتمع السلم» تغازل الناخبين بوعود تلبي مطالب «الحراك» في الجزائر

مقري وعد الناخبين بالإفراج عن كل معتقلي الحراك (أ.ف.ب)
مقري وعد الناخبين بالإفراج عن كل معتقلي الحراك (أ.ف.ب)
TT

«حركة مجتمع السلم» تغازل الناخبين بوعود تلبي مطالب «الحراك» في الجزائر

مقري وعد الناخبين بالإفراج عن كل معتقلي الحراك (أ.ف.ب)
مقري وعد الناخبين بالإفراج عن كل معتقلي الحراك (أ.ف.ب)

تعهد عبد الرزاق مقري، رئيس حزب «حركة مجتمع السلم» الإسلامية في الجزائر، بإجراءات عدة للتهدئة، وفي مقدمتها إطلاق سراح كل المساجين السياسيين، ورفع الحظر عن تأسيس أحزاب وجمعيات، وذلك في حال فوزه بالأغلبية البرلمانية خلال الانتخابات التي ستنظم في 12 من الشهر المقبل.
وكان مقري بصدد شرح «الحلم الجزائري»، وهو البرنامج الانتخابي لمرشحي الحزب أمس بالعاصمة، عندما أطلق وعوداً كبيرة، من بينها الإفراج عن معتقلي الحراك الذين يفوق عددهم 120، ونحو 180 سجيناً إسلامياً يقضون عقوبات طويلة تعود إلى بداية تسعينات القرن الماضي، معظمهم كان ينتمي إلى «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة. علماً بأن السلطات لا تعترف لأفراد الفئتين المتواجدين بالمؤسسات العقابية بصفة «سجين سياسي».
وقال مقري، إن حزبه سيمكّن أي جزائري من تأسيس حزب إن أراد، بمجرد إخطار السلطات بذلك. مشيراً إلى أن حزبه يعتزم إطلاق «ندوة وطنية» إذا قاد الحكومة المنبثقة عن الانتخابات، تتولى حسبه إعداد «عقد وطني جامع يحفظ حقوق الجميع، ويؤمن الانتقال الديمقراطي». وأضاف موضحاً «نريد أن نصارح الشعب من خلال هذه الندوة، لنطلعه على حقيقة الأزمة الاقتصادية، والمخاطر العظمى الأمنية المحدقة بالجزائر، ونقول له في الوقت نفسه إن التفاؤل قائم لصناعة نهضته، على أن يتحلى بالصبر حتى تتحقق التنمية».
كما أكد مقري، أن «حكومة الوحدة الوطنية»، التي سيسيّرها حزبه، بعد أن ينال الأغلبية، ستدفع المسؤولين الحكوميين، وخاصة الوزراء، إلى التنازل عن جزء من أجورهم لصالح التنمية، وذلك «على سبيل أن يتحمل الجميع الإجراءات الاقتصادية الصعبة المرتقبة». مشيراً إلى أن «تدابير التضامن بين الفئات الشعبية لن تحل مشاكل الجزائريين، بل التنمية الاقتصادية هي من تعالج الأزمة».
إلى ذلك، تداول أعضاء بالتنظيم الانفصالي «حركة استقلال القبائل»، أمس، خبر اعتقال زعيمهم فرحات المهني المقيم بفرنسا، ووضعه في الحجز تحت النظر، من دون ذكر الأسباب.
وهاجمت وزارة الدفاع هذا التنظيم، مع «حركة رشاد» المعارضة، في برنامج بثه التلفزيون العمومي ليل الاثنين، وحذرت من «مخططاتهما التخريبية من خلال السيطرة على الحراك، ومحاولة تحريفه شعاراته».
في سياق ذلك، ترأس الرئيس عبد المجيد تبون أمس اجتماعا دوريا للمجلس الأعلى للأمن، تناول الأفعال «العدائية والتحريضية» المرتكبة من قبل ما يسمى حركتي (رشاد) و(الماك)، التي «ترمي إلى زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمنها»، واتخذ قرارا يقضي بوضعهما ضمن «قائمة المنظمات الإرهابية، والتعامل معهما بهذه الصفة».
كما تطرق المجلس إلى آخر التحضيرات ذات الصلة بالانتخابات التشريعية المرتقبة، حيث أعرب الرئيس عن ارتياحه للمجهودات التي تبذلها مؤسسات الدولة، لضمان إجراء الموعد الانتخابي في ظروف جيدة وملائمة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.