محاكمات عسكرية للمتعدين على مجرى النيل في مصر

ضمن حملة لتحسين إدارة المنظومة المائية

TT

محاكمات عسكرية للمتعدين على مجرى النيل في مصر

أحالت وزارة الموارد المائية والري بمصر، عدداً من الموقوفين بتهمة «التعدي على مجرى نهر النيل»، إلى النيابة العسكرية تمهيداً لمحاكمتهم، مع توقيع مخالفات مالية فورية، في إطار حملتها لتحسين إدارة المنظومة المائية. وقال محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية، أمس، إن أجهزة الوزارة تواصل حملاتها للقضاء على كافة أشكال التعديات على نهر النيل ووأد هذه التعديات في مهدها، والتي يعتبر أخطرها الردم في مجرى نهر النيل، معتبراً أن التمادي في ذلك النوع من التعدي يؤدي لتقليص القطاع المائي للمجرى، وبالتالي عدم التمكن من إمرار التصرفات اللازمة. ويحظر القانون إقامة أي منشآت أو أعمال بمنطقة حرم النهر دون الحصول على الموافقة المسبقة من الوزارة. وتشن الحكومة المصرية حملة محلية واسعة لترشيد استهلاك المياه، والمحافظة على نهر النيل ومجراه، في ظل نزاع محتدم تخوضه مع إثيوبيا لتأمين إمداداتها من مياه النهر، مع اقتراب الأخيرة من إنهاء بناء وتشغيل «سد النهضة»، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل. وتعاني مصر من شح في موارد المياه العذبة، ووفق تصريحات رسمية، فإنها دخلت مرحلة الفقر المائي، التي يقل فيها نصيب الفرد عن ألف متر مكعب سنوياً. وأكد عبد العاطي العمل على «التصدي الفوري والحاسم» لمثل هذه التعديات وإزالتها في مهدها بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن وتحويل المتعدي إلى النيابة العسكرية، يهدف للحفاظ على المجاري المائية وضمان حسن إدارة وتشغيل وصيانة المنظومة المائية وتحسين الخدمات المقدمة لجموع المنتفعين وحماية أملاك الدولة على المجاري المائية. ووفق بيان لوزارة، أمس، فإنه وفي إطار الحملات المستمرة لمواجهة هذه التعديات، تم رصد قيام مجموعة من الجرارات الزراعية بإلقاء ناتج مخلفات هدم وذلك بمناطق متفرقة بناحية الشيخ مكرم بمحافظة سوهاج، بالاتفاق مع المزارعين أصحاب الأراضي الزراعية المطلة على نهر النيل لتوسعة هذه الأراضي على حساب القطاع المائي لمجرى النهر، وعلى الفور تم إيقاف هذه الأعمال والدفع بالمعدات لإزالة هذا التعدي على أن يتم تحصيل تكاليف الإزالة من المخالفين، كما تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحاب هذه الأراضي وإصدار قرارات إزالة وإرسال جميع المخالفات للنيابة العسكرية. كما تم رصد قيام أحد الأفراد بمركز شربين بمحافظة الدقهلية ليلاً بعمل سلم من الخرسانة المسلحة والأشجار والردم داخل القطاع المائي، وعلى الفور تم تجهيز المعدات وإزالة التعدي بالتنسيق مع شرطة المسطحات المائية ومركز شرطة شربين، وإحالة المخالف للنيابة العسكرية.
وتم رصد مخالفة عبارة عن إنشاء قاعة أفراح على النيل بالبر الشرقي بناحية ركن فاروق بحلوان، وتم إنذار المخالف والذي قام بإزالة المخالفة على الفور بمعرفته.
وشددت وزارة الموارد المائية على أنه لا تهاون مع أي تعدٍّ أياً كان حجمه أو مرتكبه بهدف الوصول بنهر النيل إلى «نيل بلا تعديات». وتعتمد مصر بأكثر من 90 في المائة على حصتها من النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، فيما تسعى لوضع اتفاق ينظم قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي، بما يقلل حجم الأضرار المتوقعة على حصتها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.