إسرائيل تقصف شبكة أنفاق لـ«حماس» مع دخول القتال أسبوعه الثاني

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على أهداف في قطاع غزة (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على أهداف في قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تقصف شبكة أنفاق لـ«حماس» مع دخول القتال أسبوعه الثاني

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على أهداف في قطاع غزة (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على أهداف في قطاع غزة (إ.ب.أ)

قصفت إسرائيل ما وصفتها بأنها أنفاق تحت الأرض يستخدمها مسلحون من حركة «حماس» وغيرهم في إطلاق رشقات من الصواريخ على مدن إسرائيلية، في الوقت الذي دخل فيه القتال أسبوعه الثاني اليوم (الاثنين) وسط دعوات دولية متنامية لوقف إطلاق النار.
غير أنه لا تلوح في الأفق أي علامة على نهاية وشيكة لأسوأ قتال منذ سنوات بين إسرائيل و«حماس»، التي تدير القطاع حيث يعيش مليونان من الفلسطينيين، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وتواصلت أصوات الانفجارات أثناء الليل، إذ شاركت عشرات المقاتلات الإسرائيلية في الغارات التي قال الجيش إنها استهدفت شبكة من الأنفاق تحت الأرض تستخدمها «حماس».
وقال شهود إن الهجمات الإسرائيلية قصفت طرقاً ومباني أمنية ومعسكرات تدريب للمسلحين ومنازل في غزة. ودوت أصوات الانفجارات في مناطق كثيرة من القطاع الفلسطيني خلال الليل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت تسعة مساكن تابعة لقادة كبار في «حماس» بعد إطلاق صواريخ على مدينتي بئر السبع وعسقلان الإسرائيليتين. وأضاف أن بعض المنازل استخدمت في تخزين أسلحة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن إسرائيل قصفت مصنعاً في شمال غزة. وظهر في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عمود من الدخان الأسود الكثيف يتصاعد في الجو.

ولم ترد حتى الآن تقارير عن إصابات بشرية على أي من الجانبين.
وتزايد القلق العالمي بالفعل بعد ضربة جوية إسرائيلية في قطاع غزة دمرت عدة منازل أمس (الأحد)، وقال مسؤولو الصحة في القطاع إنها أسفرت عن مقتل 42 فلسطينياً بينهم عشرة أطفال، في حين استمرت الهجمات الصاروخية على بلدات إسرائيلية.
وجدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعوات واشنطن إلى الهدوء، حيث كتب على «تويتر»: «ينبغي لجميع الأطراف تهدئة التوتر، يجب أن يتوقف العنف على الفور». جاء ذلك بعدما تحدث مع نظيره المصري
بخصوص العنف المستمر في إسرائيل وغزة والضفة الغربية المحتلة.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس (الأحد) قالت الولايات المتحدة إنها أوضحت لإسرائيل وللفلسطينيين ولأطراف أخرى أنها مستعدة لتقديم الدعم «إذا سعى الطرفان إلى وقف إطلاق النار».
وقال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل إن الحملة الإسرائيلية في غزة مستمرة «بكامل قوتها» وإنه يجب أن تستعيد إسرائيل قوة الردع لمنع نشوب صراع في المستقبل مع «حماس».
وأضاف نتنياهو في خطاب بثه التلفزيون: «ما نفعله الآن، وسيستمر طالما ظل ضرورياً، هو لاستعادة الهدوء لكم أيها المواطنون الإسرائيليون. سيستغرق ذلك وقتاً».
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى في القطاع ارتفع إلى 197. منهم 58 طفلاً، و34 امرأة. وقالت السلطات الإسرائيلية إن عشرة قتلوا في إسرائيل، بينهم طفلان.

كانت «حماس» قد بدأت الهجوم الصاروخي يوم الاثنين الماضي بعد توتر مستمر منذ أسابيع بسبب دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية ورداً على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى في شهر رمضان.
* محاولات للتهدئة
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته تعمل مع جميع الأطراف لتحقيق تهدئة دائمة.
وأضاف في تسجيل فيديو بث بمناسبة عيد الفطر أمس (الأحد): «نرى أيضاً أن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون سوياً العيش في أمن وسلام وأن ينعموا بدرجة متساوية من الحرية والرخاء والديمقراطية».
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن إن الأعمال القتالية في إسرائيل وغزة «مروعة للغاية»، ودعا إلى وقف القتال فوراً.
وأضاف أن الأمم المتحدة «تدفع كل الأطراف بقوة نحو وقف إطلاق النار على الفور»، ودعا الجميع إلى «السماح بتقدم جهود الوساطة ونجاحها».
وتقف واشنطن معزولة في الأمم المتحدة بسبب اعتراضها على إصدار مجلس الأمن بياناً علنياً بشأن العنف الدائر، حيث تقول إنه قد يلحق الضرر بالدبلوماسية الجارية وراء الكواليس، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله إن بلاده تشارك في اتصالات دبلوماسية مكثفة حالياً لوقف إراقة الدماء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن «حماس»، التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، وفصائل مسلحة أخرى أطلقت أكثر من 2800 صاروخ من القطاع خلال الأسبوع الماضي.
واعترض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الكثير من تلك الصواريخ، بينما لم تصل بعضها لأهدافها ولم تعبر الحدود.
وقالت «حماس» إن هجماتها الأخيرة جاءت رداً على ما وصفته بالعدوان المستمر على المدنيين، بما في ذلك الضربة الجوية على مدينة غزة أمس (الأحد) والتي دمرت عدداً من المنازل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الخسائر في صفوف المدنيين كانت غير مقصودة. وأضاف أن طائراته هاجمت شبكة أنفاق يستخدمها الناشطون فانهارت، مما أدى إلى تدمير المنازل. ووصفت «حماس» ذلك بأنه «قتل مع سبق الإصرار».
ودافع نتنياهو عن غارة جوية إسرائيلية يوم السبت دمرت مبنى من 12 طابقاً كانت توجد به مكاتب لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية وشبكة «الجزيرة»، وقال نتنياهو لشبكة «سي بي إس» الأميركية إن المبنى كان يضم مكتباً لمخابرات «حماس»، وبالتالي كان هدفاً مشروعاً. وأضاف أن إسرائيل نقلت معلومات إلى السلطات الأميركية بشأن المبنى.
كانت إسرائيل قد وجهت تحذيرات مسبقة لشاغلي المبنى للمغادرة. ونددت وكالة أسوشييتد برس بالضربة وطلبت من إسرائيل تقديم أدلة على وجود «حماس» في المبنى.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.