مسيرات لبنانية إلى الحدود لليوم الثالث تضامناً مع فلسطين

«المستقبل» ينظّم وقفة تضامنية... وإصابة متظاهر في العديسة

وقفة لتيار وكتلة المستقبل عند الحدود الجنوبية تضامنا مع فلسطين (الوكالة الوطنية)
وقفة لتيار وكتلة المستقبل عند الحدود الجنوبية تضامنا مع فلسطين (الوكالة الوطنية)
TT

مسيرات لبنانية إلى الحدود لليوم الثالث تضامناً مع فلسطين

وقفة لتيار وكتلة المستقبل عند الحدود الجنوبية تضامنا مع فلسطين (الوكالة الوطنية)
وقفة لتيار وكتلة المستقبل عند الحدود الجنوبية تضامنا مع فلسطين (الوكالة الوطنية)

تنقسم السيارات القادمة من بيروت إلى جنوب لبنان، عند مثلث الزهراني في جنوب صيدا إلى مجموعتين: الأولى تتخذ طريق الخط الساحلي باتجاه صور، والأخرى نحو طريق النبطية شرقاً. الطريقان يؤديان إلى المنطقة الحدودية الممتدة على عشرات الكيلومترات، ويلوّح فوق السيارات العابرة على الخطين، علما لبنان وفلسطين، ورايات حزبية لبنانية.
منذ ثلاثة أيام، باتت طريق الجنوب مقصداً للبنانيين المتضامنين مع فلسطين. اختاروا المنطقة الحدودية لإيصال رسالة التضامن، وتصاعدت يومي السبت والأحد، عقب مقتل شاب لبناني برصاص جنود إسرائيليين عند الشريط الحدودي في كفر كلا، الجمعة الماضي. تنتظر الحافلات في نقاط تجمع متعددة على الأوتوستراد البحري، وتنطلق لـ«نؤكد أن فلسطين ليست وحيدة»، حسبما تقول مشاركة في المسيرات التضامنية أمس، وأن «القدس لن تُهوّد»، وأن «اللبنانيين لن يبخلوا على الفلسطينيين بالدم».
أمس (الأحد)، غلب المشاركون اللبنانيون على هوية المتضامنين في المنطقة الحدودية، وانقسمت التحركات بين شعبية، وسياسية أكثر تنظيماً، كالتحرك الذي قام به «تيار المستقبل».
وبتوجيهات من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من عدوان وحشي من العدو الإسرائيلي نظّم «تيار المستقبل» وكتلة «المستقبل» النيابية وقفة عند الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة في بلدة مروحين في قضاء صور رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية واللبنانية، وشاركت فيها وفود من التيار من مختلف المناطق.
وتقدم المشاركين رئيسةُ كتلة «المستقبل» النائب بهية الحريري، وأعضاء الكتلة النواب: وليد البعريني، ومحمد سليمان، وعاصم عراجي، ومحمد القرعاوي، وطارق المرعبي، وأمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري، وعدد من أعضاء المكتبين السياسي والتنفيذي للتيار. ودانت الحريري بأشدّ العبارات «ما يتعرض له أهلنا في غزة من تدمير وقتل واعتداء». ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إلزام إسرائيل «بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات».
وأصيب متظاهر فلسطيني بجروح أمس، إثر سقوطه من أعلى الجدار الاسمنتي الفاصل على الحدود مقابل بلدة العديسة، بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الجيش الاسرائيلي من دون إصابته.
وكانت قيادة «اليونيفيل»، أعلنت أن «جنود حفظ السلام موجودون على الأرض ويعملون بتنسيق وثيق مع شركائنا الاستراتيجيين، القوات المسلحة اللبنانية، الذين يعملون على مدار الساعة لتوفير الأمن في المنطقة منذ بداية التظاهرات».



بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.