«سوزي»... طفلة فلسطينية نجت من ضربة إسرائيلية قتلت أمها وإخوتها الأربعة

الطفلة الفلسطينية سوزي رياض اشكنتنا تتلقي العلاج في المستشفى (رويترز)
الطفلة الفلسطينية سوزي رياض اشكنتنا تتلقي العلاج في المستشفى (رويترز)
TT
20

«سوزي»... طفلة فلسطينية نجت من ضربة إسرائيلية قتلت أمها وإخوتها الأربعة

الطفلة الفلسطينية سوزي رياض اشكنتنا تتلقي العلاج في المستشفى (رويترز)
الطفلة الفلسطينية سوزي رياض اشكنتنا تتلقي العلاج في المستشفى (رويترز)

عندما أفاقت سوزي رياض اشكنتنا ذات الأعوام الستة في مستشفى الشفا بغزة، كانت وحيدة بعدما هرع بها عمال إنقاذ انتشلوها من بين أنقاض منزلها الذي دمرته غارة إسرائيلية قبل الفجر، قتلت أمها وإخوتها الأربعة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
لكن المسعفين أحضروا والدها على سرير آخر والضمادات تغطي جروحه، ليكون إلى جوار طفلته التي ظلت محاصرة تحت الأنقاض نحو 7 ساعات.
«سامحيني يا بنتي، صرختي عليا مشان أجيكي لكن أنا ما قدرت»، همس الأب الملتاع لابنته وهي ترقد على السرير المجاور.

وتحول منزل الأسرة إلى أنقاض في غارة إسرائيلية في الساعات الأولى من صباح اليوم (الأحد) على مدينة غزة، وسط موجة هجمات قال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إنها قتلت 42 شخصاً، من بينهم 10 أطفال، ورفعت عدد القتلى في غزة خلال أسبوع من القصف إلى 192 قتيلاً.
وتقول إسرائيل إنها تهاجم حركة «حماس» التي تدير قطاع غزة، والتي أطلقت مع جماعة «الجهاد الإسلامي» وجماعات أخرى 2800 صاروخ باتجاه مدن إسرائيلية.
وأسفرت تلك الصواريخ عن مقتل 10 أشخاص في إسرائيل، من بينهم طفلان، كما جعلت ملايين الإسرائيليين يهرعون للاحتماء في مخابئ و«غرف آمنة»، مع انطلاق صفارات الإنذار نهاراً ومساء.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقناة «سي بي إس» إن السبب في الخسائر البشرية الفلسطينية هو أن «(حماس) تهاجمنا بإجرام من أحياء مدنية».

ويقع منزل اشكنتنا في منطقة الهجوم الإسرائيلي نفسها على أنفاق في غزة، وقال الجيش الإسرائيلي إن انهيار شبكة الأنفاق تسبب في انهيار البيوت الموجودة فوقها، وأدى إلى الخسائر المدنية غير المقصودة.
وتجمع عشرات من عمال الإنقاذ وضباط الشرطة والأقارب والجيران عند أنقاض بيت اشكنتنا خلال عملية البحث عن ناجين، وبعد عدة ساعات بدأ عمال الإنقاذ بين الأنقاض يهتفون «الله أكبر»، في إشارة إلى أنهم سينجحون في انتشال أحد الناجين، وبكت الصغيرة سوزي التي انتشلوها يغطيها التراب وهم يهرعون بها صوب سيارة الإسعاف.
وفي المستشفى، وقف أقارب يسألون بلهفة عن ذويهم، بينما تصل عربات الإسعاف تباعاً، وصاحت نسوة ورجال في منطقة الاستقبال: «هادا يحيى؟ هادا يحيى؟»، قبل أن يبلغهم المسعفون أن شقيق سوزي ذا الأربع سنوات توفي، فأغمي على امرأتين. دقائق وجاء المسعفون بطفلة، فصرخ الأقارب: «جابوا دانا، دانا، دانا، إنتي كويسة؟»، لكن الطفلة وصلت بدورها جثة هامدة، وكذلك أخ آخر وأخت.
وأشاعت رؤية سوزي مفتوحة العينين لحظة ارتياح عابرة، قبل أن يهرع بها طاقم التمريض لعمل أشعة، وقال أطباء إنها مصابة برضوض، ولكن لا إصابات خطيرة.

ورقدت سوزي على سرير مستشفى بجوار سرير والدها، وقال رياض اشكنتنا إنه كان يعتقد أن أسرته في أمان لأن هناك أطباء يقيمون في المبنى نفسه، وإنه جمع أطفاله فيما كان يعتقد أنها غرفة آمنة، ومضى: «فجأة، صاروخ زي النار وهج دمرلي الحيطتين اللي قبالنا»، وهرع الأب والأم لتفقد أطفالهما عندما وقع انفجار ثانٍ هدم السقف.

وقال رياض: «سمعت ابني زين بينادي بابا، صوته فش فيه مشكلة، بس أنا مش قادر التفت عليه لأني مربط في العمدان؛ يدي تحت عمود ورجلي تحت عمود»، وأضاف وهو راقد على سرير المستشفى ورأسه مغطى بالضمادات إنه في البداية تمنى الموت، وتابع: «زعل الدنيا كلها مايكفينيش... لكن لما سمعت أنه في بنت من بناتي عايشة، قلت الحمد لله لأنه هادي البنت يمكن تنسيني (تعوضني) حاجة، ولو بالقليل من بسمة بناتي، لأنها أختهم».



غوتيريش يطالب بـ«محاسبة» المسؤولين عن العنف في سوريا

غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)
غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)
TT
20

غوتيريش يطالب بـ«محاسبة» المسؤولين عن العنف في سوريا

غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)
غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)

عبَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من أن تصير تطلعات السوريين إلى ﻣﺳﺗﻘﺑل أفضل «ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك»؛ بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدت مقتل المئات في منطقة الساحل، مطالباً بوﻗف «كل أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف»، داعياً إلى إﺟراء «ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻧزﯾﮭﺔ وذات ﺻدﻗﯾﺔ» ﻓﻲ اﻻﻧﺗﮭﺎﻛﺎت، تمهيداً لـ«ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋﻧﮭﺎ».

وكان غوتيريش يتحدَّث في الذكرى السنوية اﻟـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ؛ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ، ومواجهته «اﻟﻘﻣﻊ اﻟوﺣﺷﻲ» من نظام الرئيس السابق بشار الأسد. إذ قال إن «ﻣﺎ ﺑدأ بوصفه ﻧداءً ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﻠﻣﻲ ﺗﺣوَّل لأحد أﻛﺛر اﻟﻧزاﻋﺎت ﺗدﻣﯾراً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم»، مشيراً إلى «التكاليف البشرية التي ﻻ ﯾُﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ»، إذ «ﺷُرِّد اﻟﻣﻼﯾﯾن» وﺗﻌرَّض «ﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻟﻠﻘﺗل واﻻﺧﺗﻔﺎء اﻟﻘﺳري واﻟﺗﻌذﯾب، وقُتلوا ﺑﺄﺑﺷﻊ اﻟطرق». وأضاف أن اﻟﺣرب ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ «ﺷﮭدت اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ واﻟﺑراﻣﯾل اﻟﻣﺗﻔﺟرة اﻟﺗﻲ ﻗﺗﻠت اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل من دون ﺗﻣﯾﯾز». وذكَّر بأن «ﺣﺎﻻت اﻟﺣﺻﺎر اﻟطويل أدت إﻟﻰ ﺗﺟوﯾﻊ سكان ﻣﻧﺎطﻖ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ، وﺣوَّﻟت اﻟﻐذاء واﻟدواء إﻟﻰ أﺳﻠﺣﺔ ﺣرب»، كما «محا اﻟﻘﺻف اﻟﻛﺎﺳﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت واﻟﻣدارس واﻟﻣﻧﺎزل أي ﻣظﺎھر للحياة اﻟطﺑﯾﻌية»، ملاحظاً أنه «على الرغم من ذلك فإن اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري لم يتراجع ﻗط ﻋن ﻧداءاﺗﮫ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻛراﻣﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌﺎدل».

وكذلك عدّ كبير الموظفين الدوليين أنه «منذ 8 دﯾﺳﻣﺑر (ﻛﺎﻧون اﻷول) الماضي، ﺗﺟدَّد اﻷﻣل ﻓﻲ إﻣكان ﻗﯾﺎم اﻟﺳورﯾﯾن ﺑرﺳم ﻣﺳﺎر ﻣﺧﺗﻠف، وﺣﺻوﻟﮭم ﻋﻠﻰ ﻓرﺻﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﺻﺎﻟﺢ، وﺗﺄﺳﯾس وطن ﯾﻌﯾش ﻓﯾﮫ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺳﻼم وﻛراﻣﺔ». ولكنه أضاف أنه «ﻣن اﻟﻣﺛﯾر ﻟﻠﻘﻠﻖ أن ﯾﺻير ھذا اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﺷرق اﻟذي ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ اﻟﺳورﯾون وﺑﺷدة اﻵن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك»، لأن «لا ﺷﻲء ﯾُﺑرر ﻗﺗل اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻛﻣﺎ أﻓﺎدت اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟواردة ﺧﻼل اﻷﯾﺎم اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ». وقال: «ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻗف كل أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف، وﻻ ﺑد ﻣن إﺟراء ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻧزﯾﮭﺔ وذات ﺻدﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﮭﺎﻛﺎت، وﻻ ﺑد ﻣن ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋﻧﮭﺎ»، مشيراً إلى أن ﺳﻠطﺎت ﺗﺻرﯾف اﻷﻋﻣﺎل ﻋبَّرت ﺗﻛرراً ﻋن «اﻟﺗزاﻣﮭﺎ ببناء ﺳورﯾﺎ ﺟدﯾدة ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳورﯾﯾن ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ أﺳس ﺟﺎﻣﻌﺔ وذات ﺻدﻗﯾﺔ». وأضاف أنه «آن اﻷوان ﻟﻠﺗﺣرك» لأن «هناك ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ إلى اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﺟرﯾﺋﺔ وﺣﺎﺳﻣﺔ ﻟﺿﻣﺎن أن ﯾﺗﻣﻛَّن اﻟﺳورﯾون، ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻌرق أو اﻟدﯾن أو اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو اﻟﻧوع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ، ﻣن اﻟﻌﯾش ﺑﺄﻣﺎن وﻛراﻣﺔ ودون ﺧوف».

وأكد غوتيريش أن الأمم اﻟﻣﺗﺣدة «ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﻠﻌﻣل جنباً إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻟدﻋم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺟﻣﯾﻊ، وﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ، وﺗﻌزز اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ، وﺗﺿﻊ اﻷﺳﺎس ﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل، وإﻋﺎدة إدﻣﺎﺟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ». وشدَّد على أنه «لا ﺑد من ضمان ﺧروج ﺳورﯾﺎ ﻣن ظﻼل اﻟﺣرب ﻧﺣو ﻣﺳﺗﻘﺑل ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻛراﻣﺔ وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون، ﯾُﺻﻐﻰ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ كل اﻷﺻوات ولا ﯾُﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣﻧﮫ أﺣد».