‬«أنقذوا الشيخ جراح»... كيف تحولت القدس الشرقية لهاشتاغ عالمي؟

فلسطينيون في بيت لحم يشاركون في احتجاجات دعماً لإخوانهم المقيمين بحي الشيخ جراح بالقدس (أ.ف.ب)
فلسطينيون في بيت لحم يشاركون في احتجاجات دعماً لإخوانهم المقيمين بحي الشيخ جراح بالقدس (أ.ف.ب)
TT

‬«أنقذوا الشيخ جراح»... كيف تحولت القدس الشرقية لهاشتاغ عالمي؟

فلسطينيون في بيت لحم يشاركون في احتجاجات دعماً لإخوانهم المقيمين بحي الشيخ جراح بالقدس (أ.ف.ب)
فلسطينيون في بيت لحم يشاركون في احتجاجات دعماً لإخوانهم المقيمين بحي الشيخ جراح بالقدس (أ.ف.ب)

دفع رجال الشرطة الإسرائيلية المسلحون متظاهرة فلسطينية على الأرض في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، فالتقط عدد هائل من الهواتف الجوالة الصورة، ووُثقت الواقعة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وصاحت آية خلف، وهي مدوِّنة فلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي، في خلفية الصورة وهي تلتقطها قائلة: «انظروا ماذا يفعلون. إنهم يضربون النساء»، ونشرت آية الواقعة على البث المباشر على حسابها على «إنستغرام» الذي يتابعه 187 ألف متابع.
والمشهد واحد من العديد من المشاهد التي يجري تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، من المواجهات التي تقع كل ليلة تقريباً بين الشرطة الإسرائيلية والمحتجين على طرد ثماني أسر بحي الشيخ جراح من منازلهم التي يطالب بها مستوطنون إسرائيليون.
وانتشر هاشتاغ «أنقذوا حي الشيخ الجراح»، على مستوى العالم فأبدت المغنية البريطانية دوا ليبا والممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار فيولا ديفيس تضامنهما.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي أصدرت محكمة إسرائيلية حكماً لصالح المستوطنين الذين يقولون إن الأسر الفلسطينية تقيم على أرض كانت مملوكة ليهود من قبل، وطعن الفلسطينيون في الحكم أمام المحكمة العليا الإسرائيلية.
وحي الشيخ جراح منطقة تصطف حولها الأشجار ومنازلها من الحجر الرملي، وتضم قنصليات أجنبية وفنادق فاخرة وتبعد نحو 500 متر عن باب العامود، أو باب دمشق، في البلدة القديمة.
وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الطبيب الشخصي لصلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين في عام 1187، ويضم الحي كذلك موقعاً يقدسه اليهود باعتباره مدفناً لأحد حاخاماتهم القدامى.
ويقول المستوطنون الذين رفعوا الدعوى القضائية إنهم اشتروا الأرض من جمعيتين يهوديتين اشترتا الأرض في القرن التاسع عشر، ووقف ياكوف، وهو يهودي متدين رفض أن يعطي اسمه كاملاً، خارج منزله الذي يقع وسط منازل الفلسطينيين، وقال لـ«رويترز»: «هذا تقليدياً حي يهودي... الأردنيون والأمم المتحدة وطّنوا اللاجئين في هذه المنازل؛ فإذا كان هناك مستوطنون هنا فهم العرب الذين يعيشون هنا».
ولجأ السكان الفلسطينيون الذين لا يحدوهم أمل يُذكر في كسب قضية الطرد المنظورة أمام المحاكم الإسرائيلية إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال محمد الكرد (23 عاماً): «أكيد (السوشيال ميديا) قوة رهيبة إنه بتقدر تكون مضادة للإعلام، خصوصاً الإعلام الغربي اللي هو أصلاً تاريخياً عنده انحياز (بالإنجليزية) ضد الفلسطينيين، وضد قضية حي الشيخ جراح. يعني أنا مثلاً كنت على (سي إن إن) قبل أكم من يوم، ونشرت الفيديو على صفحتي وإجا عليه مليونين مشاهدة، بينما المقابلة اللي كانت مع المسؤول الإسرائيلي ما إجا عليها حوالي ألف أصلاً. واضح في قوة للسوشيال ميديا حتى إحنا بحساباتنا أنا صرت عندي ربع مليون متابع، وبتوقع هادول الناس هم جيش إلكتروني ممكن يضل يناضل علشان قضية الشيخ جراح، وعلشان ضد الاستعمار بفلسطين بشكل عام».
ومن بين المشاهد التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة التقطتها منى أخت محمد الكرد لأحد السكان يصيح: «ساكن هون».
وأضاف الكرد: «حملة (انقذوا حي الشيخ الجراح) من أهالي الحي ودي حملة واضحة وصريحة ضد التهجير ضد سياسات التهجير لسلطات الاحتلال الإسرائيلية في الشيخ جراح، لكن أيضًا في القدس في كل فلسطين التاريخية، لأن مشروع التهجير هو مشروع بدأ من 48. بتخيل اللي خلى حملتنا تلاقي أصداء عالمية كبيرة هو تأطير الحملة لأول مرة ممكن في النطاق العالمي يتحاوروا في القضية الفلسطينية على أنها قضية استعمارية، مش بس قضية انتهاكات حقوق إنسان أو قضية صراع ديني إحنا بنعايش استعمار واستيلاء على الأراضي».
وتعرض «إنستغرام» وموقع «تويتر» لانتقادات في وقت سابق هذا الشهر بعد أن لاحظ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أن التدوينات التي توثق أحداثاً في القدس الشرقية يجري حذفها، ونشر الموقعان اعتذاراً يلقيان فيهما اللوم على «أخطاء فنية».
وخرج لبنانيون وفلسطينيون في مسيرات في لبنان يوم الثلاثاء احتجاجاً على ما تقوم به إسرائيل في القدس، وأبدوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وسار عشرات الأشخاص في الحارات الضيقة بمخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين، ثم عبروا بعض الشوارع في العاصمة بيروت ليصلوا إلى مخيم شاتيلا.
وظهرت فرح السوري الفلسطينية المقيمة في لبنان على بث مباشر على «فيسبوك» مع المحتجين، وكانت تتحدث من مخيم شاتيلا في بيروت في نهاية الاحتجاجات.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 ثم ضمتها إليها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر المستوطنات غير مشروعة.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها، مشيرةً إلى روابط تاريخية ودينية تربطها بها، ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.