دراسة: الجرعات الكبيرة من المضادات الحيوية قد تجعل البكتيريا أقوى

صيدلانية بجانب صفوف من المضادات الحيوية بصيدلية في ولاية كنتاكي الأميركية (أرشيفية - رويترز)
صيدلانية بجانب صفوف من المضادات الحيوية بصيدلية في ولاية كنتاكي الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: الجرعات الكبيرة من المضادات الحيوية قد تجعل البكتيريا أقوى

صيدلانية بجانب صفوف من المضادات الحيوية بصيدلية في ولاية كنتاكي الأميركية (أرشيفية - رويترز)
صيدلانية بجانب صفوف من المضادات الحيوية بصيدلية في ولاية كنتاكي الأميركية (أرشيفية - رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن استخدام جرعات أكبر من المضادات الحيوية في محاولة لمعالجة المشكلة المتنامية لمقاومة الأدوية، قد يؤدي إلى تقوية بعض البكتيريا.
ووصفت الأمم المتحدة مقاومة مضادات الميكروبات بأنها «واحد من أكبر التهديدات التي نواجهها كمجتمع عالمي» ويُتوقع أن تتسبب في وفاة 10 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2050.
وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن تناول جرعات أكبر من المضادات الحيوية قد يبطئ من قدرة البكتيريا على تطوير المقاومة، ومع ذلك لم يولَ اهتمام لطريقة تأثير هذه الجرعات الكبيرة على التركيبة العامة للميكروبات.
ودرس فريق من الباحثين في بريطانيا وأوروبا طريقة تفاعل مجموعات إشريكية قولونية (إي كولي) مع تركيزات مختلفة من ثلاثة مضادات حيوية شائعة الاستخدام.
ووجدوا أنه بينما الجرعات الكبيرة من المضادات الحيوية أبطأت معدل تطوير البكتيريا للمقاومة، فإنها أدت أيضاً إلى ظهور بكتيريا ذات «قوة أكبر» ما يعني أن لديها معدل تكاثر أعلى.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ماتو لاغاتور، من كلية العلوم البيولوجية في جامعة مانشستر، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نعدّ معدل النمو مؤشراً على القوة، مع افتراض أن السلالة التي تنمو بشكل أسرع من المرجح أن تسيطر على الأنواع الأخرى من البكتيريا وتصبح مهيمنة».
وكتب الفريق الذي نشر دراسته في دورية «رويال سوسايتي بايولوجي ليترز» أن بحثهم أظهر كيف أن الجرعات العالية من المضادات الحيوية تمثل «معضلة» ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى بكتيريا أكثر مقاومة.
وحذّرت دراسات عدة في السنوات الأخيرة من الإفراط في وصف المضادات الحيوية والاستخدام المفرط في تربية المواشي، مع تقدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن واحدة من كل ثلاث وصفات للمضادات الحيوية، غير ضرورية.
ومع توقع أن تقتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عدداً أكبر من الأشخاص على مستوى العالم مقارنةً بالسرطان بحلول منتصف القرن، قال لاغاتور إن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث حول طريقة تأثير الجرعات الكبيرة على تطور البكتيريا على المدى الطويل.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.