كثفت مصر مدعومة من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة جهودها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن سيلاً من الاتصالات المكثفة والحوارات والاقتراحات تجري منذ أيام مع مسؤولين إسرائيليين ومسؤولي حركة {حماس} والمسؤولين الفسطينيين في رام الله، من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي التصعيد.
وأكدت المصادر أن الجهود تصطدم بتعنت إسرائيلي متعلق برغبة تل أبيب في مواصلة الهجوم وتحقيق صورة نصر ما بعدما أثبتت {حماس} والفصائل الفلسطينية قدرتها على تحقيق الردع وتوازن الرعب في الجولة الأخيرة. كما تصطدم هذه الجهود بطلب من {حماس} بإدراج القدس في الاتفاق.
وبحسب المصادر، فإن المصريين طرحوا اتفاقاً للعودة إلى المربع الأول بما يشمل تخفيف الحصار على قطاع غزة وإدخال تسهيلات مقابل وقف العدوان، لكن إسرائيل رفضت وطلبت وقتاً إضافياً لضرب مزيد من الأهداف، فيما اشترطت {حماس} أن يشمل أي اتفاق وقف الاعتداءات في القدس وإخلاء الفلسطينيين من حي الشيخ جراح. وأبلغت {حماس} الأطراف المعنية بأن الكرة في الملعب الإسرائيلي الذي عليه أن يوقف التصعيد في القدس والضفة وغزة. وتدعم الجهود المصرية كل من الولايات المتحدة التي أرسلت مبعوثاً إلى إسرائيل، وروسيا والأمم المتحدة كذلك.
وكان المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، هادي عمرو، وصل إلى إسرائيل الجمعة، لبحث {تثبيت هدوء مستدام} بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت السفارة الأميركية في إسرائيل إن عمرو {سيعمل على تعزيز الحاجة إلى العمل من أجل تهدئة مستدامة، والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس}.
وكان عمرو أجرى في الأيام الماضية، اتصالات حثيثة مع كل من الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التهدئة، لكن قدرته على إحداث اختراق تبدو أقل من مصر بسبب عدم وجود اتصالات بين واشنطن و{حماس}.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة {يديعوت أحرونوت} إن العملية العسكرية في غزة قد تستمر حتى الأحد (اليوم)، مضيفاً: {إذا تواصلت الإنجازات في غزة، فسيكون من الصواب المضي قدماً في وقف إطلاق النار}. وتابع: {لم نصل بعد إلى هذا الأمر، هناك بعض الأشياء الأخرى التي يجب القيام بها. لن يحدث ذلك غداً، وسوف يستغرق يومين أو ثلاثة ومن ثم سيبدأ الضغط الدولي الأسبوع المقبل}.
ويبدو إن إسرائيل تريد تحقيق إنجاز في غزة قبل ذلك.
وسلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء أمس، على 7 مسؤولين في {كتائب القسام} يديرون المعركة مع إسرائيل التي تريد رؤوسهم.
وركزت وسائل الإعلام الإسرائليية على محمد ضيف، المسؤول العسكري لكتائب عز الدين القسام، وهو أكثر شخصية مطلوبة على الإطلاق لإسرائيل.
الضيف معروف بـ{الشبح}، فمنذ نحو 3 عقود لم يظهر في أماكن عامة، وحتى الإسرائيليون الذين يسعون وراءه لا يملكون صورة له. واليوم يملك هذا الرجل، حسبما يقول الإسرائيليون، مفاتيح الحرب والسلام في غزة أكثر من أي مسؤول آخر في السلطة و{حماس} وحتى في إسرائيل، إلى الحد الذي تساءل معه صحافيون إسرائيليون عن متى سيقرر الضيف إنهاء المعركة التي خطط لها وأعلن عنها قبل أن تبدأ. وحاولت إسرائيل اغتيال الضيف مرات عدة في السابق، لكنها فشلت في ذلك.
أما الشخص الثاني الذي أشارت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية، فهو يحيى السنوار قائد حركة {حماس} في قطاع غزة، ويعد أحد صقور الحركة ويصفونه في إسرائيل بأنه مندفع وعدواني.
ويحل ثالثاً مران عيسى الذي يقود {القسام} على الأرض، وترى إسرائيل أنه بمثابة {رئيس الأركان} في {القسام} وحل مكان أحمد الجعبري الذي اغتيل قبل سنوات. وهناك أيضاً أحمد غندور قائد الكتيبة الشمالية في حركة {حماس}، وتقول إسرائيل إن رجاله مسؤولون عن إطلاق غالبية الصواريخ من القطاع، ومحمد السنوار، مسؤول الحركة في خان يونس، وهو شقيق يحيى السنوار، وفتحي حماد، عضو المكتب السياسي في {حماس} وكان وزير داخلية في إحدى حكومات الحركة. والشخصية السابعة وقد لا يكون هدفاً حالياً بل في المستقبل، هو أبو عبيدة الناطق باسم {القسام} لما يحمله من مكانة رمزية.
جهود التهدئة تصطدم بتشدد إسرائيلي
7 من {القسام} يقودون المعركة مطلوبون للاغتيال على رأسهم الضيف... و{حماس} تريد شمل القدس في أي اتفاق
جهود التهدئة تصطدم بتشدد إسرائيلي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة