180 غارة روسية تستهدف مقاتلي «داعش» في البادية السورية

موسكو تعلن عن تشكيل «قبة تشويش» لحماية قاعدة حميميم

عرض عسكري في قاعدة حميميم الروسية لمناسبة «عيد النصر» في 9 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
عرض عسكري في قاعدة حميميم الروسية لمناسبة «عيد النصر» في 9 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

180 غارة روسية تستهدف مقاتلي «داعش» في البادية السورية

عرض عسكري في قاعدة حميميم الروسية لمناسبة «عيد النصر» في 9 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
عرض عسكري في قاعدة حميميم الروسية لمناسبة «عيد النصر» في 9 الشهر الحالي (أ.ف.ب)

أكدت تقارير اتساع نطاق العمليات العسكرية الروسية في منطقة البادية السورية خلال اليومين الماضيين. ومع أن موسكو التزمت الصمت ولم تفصح عن تفاصيل بشأن غاراتها في المنطقة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتسجيل أكثر من 180 غارة شنتها المقاتلات الروسية خلال يومين.
وأفاد تقرير المركز أن القوات الروسية تواصل عملياتها ضمن البادية السورية، محاولة الحد من تحركات ونشاط تنظيم «داعش» المنتشر على مساحات واسعة من البادية. وزاد أن الطائرات الحربية الروسية شنت عشرات الضربات الجوية، مستهدفة مغارات وكهوفاً ومناطق أخرى في كل من محيط جبل البشري عند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، ومحاور في ريف حماة الشرقي ولا سيما محيط إثريا، بالإضافة لبادية حمص الشرقية. وزاد أن عدد الغارات التي شنتها المقاتلات الروسية خلال 48 ساعة الفائتة، زاد عن 180 غارة، تسببت بسقوط خسائر بشرية ومادية، إذ تأكد مقتل 13 من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بالإضافة لتدمير آليات.
وبذلك تكون حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) وفقاً لإحصائيات وتوثيقات «المرصد السوري»، 1423 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ149 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم «داعش» في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب. كما وثّق المرصد السوري استشهاد 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز والعشرات من الرعاة والمدنيين الآخرين بينهم أطفال ونساء في هجمات التنظيم، ووثق كذلك مقتل 950 من تنظيم «الدولة الإسلامية»، خلال الفترة ذاتها.
وكان الناطق باسم القوات الروسية في سوريا قال قبل يومين، أن القوات الحكومية السورية، وبدعم من القوات الروسية، «تمكنت من القضاء على أكثر من 300 إرهابي في سوريا منذ الـ23 من أبريل (نيسان) الماضي». وأوضح أن «الجيش السوري وبدعم من القوات الروسية، يواصل عمليات الاستطلاع والبحث في البادية السورية». ووفقاً للبيان العسكري الروسي، «تم منذ الـ23 من أبريل الماضي، تصفية 338 مسلحاً من الجماعات الإرهابية واعتقال 44 آخرين، وإعطاب 6 عربات لهم وتدمير 38 قطعة سلاح و45 وكراً»، مشيراً إلى أنه «بفضل عمل الجيش، تم إلحاق خسائر فادحة في أفراد ومعدات الإرهابيين، فضلاً تقليص الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والجيش السوري».
ورغم تركيز الحديث حول الوضع في البادية، لكن البيانات العسكرية الروسية أشارت خلال الأسابيع الأخيرة، إلى تقليص استخدام الطائرات المسيرة في شن هجمات على قاعدة «حميميم» أو المناطق المحيطة بإدلب.
وكان قائد وحدة الحرب الإلكترونية لمجموعة القوات الروسية في سوريا فاديم ريفين، قال إن «قوات التشويش الإلكتروني تواصل أداء مهامها الخاصة في الجمهورية العربية السورية بنجاح فيما يخص التصدي للوسائل التقنية التابعة للتشكيلات المسلحة غير الشرعية». وأضاف أن قوات التشويش الإلكتروني «تساهم بقسط كبير في الانتصار على الإرهاب الدولي». ورأى أن الاستخدام الفعال لوسائل التشويش «قلصت فرص استخدام العدو لمختلف الوسائل التقنية لاستهداف قاعدة حميميم».
في السياق ذاته، قال قائد وحدة التشويش الإلكتروني للقوات الروسية في طرطوس دينيس كوليكوف، إن أنظمة التشويش شكلت نوعاً من «القبة» للحماية من الطائرات المسيرة التي يطلقها المسلحون. وأضاف أن القوات الروسية استخدمت جهاز «بوليه - 21» ونظام «راتنيك - كوبول» للتشويش على أنظمة التحكم بالطائرات المسيرة، لافتاً إلى «نتائج مهمة» تحققت على هذا الصعيد.



انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)

انقضى الأسبوع الأول منذ بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الحوثيين، من دون حصول عشرات الآلاف من التلاميذ على كتب المنهج الدراسي، بسبب قيام قادة الجماعة في قطاع التربية والتعليم ببيع الكتب في السوق السوداء لجني الأموال والإنفاق على برامج التطييف والمجهود الحربي.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن قادة الحوثيين المسؤولين عن قطاع التعليم حولوا أرصفة الشوارع في العاصمة المختطفة ومدن أخرى إلى سوق سوداء لبيع المناهج في وقت يشكو فيه أولياء الأمور من عدم حصول أبنائهم على الكتب المقررة.

يعجز كثير من الآباء اليمنيين عن توفير الكتب الدراسية من السوق السوداء (الشرق الأوسط)

واتهمت المصادر قيادات انقلابية يتصدرهم يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة الحوثية والمعين وزيراً للتربية والتعليم في الحكومة غير المعترف بها، بالضلوع في عملية المتاجرة العلنية بالعملية التعليمية وبالكتاب المدرسي ومستقبل الطلبة في اليمن.

وأجرت «الشرق الأوسط» جولة في بعض شوارع صنعاء ووثقت بعضا من مظاهر انتشار بيع الكتاب المدرسي، سواء عبر باعة أرصفة أو في نقاط بيع رسمية تابعة للانقلابيين.

تعليم بلا منهج

يؤكد عبد الله، وهو عامل في محل تجاري في صنعاء، أنه اضطر بعد انتظار دام أسبوعاً كاملاً دون أن يحصل ثلاثة من أبنائه على مناهج التعليم، إلى الخروج لأحد الشوارع القريبة من منزله بحي مذبح شمال صنعاء لشراء الكتب لأطفاله.

وعبر عبد الله في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالصدمة أثناء معرفته أن سعر الكتاب الواحد يصل في السوق السوداء إلى 1000 ريال يمني (نحو دولارين)، ما يعني أنه بحاجة إلى مبلغ كبير حتى يتمكن من توفير جميع الكتب لأبنائه الذي يدرسون في الصفوف، الثالث والخامس والسادس الابتدائي.

مناهج دراسية تباع على الأرصفة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (الشرق الأوسط)

وأوضح أن أطفاله لا يزالون يواصلون تعليمهم في مدرسة حكومية بالحي دون كُتب، بعد أن عجز عن توفيرها لهم من السوق السوداء، نظراً لأسعارها المرتفعة، معبراً عن شكواه من استمرار المماطلات من قبل إدارة المدارس الخاضعة للجماعة فيما يخص تأمين الكتب المدرسية للطلبة.

وأثار الإفراغ الحوثي المتعمد لمخازن مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء ومدن أخرى من مناهج التعليم وبيعها في السوق السوداء موجة غضب واسعة في أوساط الناشطين الحقوقيين والمغردين اليمنيين.

وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً تظهر انتشار كميات من الكتب المدرسية على أرصفة كثير من الشوارع في المحتلة صنعاء.

جريمة أخلاقية

اتهم ياسر، وهو اسم مستعار لناشط تربوي في صنعاء، الجماعة الحوثية بتعمد عدم توزيع الكتاب المدرسي على الطلبة في المدارس، في مقابل قيامها بشكل يومي بالتوزيع المجاني لملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي، حيث تجبر الطلبة على قراءتها سعيا لتفخيخ عقولهم.

وطالب ياسر كافة المنظمات الدولية المعنية بدعم التعليم بوقف الدعم المقدم للجماعة الحوثية ووضع حد لعبثها وانتهاكاتها المتكررة بحق العملية التعليمية واستغلالها للكتاب المدرسي وبيعه في الأسواق السوداء.

وفي تعليق له، قال الناشط الإعلامي الموالي للحوثيين مجدي عقبة إن اتخاذ الجماعة من الكتاب المدرسي سلعة تباع على الأرصفة وفي نقاط بيع تم تخصيصها للغرض «جريمة وفضيحة أخلاقية بامتياز». لافتاً إلى إصرار الجماعة على تحويل مؤسسات الدولة الخدمية إلى شركات ربحية.

ومنذ الانقلاب والاستيلاء على مؤسسات الدولة، سعت الجماعة الحوثية جاهدة إلى تحويل كافة المؤسسات في قطاع التربية والتعليم من مؤسسات خدمية مجانية وفقاً للدستور والقوانين النافذة، إلى مؤسسات استثمارية ربحية تصب إيراداتها في جيوب وأرصدة قياداتها، بدءاً من تأجير أسطح وأسوار المدارس، وليس انتهاءً ببيع الكتاب المدرسي في السوق السوداء.