«الاتحاد العمالي» يحذّر من الفوضى ويتجه لإعلان الإضراب العام في لبنان

TT

«الاتحاد العمالي» يحذّر من الفوضى ويتجه لإعلان الإضراب العام في لبنان

حذّر الاتحاد العمالي العام من الفوضى والانهيار السريع لمرافق الدولة، وأعلن عن توجهه لاتخاذ قرار الإضراب العام يوم الثلاثاء المقبل، وتنفيذ تحركات في مختلف المناطق اللبنانية رفضاً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون في غياب أي جهود للحل، مشككاً بقدرة البطاقة التمويلية التي ستعتمدها الحكومة على الحل.
وأكد رئيس الاتحاد بشارة الأسمر أنه «حان وقت الفصل فإما البدء بالمعالجة عبر عمل دؤوب ومؤسساتي ودستوري وقضائي، وإما السقوط التام في الجوع والفقر، وفوضى أمنية واقتصادية وصحية وتربوية وبيئية، وما ينتج من ذلك من مآسٍ وفتن»، محذراً من أن «وضع المؤسسات يتجه نحو التأزم إذا لم تتم المعالجة السريعة، وقد نكون أمام انهيار تدريجي وسريع لمرافق الدولة، إذا لم يحسن المسؤولون التصرف ويبادروا سريعاً إلى تأليف حكومة إنقاذ وطنية تعيد الثقة بلبنان وتمهد لإعادة إحياء الدولة بكل مرافقها الحيوية وإداراتها العامة».
من جهته، أعلن نائب رئيس الاتحاد حسن فقيه أن «العمالي العام» اتخذ خياره بالتصعيد في ظل غياب المسؤولين بشكل كلي ومريب وأن قراراً بالإضراب سيتخذ في اجتماع يوم الثلاثاء المقبل.
وقال في بيان له: «الأمور في لبنان وصلت إلى حد لا يطاق، فالأوضاع الاقتصادية باتت تشكل خطراً حقيقياً على كل طبقات الشعب الذي تخطى بمجمله عتبة الفقر نتيجة السياسات التي اعتمدتها المنظومة السياسية التي تدير البلاد منذ سنوات عديدة»، لافتاً إلى أن «الشعب متروك لمصيره، وهو بات يقف في طوابير الذل على محطات الوقود والسوبر ماركت، فيما الأدوية مفقودة، في ظل انهيار المؤسسات وانعدام الرقابة».
وأكد: «في ظل هذا الواقع التعيس، كان لا بد للاتحاد من اتخاذ خطوات ضرورية، ولذا تمت دعوة المجلس التنفيذي للانعقاد في جلسة طارئة نهار الثلاثاء 18 مايو (أيار) الحالي لدرس التوصية بالإضراب العام وتحديد خطة التحرك لتنفيذه على مجمل الأراضي اللبنانية عبر التشاور مع الهيئات المعنية من اقتصادية واجتماعية وصناعية وتربوية وتعليمية ونقابات المهن الحرة حتى يأتي التحرك جامعاً وطنياً شاملاً».
وقال: «في ظل غياب المسؤولين بشكل كلي ومريب، فإن الاتحاد اتخذ خياره بالتصعيد، فالحوار مقطوع مع المعنيين، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يعتبر نفسه غير معني وينتظر تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي استقالت حكومته من تأدية واجباتها في تصريف الأعمال، وهو بذلك يخالف الأصول التي تنص على تسيير أعمال المرافق العامة وإدارة شؤون الناس».
وأوضح أن «الاتحاد شارك في النقاشات التي دارت في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وبحثنا في موضوع البطاقة التمويلية التي ستشمل معظم الشعب، وكان السؤال الأول من أين سيتم تمويلها؟. وتبين فيما بعد أن البطاقة كذبة كبيرة ولا سبل لتمويلها، وبالتالي ما زلنا ندور في حلقة مفرغة، مع العلم أن البطاقة ستزيد من قوافل الطوابير في ظل انعدام التخطيط»، منبهاً من «اتخاذ أي خطوة برفع الدعم عن السلع والمواد الغذائية والمحروقات والأدوية والمستلزمات الطبية والطحين قبل إيجاد البديل المناسب للمواطنين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.