مصر لمجابهة التعديات على المياه بموازاة أزمة «السد»

«الري» رفعت درجة الاستعداد لإزالتها

مصريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك خارج مسجد السلطان حسن أمس «رويترز»
مصريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك خارج مسجد السلطان حسن أمس «رويترز»
TT

مصر لمجابهة التعديات على المياه بموازاة أزمة «السد»

مصريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك خارج مسجد السلطان حسن أمس «رويترز»
مصريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك خارج مسجد السلطان حسن أمس «رويترز»

بموازاة تصاعد أزمة «سد النهضة» في ظل إصرار إثيوبيا على موعد الملء الثاني. تواصل مصر «جهود مواجهة التعديات على المياه»، فيما رفعت وزارة الري «درجة الاستعداد خلال إجازة عيد الفطر التي تتزامن مع فترة (أقصى الاحتياجات)».
وتطالب مصر والسودان باتفاق «قانوني ملزم» ينظم قواعد تشغيل وملء «السد»، المقام على النيل الأزرق، بما يمكنهما من تجاوز الأضرار المتوقعة لـ«السد»، خاصة في أوقات الجفاف، في حين ترفض إثيوبيا «إضفاء طابع قانوني على أي اتفاق يتم التوصل إليه». ويواصل رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، مساعيه للمساهمة في «كسر جمود المفاوضات والوصول إلى اتفاق بين الدول الثلاث».
ووجه وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، أمس جميع أجهزة الوزارة بـ«رصد جميع أشكال التعديات على المجاري المائية وأملاك الري وإزالتها في مهدها، بهدف ضمان حسن أداء وكفاءة سير العمل بجميع المحافظات المصرية لضمان توفير الاحتياجات المائية اللازمة لكل المنتفعين». ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس، فإن «الوزير عبد العاطي أكد أن أجهزه الوزارة تواصل التصدي بكل حسم لجميع أشكال التعديات على المجاري المائية»، موضحاً أن «إزالة التعديات في مهدها رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه القيام بأي شكل من أشكال التعدي على المجاري المائية أو أملاك الري».
وقال المتحدث باسم وزارة الري المصرية، محمد غانم، إن «الوزارة نجحت في التصدي بشكل كبير، خلال السنوات الماضية، للتعديات على نهر النيل»، لافتاً إلى أنه «تم إزالة 62 ألف حالة تعد على نهر النيل حتى الآن». وأوضح متحدث الري بحسب بوابة «أخبار اليوم» الرسمية بمصر، أمس، أن «حملة إزالة التعديات مثلت ردعا كبيرا لآلاف الأفراد الذين كانوا في نيتهم إقامة تعديات مباشرة على نهر النيل»، موضحاً «تراجع معدل التعديات بنسبة كبيرة تصل إلى 25 في المائة، وذلك بعد أن شهدت التعديات ذروتها قبل عام 2015».
وفشلت آخر جولة من مفاوضات «سد النهضة» عقدت برعاية الاتحاد الأفريقي، مطلع أبريل (نيسان) الماضي، في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية... ويأمل الاتحاد الأفريقي في إيجاد حل قبيل تنفيذ إثيوبيا عملية ملء ثان للخزان في يوليو (تموز) المقبل، وهو إجراء حذرت منه مصر والسودان. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في وقت سابق «تمسكه بالموعد الذي أعلنته بلاده للملء الثاني لخزان (السد)»، متجاهلاً بذلك التحفظات المصرية والسودانية على المضي في هذه الخطوة من دون اتفاق «قانوني» بين البلدان الثلاثة لتنظيمها. فيما يؤكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «بلاده لن تقبل بما يضر بمصالحها المائية». ووفق «الري المصرية» فإنها «تعمل على تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، والتي تهدف لترشيد استخدام المياه، وتعظيم العائد من وحدة المياه مثل، المشروع القومي لتأهيل الترع، والمشروع القومي للتحول من نظم الري بالغمر لنظم الري الحديث». وأشار المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة في مصر، أحمد إبراهيم، إلى «أهمية مشروع تحديث نظم الري والتحول من الري بالغمر لنظم الري الحديثة»، لافتاً إلى «الاهتمام والمتابعة الكبيرة للمشروع من القيادة السياسية». وأضاف إبراهيم وفق وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية أمس، أن «تنفيذ منظومة التحول من الري بالغمر إلى نظم الري الحديثة مثل الري بالرش أو التنقيط أو الري المحوري، يتم من خلال مرحلتين، الأولى جار تنفيذها حالياً في حوالي مليون فدان مناصفة بين وزارتي الزراعة والري، والثانية التوسع في تأهيل (الترع المتعبة) والذي يتم بالفعل من وزارة الري»، مضيفاً أن «تطوير منظومة الري يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في حسن إدارة مواردها المائية وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها». وتخشى مصر من تأثير «سد النهضة» على نقص حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب، والتي تعتمد عليها بأكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).