مصريون عادوا من ليبيا بعد الاستغاثة من الرمضاء بالنار

أغلبهم من العاملين في طائفة المعمار والتشييد

مصريون عادوا من ليبيا بعد الاستغاثة من الرمضاء بالنار
TT

مصريون عادوا من ليبيا بعد الاستغاثة من الرمضاء بالنار

مصريون عادوا من ليبيا بعد الاستغاثة من الرمضاء بالنار

«الرزق يحب السعي»، حكمة يرددها المصريون دائما لحث أنفسهم على العمل، ويبدو أن «السعي» قد حرك آلاف المصريين إلى السفر إلى جارتهم ليبيا للعمل هناك، لكن هؤلاء الذين حاولوا السعي على رزقهم، وسط ظروف أدت إلى ضيق أسبابه في مصر خلال السنوات الماضية، كانوا كمن استغاث من الرمضاء بالنار، كما يقول المثل العربي؛ لتضطرهم الظروف الأخيرة في ليبيا إلى العودة مجددا إلى وطنهم رغم ضبابية المستقبل الخاص بهم.
سرد العامل علي جمال لـ«الشرق الأوسط» أن المصريين العائدين من ليبيا كان يعمل أغلبهم بفئة المعمار مع وجود أعداد قليلة من المهندسين والأطباء. وأضاف جمال أنه لا يوجد مهنة في ليبيا لا يعمل بها فرد مصري على الأقل، بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن تسهيل السفر بين البلدين يسّر سفر أغلب أصحاب الحرف.
ويشير جمال إلى أنه قرر السفر إلى ليبيا لأن حرفته كعامل في المعمار لم تعد تؤتي ثمارها في مصر، موضحا أن أصدقاءه الذين يعملون كنجارين وحدادين وسباكين وخبازين سافروا معه للبحث عن «لقمة عيش» توفر لهم ولأسرهم حياة كريمة.
وأوضح العامل العائد من ليبيا، بعد فيديو ذبح تنظيم داعش الإرهابي 21 قبطيا مصريا، الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن المهن التي ذكرها لم تجد رزقا لها في مصر بعد تعثر أحوال المعيشة إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، مشيرا إلى أنه حتى الآن ينتظر الوظيفة التي ستوفرها له الحكومة كما وعدت.
وتعاني مصر من تعثر اقتصادي بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو (حزيران)، وتحاول جاهدة أن تدفع عجلة الاقتصاد بالمؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس (آذار) المقبل في مدينة شرم الشيخ (جنوب سيناء) بحضور قادة عرب وغربيين.
وعاد نحو 16 ألف مصري من ليبيا عبر منفذ السلوم البري وطائرات قادمة من دولة تونس، وفقا لتقارير صحافية، وهو ما زاد من نسبة البطالة التي يعاني منها الشباب المصري التي وصلت نسبتها إلى 12.9 في المائة، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مما استدعى إعلان وزارة التضامن المصرية نيتها توفير وظائف للعائدين وسط استهجان بعض الشباب لعدم توفير وظائف لهم وهم مقيمون في مصر بالأصل.
من جهتها، أطلقت المجالس التصديرية للصناعات الكيماوية والمفروشات المنزلية بمصر، أمس (الاثنين)، مبادرة لتشغيل 30 ألف عامل مصري عائدين من ليبيا، في ظل تزايد أعداد الفارين من جحيم الحركات المتطرفة في ليبيا بعد سيطرة «داعش» على مدينة درنة، واعتمدت المجالس الحد الأدنى لأجر العمالة العائدة عند 1300 جنيه شهريًا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.