انقلابيو اليمن يفسدون فرحة العيد بالجبايات

مستثمرون يناشدون حمايتهم من حملات التعسف الميليشياوية

TT

انقلابيو اليمن يفسدون فرحة العيد بالجبايات

اشتكى يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين من تضييق الخناق على السكان من خلال مواصلة وقوفهم حجر عثرة أمام ما يسعدهم ويبهجهم وأسرهم بأجواء عيد الفطر.
كثير من سكان العاصمة اليمنية المحتلة وريفها ومدن إب وذمار وعمران وحجة والمحويت وصعدة وعمران وريمة يعانون منذ أول أيام العيد من حرمان وقمع حوثي ممنهج طالهم والعشرات من ملاك الحدائق والمتنزهات.
وتحدثت مصادر عن تنفيذ الجماعة حملات ابتزاز جديدة بحق ملاك الحدائق والمتنزهات عشية العيد، إذ فرضوا جبايات مالية تحت تسميات عدة، وفقاً لمستثمرين أطلقوا مناشدات عاجلة لإنقاذهم وحمايتهم من حملات البطش والتعسف الحوثية التي طالتهم خلال الفترة القليلة الماضية.
وبالعودة إلى مسلسل التضييق الحوثي المتكرر بحق السكان بغية إفساد فرحتهم بالعيد هذا العام، شكا مواطنون في صنعاء وإب ومدن يمنية أخرى من الوضع البائس الذي يعيشونه، وكذا الوضع المزري الذي وصلت إليه معظم المتنزهات والحدائق العامة في مناطقهم.
وقال بعض منهم لـ«الشرق الأوسط» إن حدائق ومتنزهات ومنتجعات العاصمة وإب على وجه التحديد لم تعد أماكن ووجهات ملائمة للتنزه، كما كانت عليه في السابق (أي قبل الانقلاب).
وأرجعوا بعض الاسباب إلى أنها ناتجة عما خلفه الانقلاب واستهداف الجماعة المتكرر للمتنفسات، ما جعلها اليوم غير قادرة على رسم بسمة غائبة حتى على وجوه الأطفال.
وأشاروا إلى أن مثل تلك الأماكن كانت بالسابق تعد متنفساً كبيراً لهم ولعوائلهم، وأفادوا بأنها «لم تعد اليوم قادرة على التخفيف ولو قليلاً من معاناتهم وهمومهم، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة».
وتابع السكان، بالقول: «حتى المتنفسات الطبيعية الموجودة في بعض أطراف العاصمة وفي محافظة إب والزائرين لها هذه الأيام لم تسلم من ابتزاز وتدمير وعبث الانقلابيين».
وكشفت مصادر محلية في صنعاء عن تعرض أكثر من 50 متنزهاً وحديقة عامة وخاصة واقعة بمناطق متفرقة من العاصمة على مدى اليومين الماضيين لحملات تضييق وقمع وتعسف حوثية غير مبررة.
وقالت المصادر إن الجماعة بررت حملاتها الاستهدافية تلك بأنها تأتي في سياق ما تسميه مكافحة الاختلاط وتطبيق الهوية الإيمانية، وهي ذريعة سبق للميليشيات أن قمعت وداهمت وأغلقت ونهبت بموجبها المئات من المتنزهات والفنادق والمقاهي والمطاعم السياحية والحدائق العامة والخاصة بعموم مدن ومناطق سيطرتها.
يقول معمر. س، وهو اسم رمزي لمواطن يقطن صنعاء إن العيد يطل عليه وأسرته هذا العام ومعهم كثير من سكان صنعاء، وقد ضاق بهم حتى الأماكن القليلة للتعبير عن سعادتهم بقدومه.
ويشير إلى أن معظم الحدائق والمتنفسات في صنعاء أصبحت اليوم بفعل الانقلاب وسياسة التدمير الحوثية المنظمة مصدراً للضيق والكآبة بدلاً من الفرحة والابتسامة ولم تعد وجهة محببة للأسر والأطفال في العيد.
وعلى مدى سنوات الانقلاب، تعرض مستثمرون وعاملون في المجال الترفيهي بصنعاء ومدن أخرى لاعتداءات وحملات ابتزازات حوثية واسعة تحت مبررات وأسباب عدة، على رأسها عدم إيفائهم بدفع إتاوات للميليشيات تحت اسم «مجهود حربي».
وكان مصدر في الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات الخاضعة لسيطرة الجماعة بصنعاء تحدث عن أن الحدائق الحالية في العاصمة ومدن أخرى لا ترقى لمستوى الحدائق والمتنزهات الموجودة في الدول العربية وبقية حدائق العالم.
وأرجع السبب إلى تكرار عمليات الاستهدافات والنهب والسلب التي نفذتها وتنفذها الميليشيات بحق مالكي الحدائق والمستثمرين.


مقالات ذات صلة

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).