لا تراجع لقبضة ترمب على الجمهوريين... ومعارضوه يلوّحون بحزب ثالث

يعتقد معارضو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الحزب الجمهوري أن إقالة ليز تشيني من منصبها قد تؤدي إلى نتائج عكسية، بخلاف ما كان يطمح إليه قادة الحزب الجمهوري الذين اصطفوا خاضعين لسيطرته. وفيما يرى الموالون أن الحزب يقوم بعملية «تطهير» لنفسه، يقول المعارضون إنه إذا اعتقد هؤلاء أن «الحرب الأهلية» داخل الحزب قد انتهت، فهم مخطئون جداً... فالحرب بدأت للتو.
فقد أصدر أكثر من 100 جمهوري من قيادات الحزب الوطنية وعلى مستوى الولايات ومسؤولون حكوميون سابقون، وثيقة تحذر من أنهم جاهزون لتشكيل حزب ثالث ما لم يتراجع الحزب الجمهوري عن مقاربته السياسية المتزايدة في تركيزها على ترمب. ويعلم هؤلاء أن المهمة قد تكون شاقة جداً، في ظل إدراكهم أن كثيراً من الناخبين الجمهوريين ما زالوا موالين بشدة له. ولكن رغم ذلك يقول هؤلاء إنهم يريدون تجنب ارتكاب الخطأ نفسه، لأن فرص ترمب للعودة رئيساً مرة أخرى لن تصل أبداً إلى نسبة 50 في المائة. فهو لن يستطيع الفوز، لأنه كان رئيساً لمرة واحدة وولاية واحدة، بحسب مايلز تايلور، المسؤول السابق في الأمن الداخلي في عهد ترمب.
تايلور كتب مقالة رأي «مغفلة» في صحيفة «نيويورك تايمز»، ونشر لاحقاً كتاباً ينتقد فيه ترمب وإدارته، قائلاً إنها ستكون استراتيجية «عالية المخاطر». لكنه أضاف أن ميل الحزب الجمهوري نحو «التطرف السياسي» لم يترك سوى القليل من الخيارات الأخرى، فيما وصف قياديون آخرون الحزب الجمهوري بأنه صار أكبر تجمع معاد للديمقراطية في العالم.
ورغم أن كثيراً من الجمهوريين، حتى أولئك الذين دافعوا عن ترمب، توقعوا تراجع نفوذه على الحزب قريباً، ولا سيما بعد إبعاده عن معظم منصات وسائل التواصل الاجتماعي، لم تظهر أي علامات لهذا التراجع بعد ما يقرب من 4 أشهر من مغادرته البيت الأبيض. بل على العكس، تبنى الجمهوريون على مختلف المستويات تقريباً مزاعمه بأن الانتخابات سرقت منه، ويتقاطر المرشحون على منتجعه في مار لاغو بفلوريدا للتقرب منه. حتى الذين انتقدوا تحريضه لمؤيديه على اقتحام الكابيتول، غيّروا مواقفهم منه، من كيفين مكارثي، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الذي ألقى باللوم عليه، إلى السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي انتقدته بقسوة، معلنة أنها لن تترشح عام 2024 وستدعمه إذا قرر الترشح. يقول السيناتور ليندسي غراهام، أحد أكبر حلفاء ترمب في مجلس الشيوخ، إن تشيني كانت «صوتاً محافظاً قوياً فيما يتعلق بالأمن القومي... لكن انتقادها لترمب تجاوز بعيداً الحزب الجمهوري الحديث». وأردف: «لم تعزل بسبب تصويتها على عزل ترمب، بل لأنها تؤمن بإقصائه من الحزب واستبعاد كل من اعترضوا على نتائج انتخابات 2020 من المناصب القيادية».
مع كل هذا، يقول منتقدو ترمب إنهم يشعرون بالجرأة. ونقلت صحيفة «ذي هيل» عن أحد استراتيجيّي الحزب الجمهوري المنتقدين قوله إن الإطاحة بتشيني ترقى إلى مستوى الكارثة في العلاقات العامة لقادة الحزب في مجلس النواب لإجبارهم على شرح «لماذا عاقَب الجمهوريون أحد أقوى المحافظين في الكونغرس؟».